تواصل التصعيد العسكري في مدينة درعا جنوبي البلاد مساء الأربعاء، مع تجدد قصف قوات النظام لأحياء مدينة درعا البلد المحاصرة وسط استمرار عمليات النزوح، في حين أعلن التحالف الدولي ضد “داعش” عن عملية إنزال جوي أدت لاعتقال أربعة عناصر من “التنظيم” في دير الزور.
وفي التفاصيل، قال الناشط الإعلامي في درعا يوسف المصلح لـ “العربي الجديد” إن قوات “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام بشار الأسد قصفت حي الكرك في درعا البلد بقذائف الهاون، كما استهدفت بالأسلحة الرشاشة بشكل عشوائي الأحياء المحاصرة.
وأضاف المصلح أن عنصرين من قوات النظام قتلا وجرح ثلاثة آخرون، إثر استهداف سيارة عسكرية “زيل” عند مبنى البريد في درعا المحطة.
ووفق الناشط نزحت مئات العائلات الأربعاء، سيرا على الأقدام من أحياء درعا البلد إلى أحياء المحطة عن طريق حاجز السرايا، وهو الطريق الوحيد الآمن لها، مشيرا إلى أن درعا تشهد حركة نزوح غير مسبوقة منذ سيطرة النظام السوري وحلفائه على المحافظة في تموز 2018 بموجب اتفاق التسوية.
في السياق ذاته، نقل “تجمع أحرار حوران” عن مصدر مطلع أن اللجنة الأمنية التابعة للنظام أبلغت أهالي درعا البلد بقرار إغلاق طريقي السرايا وحي سجنة اعتباراً من الساعة السادسة من مساء الأربعاء 28 تموز، لتغلق بذلك جميع المنافذ إلى درعا البلد.
من جانبها، أعلنت عشائر البدو في المنطقة الجنوبية واللجاة في بيان صدر عنها الأربعاء، تضامنها مع أحياء درعا البلد، وأكدت العشائر عبر بيانها، أنّ “درعا البلد هي جزء لا يتجزأ من محافظة درعا، وأنّ ما يسوؤها يسوؤنا، ودماؤنا ليست أغلى من دمائهم، وأرواحنا لهم فداء”، وشددت على أنهم “دعاة سلم وما زالوا ملتزمين باتفاقيات السلم، وحقن الدماء، ما لم يلزم الأمر غير ذلك”.
وأعلنت العشائر عبر بيانها عن “براءتها من جميع أبنائها، ممن سولت لهم أنفسهم الانخراط في صفوف المليشيات التي تحاصر أحياء درعا البلد، مجددين العهد بالبقاء صفاً واحداً في درعا البلد خاصة وحوران عامة، في وجه الظلم والطغيان”.
ويحاصر النظام قرابة 11 ألف عائلة في أحياء درعا البلد منذ 24 حزيران/ يوليو الماضي الفائت، وسط فشل المفاوضات بين ممثلي النظام ووجهاء المحافظة لحل الخلاف.
في سياق منفصل، أعلن الناطق باسم قوات التحالف الدولي العقيد واين ماروتو في تغريدة على موقع “تويتر” الأربعاء اعتقال أربعة من عناصر تنظيم “داعش” بإنزال جوي في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي الذي تسيطر عليه “قوات سورية الديمقراطية” (قسد). وأكد ماروتو التزام التحالف بـ”مكافحة الإرهاب وضمان استقرار طويل الأمد في شمال شرق سورية”.
في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية “العربي الجديد” بأن قافلة جديدة تابعة للتحالف دخلت الأراضي السورية، محملة بمواد لوجستية ومعدات عسكرية قادمة من إقليم كردستان العراق، عبر معبر الوليد الحدودي، وتوجهت نحو القواعد العسكرية التابعة للتحالف في تل بيدر ورميلان ضمن محافظة الحسكة.