أخر الأخبار تقارير

المليشيات الإيرانية في الجنوب السوري أهداف وغايات

عمر العربي – درعا

اندلعت شرارة الثورة السورية من ارض الجنوب مطالبة بالحرية والديموقراطية والكرامة المسلوبة منذ تولي نظام الأسد الحكم في سوريا عبر إنقلاب البعث عام 1963 ومنذ ذاك الوقت من الأب المقبور حافظ الى القاتل المجرم بشار سلسلة متواصلة من القتل والإجرام والخطف والتغييب القسري وتهجير الكفاءات وطمس الهوية العربية لسوريا وحضارتها العريقة ونهب ثرواتها وسرقة آثارها وسحق شعبها. والكل على علم ودراية منذ اللحظة الاولى لإنطلاق الثورة السورية استقدم الأسد كل شذاذ الأرض ومرتزقتها من اجل قتل إرادة الشعب الثائر وأولى هؤلاء المرتزقة والمجرمون هم إيران ومليشياتها التي ما توقفت لحظة واحدة منذ وصول الخميني الى سدة الحكم في ايران عام 1979 بعد الإطاحة بالشاه عبر دعم غربي فرنسي الى تقسيم الوطن العربي وزرع الفتن فيه ولم تخفي يوما طمعا بالوطن العربي فذهبت تنشأ مليشيا وتمولها بالسلاح والمال مستخدمة الشق الديني ومظلومية آل البيت ذريعة لنشر مشروعها الطائفي الهدام. آذا بدأنا بالعراق فمنذ الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين دخلت إيران الى العراق وأنشئت فرق الموت التي نشرت الخراب والقتل والفقر في كل مكان وذبحت اهل السنة على الهوية تحت شعارات طائفية مقيتة وكاذبة ومازال العراق منذ 17 عاما يأن ويرزخ تحت الإحتلال الإيراني ومليشياتها التي مزقت وحدته ودمرت تاريخه وحضارته أما سوريا عودة للبداية زجت ايران بمليشيا حزب الله في الصراع السوري وهو ذراعها في لبنان وبعدها زجت بالحرس الثوري الإيراني واسست مليشيا زينبيون الباكستانية وفاطميون الأفغانية وامدتهم بوسائل القتل والدمار والتمدد على مرأى العالم الذي يدعي الحرية والديموقراطية فارتكبوا مئات المجازر بحق الشعب السوري من درعا جنوبا مرورا بالغوطتين وصولا لحمص المذبوحة وحتى حلب وادلب شمالا وشرقا الى الرقى والحسكة ودير الزور، المآرب والأهداف لم تخفي ايران يوما حقدها الدفين على العرب وحصرا اهل السنة والجماعة ولم تخفي اطماعها الاستعمارية والتوسعية بدءا من الخليج العربي الذي تطلق عليه اسم الخليج الفارسي مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وصولا للبحر المتوسط حتى مسمى الهلال الشيعي وهي تحلم باعادة امجاد الفرس وكسرى البائد فمن العراق الى سوريا الى لبنان فاليمن فالبحرين فليبيا فالصومال تجد بصمات الايرانيين وتوسعهم تارة عبر مظلومية الحسين وآل البيت وتارة عبر الجمعيات الخيرية التي تحمل في باطنها المشروع الايراني والفكر الشيعي الخبيث.

الجنوب السوري والمصير المجهول

لم يبقى مكان في سوريا محافظة ومدينة وبلدة وقرية الا وحطت ايران رحالها واقدامها فيه والجنوب السوري واحدا من هذه المحطات التي تعتبرها ايران هامة جدا لقربها من الحدود مع الجولان المحتل وايضا مع الحدود الأردنية مع الجولان فأكذوبة الممانعة والمقاومة ذات الأسطوانة المشروخة لم تعد تنطلي على أحد فوجودهم في الجنوب هو بتنسيق مع العدو الإسرائيلي ومن اجل حماية إسرائيل من اي تهديد قد يطالها مستقبلا من اهل الجنوب اما وجودها قرب الحدود الأردنية فهو استكمالا لمشروعها التوسعي عبر الرصد والتجسس ليتسنى لها لاحقا اختراق الحدود جنوبا باتجاه ارض الحجاز وهو ما يصبون اليه من اجل هدمة كعبة المسلمين ومسجدهم الحرام لشدة عداوتهم للإسلام واهله ولذلك يسعون لضرب الاسلام في عقر داره ومسقطه الاساسي والاول.

طرق النشر والانتشار

ما إن دخلت إيران ومليشياتها الى سوريا إلا وباشروا فورا العمل على تخريب النسيج الإجتماعي المتماسك منذ مئات السنين عبر الإغتيال تارة للشخصيات المعروفة والمؤثرة لزرع الفتن وتارة عبر إنشاء الحسينيات ونشر التشيع عبر الإغراءات المالية مستغلة حالة الفقر والعوز التي خلفتها آلة الحرب المدمرة على الشعب السوري وتارة نشر الحشيشة والمخدرات لإفساد الجيل ونزع روح العروبة فيه ومنه وتارة بالتغيير الديموغرافي عبر الترحيل والعالم اجمع شاهد اكبر عملية تغيير ديموغرافي شهدها التاريخ المعاصر في سوريا من أجل تحويل أهل السنة في سوريا الى اقلية لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع الوقوف في وجه المشروع الإيراني الفارسي القديم الحديث العابر للحدود ولشرح هذا المحور نبدأ بنشر الحشيشة والمخدرات في الجنوب السوري أما اذا اردنا التكلم عن كامل سوريا فالبحث يطول ويحتاج متسعا كبيرا من الوقت للتوثيق خط ارسال وانتشار المخدرات.

كيف ينقل حزب الله اللبناني المخدرات إلى الجنوب السوري

كشفت مصادر خاصة للوكالة السورية للأنباء عن خطوط وطرق نقل المخدرات التي يستخدمها ميليشيا “حزب الله” اللبناني الممول من قبل الحرس الثوري الإيراني في الجنوب السوري.

وقالت المصادر للوكالة السورية إن “المواد المخدرة تأتي من جنوب لبنان لتدخل عبر الحدود السورية اللبنانية بدءا من القلمون الغربي إلى الشرقي ومن ثم إلى اللواء 150 صواريخ S200 التي تسيطر عليه إيران بالكامل، الذي تعرض للهجوم خلال الثورة السورية بأربع غارات جوية، ويقع اللواء على بعد 7كم شمال شرق مساكن ضباط الطيران الخاص في مطار خلخلة العسكري”.

وتتحرك المواد من اللواء ضمن 7 سيارات إسعاف (صحية)، باتجاه اللواء 136 الواقع على تقاطع أوتوستراد دمشق السويداء، ومن ثم إلى اللجاة وإلى غرب محافظة درعا.

ويتم نقلها إلى ريف درعا الغربي بمرافقة أمنية من ميليشيا الفرقة الرابعة، ليبدأ تهريب الجاهز منها وتصنيع الخام منها لتهريبها فيما بعد، وتصل المخدرات إلى الجنوب السوري ثلاث مرات كل أسبوع، وتعتبر أيام الجمعة والاثنين والثلاثاء هي الأيام الأساسية التي يتم فيها نقل المخدرات.

وأوضحت المصادر أن تصنيع المخدرات في الجنوب السوري يتم في المناطق التالية:

1- مصنع في بلدة القصير الحدودية مع المملكة الأردنية الهاشمية.

2- مصنع في بلدة زيزون الحدودية مع المملكة الأردنية الهاشمية.

وتستخدم الميليشيا مناطق عدة لتهريب المخدرات في المنطقة، أبرزها:

1- بلدة كوية وآرة

2- بلدة طبريات

3- المتاعية

4- معبر نصيب الحدودي، وتقلصت عمليات التهريب عبره مؤخراً، الأمر الذي يعود لكثرة الإجراءات الأمنية من الجانب الأردني.

وتعتمد الفرقة الرابعة التي تهيمن عليها إيران، على أبناء المنطقة الموثوقين الذين لهم سوابق في تجارة المخدرات، من أجل تنفيذ عمليات التجارة والتهريب، حيث تستقطبهم إلى صفوفها وتؤمن لهم الحماية الأمنية، كبطاقات أمنية تابعة لمكتب أمن الفرقة الرابعة، لمعرفتهم كيفية تصريف البضائع إلى شركائهم خارج الحدود.

وتنفذ معظم عمليات التهريب من نقاط الجيش الأردني الغير معززة والضعيفة كـ (وادي – منطقة وعرة – مناطق الرعي الحدودية التي يتم تهريب الأغنام منها – شراء طريق عبر الحدود من قبل عناصر وضباط في الجيش الاردني بمبالغ تصل لـ 15 ألف دينار لمدة زمنية لا تتجاوز الساعة الواحدة).

وأكدت المصادر لوكالتنا أن “ميليشيا حزب الله اللبناني تجني ملايين الدولارات شهرياً من تهريب المخدرات والتجارة بها في الجنوب السوري فقط”.

الجدير ذكره أن السلطات الأردنية أعلنت عدة مرات منذ سيطرة النظام على الجنوب السوري، إحباط عدة محاولات لتهريب المخدرات عبر الحدود المشتركة بين الأردن وسوريا، ومعبر جابر المقابل لمعبر نصيب.

الانتشار عبر الشق الإنساني

درعا: جمعياتٌ مسمّاةٌ خيريّة، ولا يخلو الأمرُ من تبعيّة

تعملُ في الجنوب السّوريّ بعض الجمعياتٌ الخيريّةٌ، ومنها ما يتمّ تصديره في الأشهر القليلة الماضية عبر وسائل الإعلام الرسّميّة، وشبه الرسمية في محافظة درعا، ومن أبرز هذه الجمعيات ’’ جمعية البستان الخيريّة – فرع درعا ‘‘ والّتي اقتصر الإعلام الرسمي بالحديث عن نشاطها؛ بأنّها تقوم بتنظيم الدور في مؤسسات السورية للتجارة، وبتبرع أعضائها كذلك بالدم.

رصدت ’’ درعا24 ‘‘ سعي ’’ البستان ‘‘ مع انطلاقتها في محافظة درعا إلى ضمّ الكثير من الأعضاء لفريقها، وقدّمتْ رواتب حوالي الـ 50 ألف، إضافةً إلى السلّة الغذائية الشهريّة، وقد تجاوز عدد أعضائها بحسب بعض المصادر الـ 2000 موظفاً، ينتشرون في مدن وبلدات درعا، وذلك على الرغم من ندرة النشاط الإغاثي.

مصادر إعلاميّة غير رسمية رصدت ’’ درعا24 ‘‘ حديثها حول هذه الجمعية، حيث ذكرت؛ بأنّ تُوسع الجمعية بهذا الشكل ونشوء ما يُشبه جيشاً من الموظفين التابعين لها في محافظة درعا، يُذكّرُ بعمل الجمعية في مناطق أخرى، وتبعيتها لمليشيات إيرانية عاملة في سوريا، سبق وأنْ كان’’ البستان ‘‘ ذراعاً عسكرياً لها، قبل حلّ جناحه العسكري بقرار جمهوري في العام 2018.

ولم تستبعد هذه المصادر أنّ يكون عمل ’’ جمعية البستان ‘‘ لصالح ذات المليشيا التي تسعى دائماً إلى توطيد أركانها في الجنوب السوري، على الرغم من خوفها من إسرائيل، الّتي هددتْ بضرب أي تجمّع يتبع لها على بعد أقل من 70 كم من حدودها.

فيما علّقتْ مصادر محلية؛ فيما يخصّ إدارة الجمعية في محافظة درعا، بأنّهم من الأشخاص غير المقبولين محلياً، بل من أصحاب السمعة السيئة، وكذلك لمحتْ إلى أعمالهم السابقة، حيث كان يترأس مدير البستان في درعا، إحدى أبرز المليشيات العسكرية ذات التبعية الإيرانيّة.

يُذكر أن ’’ جمعية البستان الخيريّة ‘‘ كان تأسيسها في العام 1999، ولم تبدأ عملها سوى مؤخراً في الجنوب السوري، وكانت عملت بداية تأسيسها في اللاذقية ثم توسعتْ بعد العام 2011، وشكلتْ جناح عسكري ظهر رسمياً في العام 2013، ثم انتشر عبر العديد من وسائل الإعلام أخباراً حول سرقة مساعدات أممية وذلك بهدف تغطية رواتب عناصرها العسكريين والذين بلغ راتب الواحد منهم حينها 90 ألف، مما أدّى إلى إيقاف عملها العسكري لاحقاً.

كشفت وكالة “نبأ” الإعلامية المحلية في تقرير موسع لها  مدعم بالخرائط مجموعة من المواقع العسكرية الحساسة التي تتخذها الميليشيات الإيرانية وأخرى لبنانية تابعة لميليشيا “حزب الله”، مراكز لها بغطاء من الفرقة التاسعة المتمركزة في الريف الشمالي لمحافظة درعا،

وبناء على المعلومات التي جمعتها الوكالة، فإن ميليشيات إيران وحزب الله، تتخذ من ثكنات الفرقة التاسعة المنتشرة على طول الأوتوستراد الدولي “دمشق – عمان”، مراكز للقيادة والتدريب وإدارة مهام المجموعات القتالية والاستطلاع، والاجتماع مع العسكريين القادمين من إيران ولبنان.

وبحسب ما كشف عنه رائد منشق عن ميليشيات أسد “رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية”، فإن المواقع العسكرية التي تتخذ منها ميليشيات إيران وحزب الله مراكز لها، تحيط ببعض المقامات “المزعومة” شمال درعا، والتي تُعتبر ذات أهمية بالنسبة لـ “الشيعة والعلويين والدروز”.

المواقع العسكرية
تل الفرفارة: شمال بلدة جباب بريف درعا الشمالي، 1 كيلو متر إلى الغرب عن الأوتوستراد الدولي “دمشق – عمّان”، يتبع للفرقة التاسعة وتلتصق به مجموعة من الثكنات العسكرية إضافة إلى مستودعات أسلحة وذخائر، تجاوره كتيبة الرادار وفوج المدفعية 89 والكتيبة الفنية التابعة للواء 79 دفاع جوي.

يتميز تل الفرفارة الذي يُعرف أيضاً باسم “تل القائد”، بتحصيناته العسكرية التي عملت على تعزيزها ميليشيات إيرانية قبل نحو عام ونصف، وهي الفترة التي كانت قد تعهدت فيها روسيا بإخراج الميليشيات الإيرانية من جنوب سوريا، حيث أعادت الأخيرة تمركزها في بعض المواقع ومن بينها تل الفرفارة.

ويتواجد داخل التل، ضباط إيرانيون يُشرفون على عمل مجموعات “حزب الله” في درعا والقنيطرة، ولهم قنوات اتصال لاسلكية خاصة، كما يتواجد فيه ثلاثة مترجمين “عربي – فارسي” يتبعون للميليشيات الإيرانية.

ويتواجد في الموقع في أغلب الأوقات، العقيد “عبد الله الزير” من مدينة حمص، والعقيد “نزار الفندي” والرائد “ربيع الأقرع” من حلب، كما تتكرر زيارة قائد الفرقة التاسعة إلى الموقع بشكل ملفت.

تل المقداد: غرب بلدة محجّة شمال درعا، يقع على الطريق الواصل بين محجة وقرية الفقيع، تتواجد فيه مجموعة صغيرة من ميليشيا حزب الله، وتتركز مهامها في مناطق القنيطرة وريف درعا الغربي، يتبعون بشكل مباشر للقوة العسكرية المتواجدة في تل الفرفارة الذي يبعد عنه حوالي 20 كيلو مترا.

تل الصغير: جنوب بلدة محجّة، إلى الغرب بحوالي 2 كيلو متر عن الأوتوستراد الدولي “دمشق – عمان”، قرب الطريق الواصل بين محجة وقرية شقرا، تتواجد فيه قوة تابعة لحزب الله اللبناني بحوزتهم أجهزة خاصة في مهام الاستطلاع والرصد.

وشهد تل الصغير قبل نحو شهر، اجتماعاً بين قياديين من حزب الله اللبناني وعسكريين من إيران، دون وجود لأي ضابط من ميليشيات أسد.

ويحتوي تل الصغير على كتيبة دفاع جوي “أرض – جو” طوّرها خبراء من كوريا الشمالية سابقاً، ويُعتبر تلّا المقداد والصغير إضافة إلى تل قسوة شرق بلدة محجة، مراكز نفوذ للميليشيات الإيرانية وحزب الله، ويتم استخدامها في بعض الأحيان للتمركز بشكل مؤقت خشية الاستهداف الإسرائيلي الذي تكثّف مؤخراً على مواقع الرئيسية.

واتخذت الميليشيات الإيرانية مراكز تدريب في مواقع سرية قرب قرى كريم الشمالي وشعارة والشرائع المحاذية الأوتوستراد الدولي من الجهة الشرقية، وتبعد عن موقع تل الفرفارة حوالي 6 كيلو متر، وهي مخصصة لتدريب العناصر الأجانب الذين تشرف إيران على إرسالهم للقتال في سوريا، وخاصة المقاتلين الأفغان.

كما استحدثت الميليشيات الإيرانية موقعاً جديداً للتدريب، يقع في نهاية اللواء 34 في منطقة اللجاة جنوب شرق بلدة المسمية.

كما تنتشر في المنطقة عدد من المواقع العسكرية التي تتخذ منها ميليشيات إيران وحزب الله، مراكز انتشار وتموضع مؤقت أبرزها تلول الفقيع وغرابة وذبيان بريف درعا الشمالي.

المقامات “المزعومة” التي تحيط بها مواقع إيران وحزب الله

الصحابي حذيفة بن اليمان: يتواجد مقامه في قمة تلة قرب بلدة عالقين شمال درعا، يبعد حوالي 11 كيلو مترا عن تل الفرفارة، له رمزية عند “الشيعة والعلوية”.

ويُجاور المقام بلدتا عالقين وبير السبيل، يقطنها عائلات من البدو والطائفة العلوية ولديهم ميليشيات موالية للنظام تنشط في المنطقة.

النبي يوشع بن نون: يتواجد مقامه في تلة شمال بلدة جباب، يبعد عن موقع تل الفرفارة بحوالي 2 كيلو متر إلى الشمال، يُعتبر نقطة عسكرية استُحدثت قبل نحو خمس سنوات.

الصحابي المقداد بن الأسود: يتواجد مقامه في تل المقداد الواقع غرب بلدة محجة شمال درعا، ويُعتبر التل أحد المواقع العسكرية التابعة للنظام ويتواجد فيه عناصر يتبعون لميليشيا حزب الله.

وكانت روسيا تعهدت باتفاق مع كل من إسرائيل والأردن على إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدودهما بمسافة لا تقل عن 100 كيلو متر، ما مكّنها مع ميليشيات أسد من السيطرة على الجنوب السوري بعد خضوع فصائل المعارضة لاتفاق التسوية.

وعلى الرغم من التعهد الروسي، إلا أن ميليشيات إيران أعادت انتشارها في درعا والقنيطرة وزادت من وتيرة تجنيد المقاتلين لصالحها وبناء مراكز تدريب وقواعد صواريخ يُشرف عليها ضباط وعسكريون إيرانيون ولبنانيون.

وسيطرت ميليشيات أسد مدعومة من روسيا على محافظتي درعا والقنيطرة في آب/ أغسطس عام 2018،، بعد معارك ومفاوضات استمرت قرابة شهر، خضعت خلالها معظم فصائل المعارضة لاتفاق التسوية، وخرج قسم منهم عبر قوافل التهجير إلى الشمال السوري.

القنيطرة

بالرغم من التحذيرات الإسرائيلية المتلاحقة تستمر ميليشيا حزب الله اللبناني بتوسيع نشاطها في الجنوب السوري وبالقرب من خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل على وجه الخصوص.

وللوقوف على حجم وجود حزب الله في المنطقة ومدى جديته بالاعتماد على مصادر محلية شملت ناشطين وأهالي وقادة ميدانيين سابقين اجرى ناشطون بَحثاً مكثفاً خلص إلى أن حزب الله طوَّر بالفعل منظومة عسكرية متماسكة تعتمد في جانبٍ كبيرٍ من قدراتها على عناصرَ محلية يقدر عددها بنحو ألفي عنصر تم تجنيدهم لصالحه وبعضهم قادةٌ وعناصر سابقون في فصائل الجيش الحر، إضافةً إلى الوجود المباشر لمجموعات الميليشيا اللبنانية في أهم مواقع النظام جنوبي سوريا، كما تشير المعلومات إلى أنّ الحزب اللبناني قد بات في المرحلة النهائية من الانتشار على كامل خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل.

وبحسب المعلومات فإن منظومة الحزب التي يقودها (علي موسى دقوق) الملقب بأبي حسين ساجد الذي كشف عنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، تظهر في أربعة أشكالٍ وتنتشر في ثلاثة خطوط واضحة تبدأ بخط استطلاع ملاصقٍ للسياج مع الجولان المحتل، ثم خط عملياتي ينتشر في أرياف القنيطرة ودرعا ودمشق الغربية ثم خطّ القواعد الحصينة للحزب المنتشرة شرق الطريق الدولي دمشق عمّان وصولاً للسويداء.

 

الانتشار المباشر لميليشيا حزب الله جنوب سوريا

باستثناء بعض الزيارات الاستطلاعية السّرية لا يظهر أيّ نشاطٍ مباشرٍ للحزب غرب خط وقف إطلاق النار ( برافو 1974 ) إلا أنّ انتشار مجموعاته يبدو واضحاً شرق الخط حيث تؤكد المصادر الى أنّ تموضع نقاط الحزب يبدأ من عرنة و تل حربون قرب بيت جن بمحاذاة الحدود اللبنانية شمالاً ويمتد إلى منطقة دير ماكر وتل الشحم وتل مسحرة واللواء ثلاثةٍ وأربعين وتل أحمر بالقرب من بلدة الحارة والفرقة التاسعة وكتيبة جدية واللواء ١٥ وصولاً إلى تلَّي الجموع والجابية ورجم بنتو بالقرب من بلدة تسيل جنوباً بعمقٍ ينحسر إلى خمسة كيلومترات ٍ أحياناً عن خط وقف إطلاق النار (ألفا) في الجولان المحتل.

وتعتبر هذه النقاط خط المواجهة الأول لـ “الحزب” جنوب سوريا وتنتشر غرب الطريق الدولي دمشق عمّان بينما يليها إلى الشرق من الطريق الدولية خطاً أكثر قوةً وأكثف انتشاراً وأكثر تداخلاً يبدأ من جبل المانع والفرقة الأولى في الكسوة شمالاً ويصل إلى مدينة درعا جنوباً ويمتد شرقاً إلى السويداء مروراً باللواء ٣٤ واللواء ٥٢ ومطار الثعلة وتل خاروق واللواء ١٢ والفوج ١٧٥ وقيادة الفرقة الخامسة – التي تحتوي على ضباطٍ من الحرس الثوري الإيراني – والنقاط المحيطة ببلدة خربة غزالة، وبحسب المصادر فإن حزب الله لا يشغل أيًّا من نقاط الخطين بشكلٍ مستقل إنما يوجد فيها إلى جانب قوات النظام بتعاونٍ و تنسيق مع فرعي أمن الدولة والمخابرات الجوية، ما يتيح له قدراً أكبر من التمويه.

المجموعات المحلية ذات المهام الاستطلاعية

تفيد مصادر الناشطين والتي يشكل قادةٌ ميدانيون سابقون إحداها أن حزب الله استطاع تجنيد عددٍ من المقاتلين المحليين ممن كانوا ينتمون لفصائل معارضة قبل سيطرة النظام على الجنوب السوري وضمّهم إلى مجموعات الاستطلاع التي كان قد جندها سابقاً شمال القنيطرة ليتمكن من إنشاء شبكة رصدٍ محليّة متماسكة تنتشر بملاصقة خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل وتمتد من بلدة حضر شمالاً حتى بلدة صيدا الحانوت جنوباً، يقود مجموعات الريف الشمالي شخصٌ يدعى (أحمد كبّول) ويتّخذ من مدينة خان أرنبة مقراً له ، وتتبع له مجموعاتٌ صغيرة كمجموعة (باسل حسون) في حضر و(معاذ فيصل) في جباثا الخشب و(أحمد طه) في الحرية ومجموعات أخرى في أوفانيا وعين النورية وجبا والحميدية والقحطانية، ويبلغ مجموع عناصر كبول بحسب المصادر سبعين عنصراً.

 

أحمد كبول قائد مجموعات ريف القنيطرة الشمالي

أما في ريف القنيطرة الأوسط فقد تكفل فرع أمن الدولة التابع لنظام الأسد بتجنيد قائدٍ عسكري سابق في جبهة ثوار سوريا يدعى ( أبو غدير ) لصالح حزب الله وقد استطاع أبو غدير تنظيم مجموعة رصدٍ متقدمة تشمل قرى وبلدات رويحينة وكودنة وبيرعجم وبريقة والعشة.

وفي ريف القنيطرة الجنوبي شكّل (ظاهر الحمد) القيادي السابق في الجيش الحر مجموعة لصالح حزب الله تعمل في بلدتي صيدا الحانوت والرفيد بالتعاون مع مجموعة (عبد الله شنيور) المنتشرة في قرية غدير البستان المجاورة.

وتقدّر المصادر عدد عناصر الاستطلاع الذين جنّدهم حزب الله في هذه المجموعات بمئة عنصرٍ مزودين بكاميراتٍ حرارية وقناصاتٍ وأسلحةٍ رشاشة خفيفة مع امتيازٍ لمجموعة كبّول التي تمتلك قواعد صواريخ كورنيت المضادة للدبابات – لكونها مكلفة بمهامّ عملاتية أيضاً – وتضاف لمهام الرصد الموكلة لهذه المجموعات مهمّة تسهيل حركة قادةٍ في حزب الله يزورون المنطقة سراً ويستطلعونها بشكلٍ استثنائي.

المجموعات المحلية ذات المهام العملاتية

تعتبر مجموعة (مروان جباوي) المنتشرة في منطقة الجيدور شمال غرب درعا من أهم المجموعات القتالية المجنّدة لصالح ميليشيا حزب الله اللبناني في جنوب سوريا، وكانت فصائل الجيش الحر قد ألقت القبض على الجباوي قبل سيطرة النظام على درعا عندما كان يستعد لإطلاق صواريخ من طراز غراد باتجاه الجولان المحتل لكنّ الفصائل عادت وأطلقت سراحه عقب اتفاق التسوية الأخير في المحافظة، ومنذ ذلك الحين ومجموعة الجباوي في تضخمٍ مستمر إذ امتد نشاطها بحسب مصادر محلية إلى ريف القنيطرة الأوسط ووصل عدد عناصرها إلى ثمانين عنصراً يتلقون تسليحاً خاصاً وتدريباً مباشراً من حزب الله اللبناني.

كما استطاع فرع أمن الدولة في نظام الأسد تجنيد قائد لواء السبطين التابع للجيش الحر سابقاً (خضر حليحل) لصالح حزب الله بعد أن اعتقله الفرع لمدة شهرين جرى تجنيده خلالها، وتجمع عدة مصادر على أن حزب الله يولي اهتماماً خاصاً بالفصيل الذي يشكله حليحل تحت مسمى (فوج الجولان) والذي يعتمد على تجنيد مجموعةٍ قتاليةٍ صغيرةٍ ومتمرسة في كلّ قرية من قرى ريف القنيطرة الجنوبي، يرتدي مقاتلو فوج الجولان لباساً أسود موحداً ويتم انتقاؤهم بعناية فائقة من قبل قيادة الحزب في جنوب سوريا بشكلٍ مباشر
تشكّل هاتان المجموعتان إضافةً إلى مجموعة كبول شمال القنيطرة الذراع العملاتي الأقرب لهضبة الجولان وتوفّر لسلاح حزب الله وجوداً دائماً على طول خط وقف إطلاق النار في القنيطرة.

المجموعات المحلية ذات المهام اللوجستية

تتوزع هذه المجموعات في معظم ريف درعا من السويداء شرقاً حتى القنيطرة غرباً، وبحسب مصادر ميدانية فإن حزب الله لا يولي هذه المجموعات اهتماماً كبيراً بل إنه يتعامل مع عناصرها كمرتزقة يمكن استبدالهم في أي لحظة، إذ تقتصر مهامهم على تسهيل حركة مجموعات وعناصر الحزب ونقل السلاح والذخائر بين المناطق بالإضافة إلى نقل المخدرات وترويجها في بلدات درعا والقنيطرة.

أبرز هذه المجموعات وأقدمها هي مجموعة جامل البلعاس غرب السويداء، وأضيف إليها بعد سيطرة النظام على درعا مجموعة (محمد مروة) في مخيم درعا ومجموعة القيادي السابق في جيش العشائر (علاء الكراحشة) و (حسن الرويضان) في منطقة اللجاة، ومجموعة (سامر الحريري) في بصر الحرير و(أسامة النعمة) في الكرك و (أحمد الزعبي) في المسيفرة و(مفلح صبرة) في الندى و (فراس شعيّر) في كفر شمس و (عنتر اللباد) في الصنمين و (خليفة العقلات) في نوى وغيرها، وبالرغم من ازدراء حزب الله لهذه المجموعات فإنّ بعضها قد أثبت جديته والتزامه فبدأ الحزب بتدريبها لتولي مهام عملاتية واستخبارية كمجموعة (عارف الجهماني) في صيدا ومجموعة (عبد العزيز الرفاعي) المعروفة بجيش العشائر في ريف درعا الشرقي ومجموعة (وسيم الاعمر المسالمة) في مدين

ماذا عن باقي الشريط؟

وقّع القيادي السابق في الجيش الحر (إياد كمال) الملقب بمورو والعامل في منطقة بيت جن عقداً مع الفرقة الرابعة المقربة من إيران وبات مؤخراً يعمل لصالحها في منطقة بيت جن الواقعة على المثلث السوري اللبناني مع الجولان المحتل ليضمن حزب الله بذلك حليفاً مهماً له في تلك المنطقة الاستراتيجية ويكوّن جبهةً متصلة تمتد من رأس الناقورة جنوب لبنان حتى صيدا الحانوت جنوب سوريا، ولم يتبقَ لحزب الله عقدة سوى منطقة حوض اليرموك على المثلث السوري الأردني مع الجولان المحتل ليتمّ انتشاره على كامل الحدود اللبنانية والسورية مع الاحتلال الإسرائيلي، ويبدو أن تلك عقدة قد بدأ تفكيكها بالفعل إذ وأفادت مصادر خاصة من حوض اليرموك أن مجموعةً كانت تنتمي لتنظيم الدولة بقيادة (عدي المطرود) نشرت مؤخراً حواجز في المنطقة وبدأت بالعمل لصالح الفرقة الرابعة فيها، كما أن خليةً يديرها (يوسف المنجر ووليد الحمصي) تحاول استمالة السكان المحليين لصالح حزب الله تحت غطاء جمعية تطلق على نفسها اسم (تجمع محبي حافظ) وذلك عبر نشاطاتٍ اجتماعيةٍ وتعليمية، وأشارت المصادر إلى أن الحزب يقوم بإخلاء من تبقى من عناصر تنظيم الدولة في حوض اليرموك إلى بادية السويداء بصفة المساعدة محاولاً بذلك استمالة أقاربهم إلى صفه، وشددت مصادر ميدانية على أنّ تحشدات النظام الأخيرة بقيادة المخابرات الجوية وأمن الدولة في محيط منطقة طفس بحجة المظاهرات و مستودعات السلاح ماهي إلا محاولةً لاقتحام المنطقة والوصول إلى حوض اليرموك لزرع حزب الله فيه.

قواعد الاشتباك الحالية

أتمت قوات مراقبة فض الاشتباك (آندوف) التابعة للأمم المتحدة يوم الإثنين ١٨ آذار انتشارها في جميع نقاط المراقبة التابعة لها على الجانب السوري من هضبة الجولان، وأبلغت سكان البلدات والمجاميع المقاتلة فيها بحظر المظاهر المسلحة في منطقة فض الاشتباك، وبحسب مراقبين فإن حزب الله كان يسابق الزمن لتجنيد مجموعاتٍ محلية من أبناء تلك البلدات قبل انتشار قوات الآندوف فيها وقد تحقق له ما يمكن وصفه -على أقل تقدير- بنواةٍ أساسية قابلة للتوسع وتضمن له وجوداً بعيد الأمد في المنطقة، مع العلم أنّ روسيا الموجودة بجيشها وليس بشرطتها العسكرية في هذه المناطق كانت ومازالت تغض الطرف عن نشاطات الحزب فيها.

أما فيما يخص جيش الاحتلال الإسرائيلي فإنه يراقب عن كثب نشاط حزب الله في المنطقة وينفذ أحياناً إجراءات خجولة ضده كحادثة اقتحام قوةٍ إسرائيلية مخيم الشحّار شمال القنيطرة وقتل أحد مجندي الحزب المحليين (علي عكاشة) فيه، واختطاف أخرى لعنصر استطلاعٍ محلي (محمد الشنور الربعي) الذي كان يرعى الأغنام في بلدة الرفيد جنوب المحافظة راصداً الدوريات الاسرائيلية، وإطلاق النار في الفترة الأخيرة على كلّ ما يتحرك قرب السياج الفاصل مع الجولان المحتل، ولا أحد يعلم إلى متى سيحافظ جيش الاحتلال وميليشيا حزب الله على قواعد الاشتباك هذه في المنطقة وماذا سيكون موقف روسيا في حال تغير قواعد الاشتباك

كيف جنّد حزب الله اللبناني مئات العملاء في جنوب سوريا؟

لم يكتفِ حزب الله في سوريا بالمشاركة في العمليات العسكرية، بل جعل من الحدود السورية اللبنانية أرضاً لزراعة الحيشيش والمخدرات بعد أن سيطر على عدد من المدن والبلدات الواقعة على الحدود مع لبنان، ووضع معوقات تمنع من عودة المدنيين إلى منازلهم كي يبسط سيطرته على المنطقة، ولم يتوقف الأمر هنا، فباتت الأراضي السورية منطلقاً لتهديداته لإسرائيل ورفع شعارات المقاومة والممانعة من جنوب سوريا.

تطبيق تجارب حزب الله في لبنان داخل سوريا

مشروع الكشافة هو أحد أهم مشاريع حزب الله في لبنان، إذ بدأ المشروع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من ما يعرف ” بالمنطقة الأمنية ” في لبنان عام 1985، حيث شكل المشروع لحزب الله خزاناً بشرياً أساسياً يشارك في عملياته العسكرية بعد الخضوع لدورات قتالية ودينية.

والتجربة السورية من دورات الكشافة هي مشروع مستنسخ من تجربة مشروع كشافة المهدي في لبنان، حيث يستقطب الحزب آلاف الشباب والأطفال ليؤهلم لخوض معارك عسكرية وتدريبات استخباراتية، حيث الكثير من مقاتلي حزب الله الآن هم من خريجي دورات الكشافة.

دورات الكشافة في جنوب سوريا

مع بداية شهر نيسان من عام 2019، بدأ حزب الله بمشروع دورات الكشافة في جنوب سوريا، سعياً منه لتشكيل فرق استطلاع لجمع المعلومات ورصد الحدود مع الجولان المحتل، إضافة لتحصيل أكبر عدد من البيانات المتعلقة بالمعارضة وعملاء الدول الأجنبية في جنوب سوريا وفي محافظة القنيطرة وريف درعا الغربي تحديداً، نظراً لأهمية المنطقة استراتيجياً كونا محاذية للحدود مع الجولان المحتل، فتم تخريج 240 شخص إلى الآن، ويضم مشروع الكشافة عدد من المتطوعين في صفوف حزب الله من عناصر التسويات والمدنيين من سكان القرى والبلدات المستهدفة في المشروع، ويترأس المشروع عدد من القيادات في حزب الله يعرف منهم شخصين من عائلتي مغنية ونعيم.

وتم التمكن مصادر خاصة من الوصول إلى اسم المسؤول اللوجيستي لدورات الكشافة في جنوب سوريا، وهو محمد الحسين، سوري الجنسية من بلدة الهبارية في ريف القنيطرة.

التجنيد والتدريب

يخضع العناصر المنضمين لمعسكرات الكشافة إلى دورات التعايش مع المجتمع، والتي تتيح للعنصر إمكانية الاندماج بالبيئة المحيطة به، بما يمكنه من تحصيل المعلومات المكلف بجمعها ورصد المنطقة المتواجد بها، حيث يتم تأهيل المتدرب حسب طبيعة المنطقة المستهدفة ليتعايش العنصر مع أجواء الأماكن ويندمج مع سكانها، ومن بعض الأمثلة التي يطبقها عناصر الكشافة للاندماج داخل القرى والبلدات، (راعي أغنام – تاجر – مزارع – بائع متجول..)، كما يتم تدريب العناصر على نظم الطبوغرافيا العسكرية لتمكينهم من تحديد الإحداثيات والمسافات والمواقع.

وأكد المصدر أن حزب الله يقوم على تدريب دورات الكشافة بإشراف اختصاصيين من الحزب وفيلق القدس، حيث تم تدريب أول مجموعة للكشافة في منطقة ” الدويا ” في القنيطرة بحكم تواجد لواء القدس سابقاً في المنطقة.

مراكز توجيه دورات الكشافة

موقع الدوايا

وأضاف المصدر أن من أهم المناطق التي تجري بها معسكرات التدريب، ” سرية المقيرع ” تتبع لحزب الله واستخدمها سابقاً كمركز لخلاياه، حيث تم اعتقال إحدى خلايا حزب الله من قبل قوات المعارضة قبل نحو عامين، ليظهروا في تسجيل مصوّر يعترفوا به على نية حزب الله بقصف الجولان وتوجيه ضربات لاسرائيل من الريف الغربي لدرعا والقنيطرة.

ويعتمد حزب الله على عدة مناطق لإجراء دورات الكشافة في القنيطرة وريف درعا الغربي، فلا يقتصر الأمر على منطقة الدويا، ومن أهمها، ” تل مرعي ” حيث تم تخريج دورة الكشافة التي جرب في المنطقة في بداية الشهر السادس من عام 2020، إضافة إلى الدورة الأخيرة التي تم تخريجها في منطقة حوض اليرموك وبالقرب من بلدة تسيل تحديداً.

موقع تل مرعي

يتّبع حزب الله آلية تدريب مجموعات صغيرة في الدورة الواحدة، حيث تتراوح الأعداد المشاركة في التدريب من 10 إلى 15 عنصر لكل دورة، تمتد الدورة الواحدة إلى 45 يوماً تشمل التدريبات العسكرية والنظرية، بعد أن كانت مدة الدورة سابقاً 15 يوم فقط، ليتم تكيلف العناصر بعد التخريج بعدد من المهام تحت مسمّى ” مهام دورات التكليف ” ومدة تنفيذها 45 يوماً، يتم بعدها تقديم تقرير يقيّم عمل العنصر في أدار المهام الموكلة إليه، وعلى أساسها يتم اختيارالنخبة وترشيحهم لدورات من مستوى متقدم ليشكلوا بعدها مجموعات ويعينو قادة لها حسب كفاءتهم.

يتمثل دور قائد المجموعة في نقل التعليمات من القيادة إلى العناصر وتوجيهها على الأرض نحو الأهداف المحددة، كما يقوم قائد المجموعة بإرسال التقارير الدورية الى المسؤول عن الدورات من حزب الله لباني الجنسية ” من بيت مغنيّة ” والذي يقيم في منطقة بلودان المحاذية للحدود السورية اللبنانية.

وافاد المصدر ان الدعم المالي الخاص للمشروع كبير جدا ، وتعد المغريات المالية من أهم الأسباب التي تدفع الشباب للالتحاق بمعسكرات الكشافة، حيث يتقاضى قائد المجموعة 300 دولار أمريكي في الشهر الواحد، و200 دولار أمريكي للعنصر.

ومن خلال البحث والتقصّي حول مشروع الكشافة، حصل فريقنا على معلومات تفيد بتدريب 3 نساء بشكل مستقل يتمتعن بخصوصية وسرية عالية ومنعزلات عن باقي المجموعات، يتركز عملهن في القنيطرة جنوب سوريا، سيتم كشف أعمالهن ضمن سلسلة التقارير التي تنتجها مؤسسة نبأ والتي تكشف مشاريع إيران وحزب الله في جنوب سوريا.

الضغوط الدولية وتأثيرها على مشاريع إيران وحزب الله

تعرَض حزب الله والميليشيات الإيرانية لسلسة من العقوبات والضغوط الدولية على مدارالأعوام الثمانية الماضية، إضافة إلى استهداف مواقعهم ومستودعات الأسلحة التابعة لهم في مناطق متفرقة من سوريا من قبل الطيران الإسرائيلي.

وفي متابعة لمشروع الكشافة في جنوب سوريا تبين أن حزب الله في بعض الفترات غير استراتيجية دورات الكشافة بحيث يتم تجنيد العناصر المعنية ضمن صفوف الجيش العربي السوري ويتم تدريبهم ضمن القطع العسكرية التابعة للجيش، إضافة إلى تغيير مصطلح الكشافة إلى كتيبة الاستطلاع كما هو معروف في الجيش السوري، وتتبع كتيبة الاستطلاع إدارياً إلى قيادة اللواء 61 في تل الجابية والذي يتبع للفرقة الخامسة، حيث يتم انتقاء العناصر المنضوية ضمن تدريبات الكشافة وعزلهم عن بقية عناصر اللواء، ليخضعوا لتدريبات على انفراد عن بقية العناصر في القطعة العسكرية.

كما تم استخدام عدد من المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري لتدريب عناصر الكشافة في تلك الفترات، وتوزعت على المناطق التالية: تل المال- تل حمد- سرية حمرية

مشاريع إيران وحزب الله في جنوب سوريا

يعتبر حزب الله اللبناني أحد أهم الداعمين لنظام بشار الأسد في سوريا، فمنذ إعلان الحزب تدخله في سوريا رسمياً في نيسان 2013، حين شارك كقوة رديفة لجيش النظام في معركة القصير في محافظة حمص، وهو يزجّ بقواته إلى داخل الأراضي السورية بدعمٍ مباشر من إيران.

وشكلت سيطرة النظام السوري وحلفاءه إيران وحزب الله على الجنوب السوري في شهر آب/ 2018، فرصة لا تعوّض لإشاء مشاريع استثمارية وزراعية وأخرى عسكرية في محافظتي درعا والقنيطرة وإعادة الإنتشار على الحدود مع الجولان المحتل، فمع بسط النفوذ على المنطقة الجنوبية بدأت الميليشيات على الأرض تستولي على أراضٍ زراعية وقطع عسكرية ذات موقع استراتيجي مهم بالنسبة لطهران وحزب الله، حيث كانت البداية من بلدة كودنة المحاذية للشريط الحدودي مع الجولان المحتل وكشف المصدرمعلومة عن مشروع سد كودنا والذي تمثّل بتحويل بحيرة السد إلى مزرعة أسماك، وتحويل الأراضي المحيطة إلى مزارع للمواشي تحيط بها مقرات وحواجز لحزب الله وميليشيات طهران بهدف حماية مشاريعها في المنطقة.

واضاف المصدر الخاص أن إيران ومليشياتها لاستقطاب شباب الجنوب اكثر الى الحضن الايراني تجهز مشاريع سكن شبابي تساهم بدفع الشباب الفقير والعاطل عن العمل على الإرتماء في الحضن الإيراني من اجل الحصول على إمتيازات ومنها شقة سكنية بعد ان بات قسم كبير من اهل الجنوب لا يملكون بيوت بعد أن دمرتها آلة الحرب الروسية والأسدية، إلى جانب الميليشيات الإيرانية المساندة

 

 المكتب الإعلامي للسفارة السورية – الدوحة

مقالات ذات صلة

الميليشيات الإيرانية تقتل 8 مدنيين في بادية الرقة

Hasan Kurdi

اللاجئون يشكلون 40 في المئة من سكان لبنان ومعظمهم من السوريين

Hasan Kurdi

السفير الحراكي يلتقي مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الخارجية القطرية

Hasan Kurdi

حصيلة “كورونا” تتخطى الـ 87 ألف إصابة و3,570 وفاة في عموم سوريا

Hasan Kurdi

المليشيات الإيرانية تجند الأطفال وتخضعهم لـ”توجيه سياسي وديني” شرقي سورية

Hasan Kurdi

اغتيال قيادي سابق في الجيش الحر غربي درعا

Hasan Kurdi