أسعار المحروقات ترتفع لمستويات قياسية في شمال غرب سورية

ارتفعت أسعار المحروقات والغاز إلى مستويات غير مسبوقة في محافظة إدلب وغربي حلب شمالي سورية، متأثرة بانخفاض قيمة الليرة التركية المتداولة في المنطقة.
ووفق الأسعار التي نشرتها شركة “وتد” للمحروقات العاملة في الشمال السوري، أمس السبت، وصل سعر ليتر البنزين المستورد إلى 8.29 ليرات تركية، وسعر ليتر المازوت “المستورد أول” إلى 7.95 ليرات، وسعر المازوت “نوع محسّن” إلى 6.06 ليرات تركية لليتر الواحد.
كما ارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 119.5 ليرة تركية، وبررت الشركة رفع الأسعار إلى مستويات عالية بارتفاعها من المصدر بسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية.

مستويات الأسعار في أدلب الأعلى التي تسجل في المنطقة، منذ بدء إقرار التداول بالعملة التركية قبل نحو عام ونصف

وتعتبر هذه المستويات للأسعار هي الأعلى التي تسجل في المنطقة، منذ بدء إقرار التداول بالعملة التركية قبل نحو عام ونصف.
وتخضع أسعار المحروقات والغاز المستوردة في إدلب لعاملين هما قيمة العملة التركية، وأسعار المحروقات عالميا، حيث شهدت الأسعار تغييرا كبيرا خلال الشهرين الماضيين بفعل انخفاض قيمة العملة التركية، والذي وصل إلى 9.60 ليرات أمام الدولار يوم الجمعة الماضية.

وحول تأثير هذا الارتفاع على السكان قال علاء نعنوع، وهو نازح يقيم في إدلب لـ “العربي الجديد” إن ارتفاع سعر المحروقات يؤدي إلى دفعة جديدة من ارتفاع أسعار أخرى لارتباط المحروقات بالنقل والصناعة والكهرباء وغيرها من المواد، مضيفا أن معظم سكان المنطقة يعتمدون أيضا على المازوت كوسيلة للتدفئة، وارتفاع أسعاره بهذا الشكل سيحرم الكثير من العائلات التدفئة.

واعتبر النازح أن تقلب الأسعار بهذا الشكل السريع يضر كثيرا بالأسواق، مشيرا إلى أنه يعمل في متجر للمواد الغذائية، والمواد كل يوم تسجل سعرا جديدا أعلى من الأول.

أسعار المحروقات ارتفعت نحو 30% خلال شهرين، كما ارتفعت أسعار الغاز بأكثر من القيمة، وهي زيادة لا تتناسب ومستوى المعيشة في المنطقة وفق مواطنين

من جانب آخر، قال المحلل الاقتصادي، أحمد غريب، المقيم في إدلب لـ”العربي الجديد” إن أسعار المحروقات ارتفعت نحو 30 بالمئة خلال شهرين، كما ارتفعت أسعار الغاز بأكثر من هذه القيمة، وهي زيادة لا تتناسب أبدا ومستوى المعيشة في المنطقة.

ورأى الخبير الاقتصادي أن أزمة العملة التركية وانخفاض قيمتها بهذا الشكل المتسارع أثرا بشكل كبير على أهالي المنطقة.

ووفق غريب فإن مستوى الدخل والرواتب في إدلب لا يقارن أبدا مع مستوى الدخل في تركيا، بينما الأسعار ذاتها، داعيا في الوقت ذاته المسؤولين عن الملف الاقتصادي في المنطقة لإعادة النظر بنتائج التداول بالعملة التركية في المنطقة.

وشهدت مدينة إدلب، في 15 أكتوبر/تشرين الأول، مظاهرة شعبية رافضة لسياسة حكومة “الإنقاذ”، مطالبة بالعديد من الخدمات التي تحتاج إليها المنطقة، كما احتجت على ارتفاع الأسعار بشكل عام، والمحروقات بشكل خاص.
وجاء في مقدمة الطلبات تخفيض أسعار المحروقات، وخصوصا مادة الغاز التي ارتفع سعرها بشكل غير مقبول، بما لا يتناسب مع الارتفاع العالمي لأسعار النفط.

 

العربي الجديد