ما الذي حصل؟
في 27 أبريل/نيسان، نشرت صحيفة الغارديان تقريراً يتضمن مقطع فيديو لواحدة من أكثر جرائم الحرب الموثقة تفصيلا في حرب بشار الأسد المستمرة منذ عقد على الشعب السوري. يعود الفيديو إلى 16 أبريل/نيسان 2013، وتم تصويره في منطقة حيّ التضامن في دمشق. حيث يظهر 41 مدنيا، جميعهم عزّل، ومعصوبي الأعين، ومكبلي اليدين، وفي حالة صدمة، تم إعدامهم واحدا تلو الآخر بدم بارد، وإلقاءهم في حفرة مجهزة لهذا الأمر. ثم تم إحراق الجثث!
وعلى الرغم من عدم ظهورهم في النسخة المعدّة للنشر من الفيديو، إلا أن النساء والأطفال كانوا من بين الضحايا.
مرتكب هذه المجزرة هو أمجد يوسف، وهو ضابط استخبارات مرتبط بالفرع 227، وهي وحدة استخبارات مسؤولة عن أمن حي التضامن وقت وقوع المجزرة. لا يزال يوسف يشغل منصبا في مخابرات النظام السوري.
أهمية الفيديو:
- الفيديو فريد من نوعه، حيث يظهر مجزرة ارتكبها النظام السوري أثناء حدوثها.
- الضحايا ليسوا من أعضاء المعارضة المسلحة، أو حتى نشطاء. إنهم مجرد سوريين عاديين يتم أسرهم عند نقاط التفتيش، ويحتجزون تعسفيا بسبب دعمهم “المحتمل” للمعارضة.
- يظهر الفيديو دليلا قاطعاً لا يمكن إنكاره على أن عناصر النظام السوري هم الجناة الوحيدون في هذه المجزرة.
- تم التعرف على المجرم الذي ارتكب المجزرة، والتحقق من أنه عنصر من عناصر النظام السوري، وقد اعترف بأنه هو الشخص الذي يظهر في الفيديو.
كيف تم التقاطها؟
الفيديو المذكور في التقرير، إلى جانب 27 فيديو آخرين يصورون جميعها مذبحة بحقّ المدنيين السوريين، قام بتسريبه شاب إلى نشطاء في باريس لفضح جرائم النظام السوري. وفي عام 2019 وصلت إلى البروفيسور أوميت غونغور، وهو باحث في قضايا الإبادة الجماعية مقيم في أمستردام. قضى غونغور ومساعدته أنصار شحود السنتين التاليين في تحليل الفيديو والبحث عن الجاني عبر الإنترنت ، وخاصة على فيسبوك. وتمكنوا من التعرف عليه، ثم قاموا بالتواصل معه واستدراجه للاعتراف. بعد عدة محادثات تحت اسم مستعار، اعترف أمجد يوسف في النهاية أنه هو الشخص الظاهر في الفيديو، والذي قام بقتل هؤلاء المدنيين الأبرياء بدافع الانتقام.
ماذا بعد؟
تم تقديم الفيديو بالفعل إلى العديد من السلطات في أوروبا ، لبدء عملية مقاضاة جنائية. ومع ذلك، يجب أن تكون هناك عواقب بعيدة المدى. إن هؤلاء الذين ارتكبوا أسوأ الجرائم ضد الإنسانية وأولئك الذين أعطوا الأوامر ما زالوا في السلطة. ولم يعد بوسعنا أن نعيش مع هذا الإفلات من العقاب. ويجب أن يواجه الأسد وعصابته الإجرامية وجه العدالة.
وإلى أن تتحقق العدالة، يجب أن تتوقف أي محاولة لتطبيع العلاقات مع هذا النظام. كما يجب معاملة النظام السوري كدولة منبوذة على الساحتين الدولية والأممية، ويجب حرمانه من ممارسة حقوقه نيابة عن الشعب السوري، الذي لا يمثله ولا يمكنه تمثيله أصلاً.
لا تزال سوريا بلد خطير للغاية كما كانت منذ بداية الانتفاضة الشعبية في عام 2011. إن إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا التي يسيطر عليها النظام تعني سجنهم وربما الحكم عليهم بالإعدام. يشكل النظام السوري تهديدا للسلم والأمن الدوليين لطالما بقي الأسد في السلطة.
مزيد من الموارد
التقرير في صحيفة الغارديان:
الرواية التفصيلية للقصة من الباحثين:
https://newlinesmag.com/reportage/how-a-massacre-of-nearly-300-in-syria-was-revealed/
النسخة العربية:
بودكاست من الصحفيين الاستقصائيين في صحيفة الغارديان:
https://www.theguardian.com/news/audio/2022/apr/28/searching-for-the-shadow-man-part-2-podcast
يوتيوب فيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=_J1gqCp6C0s