أحيا مئات السوريين، مساء الثلاثاء، الذكرى الثانية لرحيل عبد الباسط الساروت، أحد أهم ناشطي الثورة السورية، والمعروف بـ”حارس الثورة”، والذي قُتل قبل عامين أثناء قتاله ضمن صفوف المعارضة ضد قوات النظام بريف حماة.
وتجمع الكثير من أبناء إدلب والنازحين والمهجرين إليها على مدرج الحديقة العامة بمدينة إدلب شمال غربي سورية، ورفعوا لافتات عبروا بها عن وفائهم لتضحيات الساروت، وأدوا خلال الاحتفالية قسم الثورة للتأكيد على إكمال مسيرة عبد الباسط وغيره ممن ضحوا في سبيل حرية السوريين وثورتهم، بحسب المحتفلين.
وقال الناشط السياسي إبراهيم عبود: “اليوم نستذكر حارس الثورة ومنشدها ورمزها الذي دافع عنها بكل تفانٍ وإخلاص، بعفويتها وعنفوانها وبنضالها السلمي وكفاحها المسلّح”.
وأضاف العبود لـ”العربي الجديد”: “لقد كان الساروت أحد النماذج المشرِّفة التي قدمتها الثورة، واحداً من الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم للدفاع عن أرضهم وشعبهم ووطنهم”.
أما المقاتل سهيل حمود، الذي يُعد من أشهر رماة صواريخ “التاو” في صفوف المعارضة، وشارك الساروت العديد من المعارك في خندق واحد على جبهات ريف حماة وحلب؛ فقد أشار لـ”العربي الجديد” إلى أن “هذه الذكرى ستبقى خالدة كتاريخ لخسارة الثورة السورية لرمز من رموزها”، مضيفاً: “منذ سنتين، وفي مثل هذا اليوم خسرنا الشهيد عبد الباسط الساروت على جبهات ريف حماة، كان يدافع عنا، كان يقاتل جيش الأسد، كان يطالب بالحرية. الساروت حاضر في بيت كل سوري ثائر إن كان في صوته أو قتاله”.
وعبر بلال بيوش، الناشط الإعلامي والمهجّر من مدينة كفرنبل جنوبي محافظة إدلب، عن أهمية الساروت بوصفه رمزاً للثورة، وأشار لـ”العربي الجديد” إلى أنه ورفاقه “لن نتوقف عند استشهاده، نحن مشينا في درب الساروت، وسنستمر حتى إسقاط نظام بشار الأسد وتحقيق أهداف عبد الباسط، وكل السوريين”.
وعُرف عبد الباسط الساروت منذ اندلاع الثورة كأحد رموزها، بعدما غادر منتخب شباب سورية لكرة القدم، الذي كان حارس مرماه، لينضم لصفوف المتظاهرين قائداً ومنظِّماً للمظاهرات، وفيما بعد تحول للعمل العسكري مع المعارضة المسلحة في حمص، وقاتل ضد النظام إلى جانب نشاطه السلمي، وفقد عدداً من أشقائه ورفاقه الذين شاركوه القتال ومسيرته في النشاط ضمن الثورة، قبل أن يلحق بهم في مثل هذا اليوم قبل عامين، أثناء عمليات قتالية كبيرة بين النظام والمعارضة على جبهات ريف حماة.
العربي الجديد