مع دخول فصل الشتاء، وفي إطار جهودها لمواجهة الأضرار التي تسببها فيضانات الأمطار كل عام، تواصل قطر الخيرية إعادة تأهيل وصيانة الطرقات والبنية التحتية لـ29 مخيماً في مناطق عدة بريفي إدلب وحلب في الشمال السوري.
ويهدف المشروع، الذي تزامن مع انطلاق حملة قطر الخيرية لمواجهة مخاطر الشتاء “دفء وسلام”، إلى تجنب وقوع كوارث إنسانية وصحية لقاطني المخيمات، وتحسين حياة النازحين من خلال تسهيل حركتهم داخل المخيم في فصل الشتاء، بالإضافة إلى تسهيل وصول الآليات والمساعدات إلى داخل المخيم.
وتسعى قطر الخيرية إلى إنجاز عملية التبحيص “رصف الطرقات الترابية” قبل بدء هطول الأمطار والصقيع، وحماية النازحين بالمخيمات المستهدفة، حيث تتفاقم معاناة سكان المخيمات مع شدة البرد والأمطار وانتشار الطين والوحل التي تعطل الحركة داخل المخيمات.
إنجاز المرحلة الأولى
وتم خلال المرحلة الأولى من المشروع تأهيل 8 مخيمات في ريفي إدلب، فيما يتواصل العمل لإعادة تأهيل 21 مخيما إضافيا قريبا بعد أن تم إعداد الدراسات اللازمة لها. كما قامت قطر الخيرية ببناء أقنية مصنوعة من البيتون “الخراسانات” لتصريف مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي، ومن ثم تم ردم هذه الأقنية وتبحيص الطرقات.
وكانت قطر الخيرية قد قامت بإجراء تقييم احتياج دقيق لتحديد المخيمات الأكثر حاجةً لإعادة تأهيل بنيتها التحتية، والتي تعاني بشكل مستمر من فيضانات وصقيع الشتاء. ومن ثم تم إجراء المسح الطبوغرافي لهذه المخيمات وتحديد المتطلبات والآليات ووضع الدراسة والمخططات لإجراء العمليات اللازمة.
تسهيل الحركة
وعن الأثر الذي تركه تأهيل طرقات المخيمات مقارنة بمعاناة الأعوام السابقة في فصل الشتاء، قال السيد زياد أحمد مدير مخيم تل فخار في ريف إدلب ” بعد تدخل قطر الخيرية أصبحت الطرقات جيدة جدا، وسهل ذلك على الناس الوصول للخدمات وكذلك دخول الآليات التي تحمل المياه والمساعدات إلى داخل المخيم، بينما كنا نعاني في السنوات الماضية من ويلات الشتاء، حيث كان من الصعب علينا إدخال مياه الشرب والمواد الغذائية بسبب تشكل الوحل الذي يعوق حركة السكان وإيصال المرضى إلى المراكز الصحية.
بدوره تقدم السيد محمد أبو هاشم مدير مخيم بدر الحص بالشكر والتقدير لأهل الخير في قطر ولقطر الخيرية على جهودهم في تبحيص المخيمات الذي انعكس إيجابا على حياة النازحين.
قصة إنسانية
من جهتها قالت الحاجة فوزة العبد الله (75 عاما) والتي تعيش مع ابنها وأحفادها الخمسة في مخيم تل فخار في ريف إدلب: “في كل شتاء، ومع كل زخة مطر، تتحول أراضي المخيم إلى طين، فلا نستطيع الخروج من خيامنا أو التحرك ويصل الطين في بعض الأحيان إلى أعلى الساق، والأطفال في الخيام تعاني الأمراض نتيجة ذلك، حيث تتبلل ملابسهم وتمتلئ بالوحل، فلا الجو يساعد في جفافه، ولا الخيام تحوي على ما يدفئها ويدفئ العظام، ومنذ عدة سنين نعيش في مخيم تل فخار، حيث إن الخيام بنيت بشكل عشوائي بلا أساس أو تأهيل، وهو ما يؤدي إلى دخول المياه أحيانا إلى قلب الخيام، ومنذ شهرين قامت قطر الخيرية بتجهيز الطرقات في المخيم تحسبا لهذا الشتاء، ومع أول هطول في مطلع الشهر الماضي ولله الحمد، ذهبت الأمطار دون أن تترك أي أثر يذكر، وأصبحنا ولله الحمد نستطيع الخروج والحراك في فصل الشتاء، حيث كانت المعاناة ليس فقط وقت هطول المطر، وإنما تمتد لأيام وأسابيع أحيانًا، فلا نستطيع الوصول إلى غذاءٍ أو دواء. فجزى الله خيراً كل من ساهم في تخفيف هذه الآلام”.
وتغتنم قطر الخيرية هذه الفرصة للتذكير بدعم حملتها “دفء وسلام” من أجل تجنيب أكبر عدد من الفئات الضعيفة المخاطر المحتملة لفصل الشتاء.
الشرق القطرية