أوردت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً، كشفت فيه عن شرح قوات الأمن البيلاروسية لطالبي اللجوء الطريقة المناسبة لعبورهم إلى دول الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنها وزعت عليهم “قواطع أسلاك” لاجتياز الحدود البولندية بسهولة.
وأضاف التقرير أن القادة الأوروبيين وصفوا هذه التحركات بأنها حيلة “لتسليح” المهاجرين في محاولة لمعاقبة أوروبا.
ونقل التقرير عن مهاجرين موجودين على الحدود البولندية، أن الجيش البيلاروسي وآخرين ينقلون طالبي اللجوء إلى الحدود، وأنهم يعاقبون أولئك الذين لا يتمكنون من العبور أو تتم إعادتهم.
وأوضح أن المسؤولين الأوروبيين يتهمون بيلاروسيا على تشجيع مهربي البشر لدخول طالبي اللجوء إليها وتوجيههم نحو حدود الاتحاد الأوروبي في محاولة منهم لإثارة أزمة، مشيراً إلى أن بيلاروسيا تنفي ذلك، لكنها أشارت إلى أنها لا تستطيع المساعدة في حل المشكلة ما لم ترفع أوروبا العقوبات.
وبيّن التقرير أن الرسائل تنهال على هاتف مؤسسة “الخلاص” (مجموعة بولندية تقدم المساعدة الإنسانية والقانونية للاجئين) لمساعدة المهاجرين على طول الحدود بين بولندا وبيلاروسيا.
ولفت إلى أن مجموعة من طالبي اللجوء السوريين العالقين في الغابة على الحدود البيلاروسية – البولندية، قالوا إنهم لم يتناولوا الطعام منذ أيام.
ونقل التقرير تصريح وكلاء سفر عراقيين في محافظة السليمانية أن بيلاروسيا سهلت الحصول على الفيزا منذ آب الفائت، ما سَهّلَ الأمرَ على الأشخاص الراغبين في الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي بدلاً من العبور البحري الخطير من تركيا إلى اليونان.
وذكر التقرير أن بيلاروسيا أصدرت، الصيف الفائت، تأشيرات سياحية لأشخاص من سوريا والعراق واليمن ودول أخرى، الأمر الذي وصفه مسؤولو الاتحاد الأوروبي بأنه جهد منظم لتشجيعهم على الوصول إلى حدود الاتحاد الأوروبي.
وتقول حكومة بولندا إن بيلاروسيا الحليف المقرب من روسيا، متورطة في “عمل عدواني هجين” لإثارة صدام على الحدود، على مرأى ومسمع من العالم.
ويعتقد مسؤولون غربيون، بحسب صحيفة “ستريت جورنال” بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد خلق “مشهد دراماتيكي” وتقويض الغرب، مشيرين إلى أن هذا الأمر لن يصل إلى حد الصراع المسلح الفعلي.
في حين، حذر وزراء دفاع إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، الخميس الماضي، من مخاطر المواجهة العسكرية، وقالت روسيا إنه على الاتحاد الأوروبي التحدث مع بيلاروسيا لحل الأزمة نافيةً أي تورط لها بقضية المهاجرين.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض عدة عقوبات على رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، وذلك رداً على حملة القمع العنيفة التي شنها خلال الاحتجاجات في الشوارع ضد حكمه عام 2020.
ويوجد آلافٌ من المهاجرين من دول عدة من الشرق الأوسط عالقون وسط الأحراش في طقس قارس البرودة على الحدود بين بيلاروسيا ودولتي بولندا وليتوانيا، العضوين في الاتحاد الأوروبي، واللتين ترفضان دخول المهاجرين إلى أراضيهما.
تلفزيون سوريا