واجه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، انتقادات من سياسيين محافظين بعد نشر تسجيل صوتي مسرب له، ينتقد فيه الدور الذي لعبه قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني، الذي اغتيل بضربة أميركية في العراق مطلع العام 2020، في الهيمنة على عمل وزارته، والتضحية بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن التسريب الصوتي “تضمن مواقف شخصية، ومجتزأ من محادثة حكومية داخلية مدتها سبع ساعات، ولا يعكس بأي حال مستوى الاحترام والتعريفات التفصيلية، بحسب وكالة “إرنا” التابعة للحكومة الإيرانية.
وأضاف أن المحادثة “سُجلت فقط للتسجيل في الذاكرة التنظيمية للحكومة، ولم يكن المقصود نشرها، وليس واضحاً من الذي نشرها وبأي غرض”، مؤكداً على أن “نقاشات كهذه دائما ما تكون “جدية، شفافة، ومباشرة”.
ونشر موقع “إيران إنترناشونال” المعارض للنظام في إيران، التسجيل الذي تتجاوز مدته الثلاث ساعات، ويُظهر استياء ظريف من التدخل الواسع الذي كان يمارسه سليماني، في السياسة الخارجية للبلاد، بما في ذلك الشأن الدبلوماسي.
وقال ظريف في التسجيل الصوتي: “كان سليماني يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، ولم أتمكن من إقناعه بطلباتي، مثلاً طلبت منه عدم استخدام الطيران المدني في سوريا لكنه رفض”.
وأوضح ظريف أنه لم يتفّق مع سليماني بخصوص كثير من الملفات منها الاتفاق النووي، وقال إن دوره بالسياسة الخارجية الإيرانية “صفر”، مضيفاً “هل تعلم أن الولايات المتحدة علمت بالهجوم على قاعدة عين الأسد قبل أن أسمع به أنا؟”.
وأثارت التصريحات المسربة انتقادات سياسيين ووسائل إعلام محافظين، لا سيما أنها طالت سليماني، الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة خصوصاً بعد مقتله في الضربة الأميركية.
ورأى رئيس مجلس الشورى، محمد باقر قاليباف، أن “حكمة وشجاعة الحاج قاسم غزتا الميادين ومهدتا الطريق أمام الدبلوماسية”، معتبراً أن منتقدي القائد العسكري الراحل يمارسون “لعبة سياسية، ويتسمون بالسذاجة”، من دون أن يذكر ظريف أو تصريحاته بشكل مباشر.
ورأى النائب المحافظ، نصر الله بجمن فر، أن ظريف في تسجيله “يشكك بمسائل تندرج ضمن الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية التي يتولى فيها منصب وزير الخارجية”، وفق ما نقلت وكالة “فارس” للأنباء.
من جهتها، انتقدت وكالة أنباء “فارس” تقديم ظريف نفسه خلال الحديث المسرب بمثابة “رمز للدبلوماسية، في مواجهة سليماني الذي يشكل رمز ميدان المعارك”.
وسبق أن صرّح ظريف مطلع العام الجاري، في مقابلة موسعة مع القناة الثالثة الإيرانية، أن بعض القرارات داخل وزارة الخارجية الإيرانية كانت تتخذ بالتنسيق مع سليماني.
وخلال المقابلة قال ظريف “لقد كانت لدينا خلافات في بعض القضايا الخارجية، أبرزها تلك التي أدت إلى غضب سليماني فيما يتعلق بالأزمة السورية عندما كانت الأوضاع في هذا البلد متوترة وسيئة جدًا”، مضيفاً “أنا وقاسم سليماني كانت لدينا لقاءات أسبوعية في مكتب الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية ولم تكن آراؤنا متطابقة”.
تلفزيون سوريا