قصفت قوات النظام السوري مجددا مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سورية، فيما استقدمت تركيا تعزيزات جديدة إلى المنطقة، وسط معلومات عن أفكار يتم تداولها بين الجانبين التركي والروسي بشأن التوصل إلى هدنة طويلة في منطقة إدلب.
وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن قوات النظام قصفت بالمدفعية، فجر وصباح اليوم الأحد، قرى وبلدات كنصفرة والبارة والفطيرة وأطراف سفوهن وفليفل وبينين في ريف إدلب الجنوبي، فضلا عن استهدافها بالرشاشات الثقيلة مناطق على محاور التماس في سهل الغاب شمال غربي حماة.
إلى ذلك، دخل، فجر الأحد، رتل عسكري تركي جديد عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمالي إدلب، إلى الأراضي السورية.
وذكرت المصادر أن الرتل يتكون من نحو 30 آلية تحمل معدات عسكرية ولوجستية اتجهت نحو نقاط المراقبة التركية المنتشرة في المنطقة.
سورية: قوات “الإدارة الذاتية” تعلن تمديد الهدنة مع النظام
وفي سياق متصل، قدمت روسيا عرضا لتركيا بشأن هدنة طويلة الأمد في الشمال السوري أو وقف إطلاق نار يشمل كامل المناطق السورية، لكن أنقرة أبدت ملاحظات على بعض جوانب الخطة، وفق ما ذكر موقع “تلفزيون سورية”.
وحسب المصدر، فإن أهم الملاحظات التي أبداها الجانب التركي على العرض الذي ستتم مناقشته الشهر المقبل بين الجانبين، إضافة إلى الولايات المتحدة، عدم تضمن العرض الروسي آلية مراقبة مقبولة دولياً، الأمر الذي سيقود إلى تكرار أخطاء الاتفاقات السابقة.
واقترحت تركيا إدراج دور للأمم المتحدة في مراقبة وقف إطلاق النار، على أن يكون لتركيا وروسيا دور الإشراف على آلية المراقبة في ما يتعلق بالتعامل مع الانتهاكات الحاصلة.
والنقطة الثانية تتعلق بمناقشة ملف انسحاب قوات النظام من المناطق التي تمت سيطرت عليها بعد اتفاقية سوتشي.
وينص المقترح الروسي على نشر الشرطة العسكرية الروسية في هذه المناطق، وإشراف حكومة النظام على إدارتها، حيث يأمل الجانب الروسي أن يدفع هذا المقترح المباحثات التركية الروسية لإعادة نازحي المنطقة، وتحسين وصول المنظمات الإنسانية والمنظمات الدولية للعمل على البنية التحتية في هذه المناطق.
قدمت روسيا عرضا لتركيا بشأن هدنة طويلة الأمد في الشمال السوري أو وقف إطلاق نار يشمل كامل المناطق السورية، لكن أنقرة أبدت ملاحظات على بعض جوانب الخطة
أما النقطة الثالثة، فتتعلق، وفق المصدر، بالصيغة العامة لوقف إطلاق النار، حيث تحدث المقترح الروسي عن هدنة يتم تجديدها كل ستة أشهر أو كل عام، بينما تريد تركيا توقيع اتفاق على وقف إطلاق نار شامل غير محدد بمدة زمنية، بالتزامن مع تحقيق تقدم في مفاوضات جنيف.
وكان الجانبان التركي والروسي توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب منتصف مارس/ آذار عام 2020 بعد تصعيد عنيف من جانب قوات النظام.
اوفي شرق البلاد، يتواصل الهدوء الحذر في مدينة القامشلي في إطار الهدنة التي انقضت صباح اليوم بين قوات “الأسايش” الكردية و”الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري.
وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن أجواء الأحياء الجنوبية من المدينة شهدت صباح اليوم تحليقا لمروحيات روسية، فيما تواصل قوات “الدفاع الوطني” حشد قواتها جنوب حي الطي وبالقرب من الفوج 154، مع التزود الأسلحة والذخائر، وسط وعيد من بعض قادة هذه القوات باستعادة المناطق التي خسرتها في الأيام الأخيرة.
وفي المقابل، تعمل قوى الأمن الداخلي “الأسايش” على حشد مزيد من القوات ونشرها في الجوانب الأربعة لحي الطي، وسط ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع، مع استمرار المفاوضات التي ترعاها روسيا، حيث تم تمديد الهدنة إلى يوم غد الاثنين، بغية إفساح مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وحل الخلافات العالقة.
ووفق المصادر، فإن الجانب الكردي يصر على الاحتفاظ بحيي طي وحلكو، ويرفض أي وجود لقوات النظام أو مليشياته فيهما، وهو ما يرفضه وفد النظام السوري.
على صعيد متصل، أفرجت قوات “الأسايش” مساء أمس عن مراسل التلفزيون الرسمي، ومدير المركز الإذاعي والتلفزيوني في الحسكة فاضل حماد، وذلك بعد ساعات من مداهمة منزله واعتقاله، حيث أفرج عنه بوساطة القوات الروسية ووجهاء المنطقة.
من جانب آخر، فقدت قوات النظام منذ ثلاثة أيام التواصل مع مجموعة من عناصرها من أبناء السويداء ودرعا جنوب سورية، في بادية الرقة.
يتواصل الهدوء الحذر في مدينة القامشلي في إطار الهدنة التي انقضت صباح اليوم بين قوات “الأسايش” الكردية و”الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري
إلى ذلك، ذكر موقع “السويداء 24” أن خمسة مقاتلين في صفوف قوات النظام فقدوا، منذ ثلاثة أيام، في منطقة الرصافة بريف الرقة بعد خروجهم من نقطة تمركزهم، مشيرا إلى أنهم مرتبطون بعقود مدنية لصالح جهاز الأمن العسكري.
وأوضح الموقع أنهم خرجوا في ساعات الصباح قبل ثلاثة أيام، باتجاه قرية مهجورة بالمنطقة دون معرفة سبب خروجهم، لينقطع الاتصال معهم.
والتحق عشرات الشبان من السويداء بعقود مدنية لصالح الأمن العسكري وشركة أمنية تابعة لعضو مجلس الشعب التابع للنظام حسام قاطرجي، خلال الفترة الماضية.
كما هاجم مجهولون نقاطا تابعة لمليشيا “الدفاع الوطني” جنوب محافظة دير الزور، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، وفق موقع “عين الفرات” المحلي، الذي أفاد بأن مجهولين يستقلون دراجات نارية شنوا الهجوم جنوب محافظة دير الزور، ما تسبب بمقتل عنصرين وإصابة آخرين، فيما سقط قتيلان إضافيان بعد إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، حيث انفجرت عبوات ناسفة بعدد من سيارات المؤازرة.
من جانب آخر، قتل أربعة أشخاص نتيجة مشاجرة بين عشيرتي البوسرايا والسخاني في مدينة الرقة شمال سورية.
وذكرت مصادر محلية أن مشاجرة حصلت بين شبان من العشيرتين في مدينة الرقة، تسببت بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين، إضافة لتحطيم عدة محلات تجارية، وذلك على خلفية مشكلات قديمة بين العشيرتين، مشيرة إلى أن قوات “قسد” التي تسيطر على المنطقة لم تتدخل بشكل جدي لوقف الاشتباكات.
وبدأ الخلاف، وفق ناشطين، نتيجة غضب أحد الأهالي بسبب ركن سيارة أمام محله في شارع تل أبيض بالمدينة، وترافق مع حرق محال في الشارع المذكور الذي يعد الشارع التجاري الرئيسي في مدينة الرقة.
وفي جنوب البلاد، قضى عنصر من المخابرات الجوية، أمس السبت، متأثرا بجراح أصيب بها جراء استهدافه من قبل مجهولين في ريف درعا.
وذكر موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي أن رشيد كمال عبد الخالق فارق الحياة متأثرا بجراحه التي أصيب بها إثر الاستهداف الذي طاوله على الطريق بين بلدتي السهوة والمسيفرة شرق درعا، وجرى استهدافه حين كان برفقة الملازم جبر هايل العربيد، وهما من فرع المخابرات الجوية بمدينة درعا، حيث قتل العربيد على الفور.
وفي السياق أيضا، نجا القيادي في اللواء الثامن المدعوم من روسيا أبو أحمد صعيب من محاولة اغتيال عن طريق استهداف سيارته بعبوة ناسفة قرب قرية خربا في ريف درعا الشرقي، وهو من مدينة بصرى الشام، وعمل سابقا قيادياً في فصائل المعارضة.
المصدر: العربي الجديد