ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، بما أسماه “الهجوم الهمجي” الذي استهدف مشفى “الشفاء” في مدينة عفرين، شمال شرقي حلب، داعياً إلى “وقف فوري لإطلاق النار ووقف تصعيد العنف” في عموم سوريا.
وقال برايس، في بيان للوزارة: “ندين بأشد العبارات هجمات الأمس على مستشفى الشفاء… أودى هذا الهجوم الهمجي بحياة الأطفال والطاقم الطبي والمستجيبين الأوائل”، مؤكدا أنه “يجب ألا يكون المدنيون والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، هدفا لعمل عسكري”.
ولفت إلى أن الهجوم وقع رغم أنه “تمت مشاركة إحداثيات هذا المستشفى مع آلية الأمم المتحدة لمنع التصعيد في سوريا”، ووصفه بأنه “جزء من تصعيد للعنف في الآونة الأخيرة، في شمال غرب سوريا، ويجب أن يتوقف”.
وكان قال “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، في تقرير له، إن الهدف الروسي من التصعيد في محافظة إدلب، إيصال رسالتين حول الملف السوري إلى الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، قبيل القمة المقرر عقدها بجنيف مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”.
وأوضح المعهد أن “الرسالة الأولى التي أراد “بوتين” إيصالها لبايدن هي أن إدلب لا تزال تديرها جماعة “إرهابية” مصنفة من قِبل واشنطن، لذا فإن تقديم المساعدات الإنسانية لتلك المنطقة غير ضروري”، أما الرسالة الثانية، هي أن أي شيء تفعله واشنطن، لا يغير حقيقة أن روسيا تمتلك كل النفوذ العسكري في سوريا، وتواصل اتباع سياساتها من موقع قوة.
وطالب المعهد الولايات المتحدة بتبني سياسة أقوى تجاه روسيا، محذِّراً من أن استمرار “النهج المتواضع” للسياسة الأمريكية في سوريا، لن يؤدي إلا إلى المزيد من “استعراض العضلات” الروسية.
وكانت قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، إن التزامن بين ما يتعرض له ريف إدلب وعفرين، من تصعيد عسكري ليس إلا دليل على النية المبيتة من هذه الهجمات والأطراف التي تقف خلفها بهدف خلط الأوراق وفرض واقع على الأرض قبل اجتماع مجلس الأمن في 11 من تموز للتصويت حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، ليكون التفاوض فوق أشلاء ودماء السوريين، كعادة مجرمي الحرب”.
وأوضحت المؤسسة في بيان لها أن “جريمة إرهابية جديدة ضحاياها من المدنيين والكوادر الطبية ومتطوعي الخوذ البيضاء، ارتُكبت يوم السبت 12 حزيران في مدينة عفرين، جراء قصف صاروخي مصدره المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وقوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي”.
وشددت على أن “التهديد بإنهاء وقف إطلاق النار الحالي قد بدأ فعلا بنشر الذعر بين 4 ملايين من المدنيين ودفعهم لإيجاد مأوىً جديد في رحلة نزوح جديدة، بينهم أكثر من مليوني مهجر قسراً نصفهم يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي لا يمكن لأحد توقع حجم الكارثة التي ستحل بهم، لا يمكن الانتظار حتى يصبحوا ضحايا”.
ووفق آخر إحصائيات مسجلة، فقد ارتفعت حصيلة شهداء المجزرة في مشفى الشفاء بمدينة عفرين إلى 17 شهيداً، بينهم عاملين إنسانيين من منظمة شفق، ومستخدمتين في مشفى الشفاء من كوادر منظمة سامز، ومدنين، إضافة لإصابة ثلاث عناصر من الدفاع المدني وأكثر من سبعة من كوادر المشفى، علاوة عن تدمير أجزاء كبيرة من المشفى الذي خرج عن الخدمة، وإصابة قرابة 20 مدنياً آخرين.
شبكة شام الاخبارية