عاصفة قوية تضرب مخيم الركبان في سورية وسط مخاوف من تفشي كورونا

هبت عاصفة قوية محملة بالأتربة والغبار، أمس الثلاثاء، داخل مخيم “الركبان” للنازحين السوريين، الواقع عند المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، وتسببت العاصفة بدمار جزئي لحق ببعض البيوت والخيام، وكذلك سُجلت على إثر العاصفة عدة حالات اختناق بين النازحين لا سيما مرضى الربو.

وقال تيسير الغزول، عضو تنسيق “مجلس عشائر تدمر والبادية السورية” في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “العاصفة الغبارية ألحقت أضراراً مادية جسيمة في المنازل المبنية من الطوب، وفي بعض الخيام المُشيدة من القماش والنايلون في ظل ظروف مأساوية صعبة يعيشها قاطنو المخيم”.

وأكد الغزول أن “العاصفة الغبارية تسببت بحالات اختناق لدى العديد من الأطفال والمُسنين ضمن المخيم، لاسيما النازحين الذين يعانون من أمراض الربو، في ظل عدم توفر الرعاية الطبية واللوازم الطبية لعلاج المرضى، مع فقدان أسطوانات الأكسجين التي من الممكن أن تساعدهم”.

في غضون ذلك، أشار عضو “مجلس عشائر تدمر والبادية السورية” إلى أن “هناك أعراضاً شبيهة بأعراض فيروس كورونا تظهر على بعض النازحين ضمن مخيم الركبان”، مضيفاً: “لا نستطيع التحديد بدقة ‏إن كان هناك حالات مُصابة بفيروس كورونا، وذلك بسبب غياب الخدمات الطبية والكوادر المتخصصة”، مؤكداً أنه “ينتشر حالياً ضمن المخيم الإنفلونزا (الكريب) والأمراض الصدرية الموسمية بين الأطفال بشكل كبير، بسبب البرد الشديد في ظل فقدان أبسط مقومات الحياة ضمن المخيم”.

ولفت الغزول إلى أنه “لا يوجد في الركبان أبسط الإمكانيات لتفادي انتشار فيروس كورونا أو وسائل الكشف المبكر، أو إمكانية تقديم الخدمة الطبية إذا حدثت أي إصابة ضمن النازحين”، مضيفاً:‏ “‏قمنا بعدة حملات توعية لقاطني المخيم عبر كادر طبي بسيط من الممرضين والممرضات لمكافحة الفيروس ضمن المخيم وللوقاية من انتشار الفيروس”.

وأوضح الغزول أن “عدد النازحين الحاليين ضمن مخيم الركبان يتراوح بين 3500 إلى 4000 نازح”، مضيفاً: “هناك 10 عائلات غادرت المخيم أمس الإثنين إلى مناطق سيطرة النظام السوري بسبب عدم توفر الطبابة، وهذه العوائل مهددة بالاعتقال دون وجود أي ضمانات لعدم تعرض أفرادها للاعتقال من قبل أجهزة النظام الأمنية”، مشدداً على أن “مخيم الركبان يشهد حالات نزوح عكسية باتجاه مناطق سيطرة النظام بشكل يوم”.

وطالب الغزول “الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بإدخال كوادر طبية متخصصة ومعدات طبية إلى مخيم الركبان وتقييم الاحتياجات الإنسانية لقاطني المخيم”، مؤكداً أنه “عقب وفاة رئيس المكتب الطبي شكري شهاب الأربعاء الفائت نتيجة أزمة قلبية؛ لم يبقَ في المخيم سوى بعض الممرضين والممرضات وفريق قابلات ولادة طبيعية وفريق متدرب على الإسعافات الأولية”.

وكانت 10 أسر من حماة وحمص ودرعا غادرت مخيم الركبان وتوجهت إلى مناطق سيطرة النظام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب الجوع وعدم توفر رعاية طبية لهم ولأطفالهم.

العربي الجديد