توفيت طفلتان سوريتان نازحتان من ريف حلب الجنوبي إلى تجمع مخيمات “حربنوش” و”الشيخ بحر” بالقرب من مدينة معرة مصرين شمالي محافظة إدلب، وذلك نتيجة موجة الصقيع التي تضرب مناطق الشمال السوري.
وقال الطبيب مازن التلاوي، المدير الطبي لمشفى الرحمن في منطقة حربنوش، لـ”العربي الجديد”، إن “الطفلة فاطمة محمد عيد المحمود البالغة من العمر 7 أيام، والنازحة من قرية الزيارة بريف حلب الجنوبي إلى مخيم الليث بمنطقة حربنوش، وصلت إلى المستشفى بعد منتصف ليل الإثنين متوفاة، وكانت حالتها العامة برودة في الأطراف، ولديها علامات على نزيف رئوي غالباً من الأنف والفم”.
وأكد التلاوي أن “الطفلة آمنة محمد سلامة، البالغة من العمر شهرين، وصلت الطفلة إلى المستشفى، ظهر أمس الإثنين، وتم قبولها في قسم الحواضن في حالة سيئة، ولديها برودة شديدة، وبطء في القلب، وكان هناك هبوط سكر شديد، وتطور إلى نزف رئوي مع تثبيط تنفسي، ولم تستجب للإنعاش، وتوفيت في المساء”.
وقال حسن عبد اللطيف الحسن، مدير مخيم “الليث” في منطقة حربنوش، لـ”العربي الجديد”، إن “الطفلة فاطمة كانت تقطن مع والديها في خيمة، واستيقظ والدها بعد منتصف ليل الإثنين، واستشعر أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة نتيجة البرد الشديد، فأسرع لنقل طفلته إلى المشفى التخصصي في حربنوش، إلا أنها فارقت الحياة في الطريق إلى المستشفى”.
وأشار الحسن إلى أن “مخيم الليث يضم نازحين من أرياف حماة وإدلب وحلب، وغالبية قاطنيه من قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي، والمخيم يضم نحو 100 عائلة، من بينهم 300 طفل، ويفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، وجميع الخيام مهترئة، وجميع الأطفال في المخيم معرضون للوفاة بسبب البرد الذي لا يحتمله أيضا كبار السن”.
بدوره، قال فريق “منسقو استجابة سورية” في بيانٍ، ظهر الثلاثاء، إن فرقه “سجلت حالتي وفاة لأطفال نتيجة انخفاض درجات الحرارة في مخيمات النازحين خلال الـ24 ساعة الماضية، لتضاف إلى حالات سابقة تم توثيقها نتيجة البرد والأمراض التنفسية الناجمة عن استخدام مواد غير صالحة للتدفئة، وتوقف الدعم عن أكثر من 18 منشأة طبية، مما زاد من مصاعب تأمين مستلزمات علاج الأمراض التنفسية”.
وحمل الفريق “المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة المسؤولية عن وفيات الأطفال نتيجة ضعف عمليات الاستجابة الإنسانية للنازحين في المخيمات، على الرغم من إطلاق عشرات حملات التبرع، وإرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الداخل السوري، والتي تجاوز عددها أكثر من 195 شاحنة منذ عشرة أيام”، كما حمل “الجهات الداعمة للقطاع الطبي مسؤولية التقصير في تأمين عمليات الدعم، وخاصةً لمشافي الأطفال، وإيقاف الدعم عنها”.
العربي الجديد