أخر الأخبار

بيان من “وجهاء حزانو” بريف إدلب يثير جدلاً.. ما القصة؟

أثار بيان صادر عن وجهاء من بلدة حزانو بريف إدلب الشمالي خلال الساعات القليلة الماضية، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن طالب بإخلاء مخيم للنازحين في محيط البلدة خلال 24 ساعةً، على خلفية مشاجرة حصلت على دوار البلدة أول أمس الإثنين، أصيب فيها اثنان من أهالي البلدة بطلقٍ ناري، ليتراجع بيان آخر لـ”المجلس المحلي” عن الموقف وينشر توضيحاً.
وجاء في بيانٍ موقّع من 32 شخصاً من أهالي البلدة: “اجتمعت قرية حزانو أجمعها من وجهاء وشباب ورجال وتمّ الاتفاق على خروج المخيم الذي تسبب في المشكلة التي حصلت اليوم في قريتنا، من قرية حزانو درءاً للفتنة وحقناً للدماء، وتمّ الاتفاق على إعطاء مهلة لخروج المخيم من القرية مدة أقصاها 24 ساعةً”.
وتابع: “نحمّل إدارة المنطقة المسؤولية في إخلاء هذا المخيم في هذه المدّة المذكورة، 24 ساعةً ـ درءاً للفتنة وحقناً للدماء”.
وبعد ساعات على نشره، لاقى البيان سخطاً واسعاً على مواقع التواصل وردوداً ناقدة وأخرى ساخرة، على خلفية مطالبته بإخلاء مخيم للنازحين بشكل جماعي، كما استهجن معلقون ما اعتبروه عقاباً جماعياً يستهدف نازحين مقيمين في محيط البلدة.

كيف بدأت القصة؟

تطوّرت مشادة كلامية بين أحد سكّان البلدة “عبد الكريم رقية” المعروف بـ”أبو الوليد”، مع مجموعة من العابرين على دوّار حزانو تحمل جنازة كانت في طريقها إلى مقبرة البلدة المخصصة لدفن موتى النازحين، إلى حادثة اعتداء على “أبو الوليد” بعد أن طلب منهم التمهّل في السرعة على اعتبار أن الطريق ضيّق بسبب أعمال التوسعة التي يشهدها أوتستراد باب الهوى ـ إدلب.
يوضح “أبو الوليد” في حديثٍ لموقع “تلفزيون سوريا”، أنه تلقّى سباباً وشتائم من شخص يقود سيارة، بعد أن طالبه بالتمهّل وتخفيف السرعة، ولم يكتفِ بذلك، بل تطور الأمر إلى أن نزل مجموعة من الشباب كانوا معه بالسيارة وكرروا السباب والشتيمة بحقّه.
ويشير إلى أنّ المشادة تطورت إلى عراك بالأيدي، إلى أن أشهر “المعتدون” السلاح وأطلقوا النار على شابين خلال الحادثة، وهددوا آخرين بإطلاق النار بشكل مباشر.
وأصيب الشاب “عبد اللطيف خطيب ” وهو يشغل عضوا بإدارة المجلس المحلي في البلدة، إضافةً إلى “عبد الباسط شرم” وهو موظف في المجلس أيضاً، وكلتا الإصابتين كانت في منطقة القدم.
يؤكد “أبو الوليد” أنّ الهجوم والاعتداء بدأ من المجموعة الأخرى، وأّنّ المشكلة لا علاقة لها بنازحٍ ومقيم، مردفاً: “جميعنا أهل وإخوة، والنازحون مقيمون في منازلنا منذ سنوات”.
وفي ظل عدم تحديد هوية المجموعة الأخرى “المعتدية” ـ بحسب رواية سكّان البلدة ـ لم يتسنّ لموقع “تلفزيون سوريا” الحصول على الرواية المضادّة، حفاظاً على موضوعية تغطية الحادثة، التي أثارت جدلاً واسعاً بين السوريين.
وكانت مجموعة لـ”جهاز الأمن العام” الذراع الأمني لـ”هيئة تحرير الشام“، طوقت مخيماً للنازحين في محيط البلدة بعد ساعتين على الحادثة، واعتقلت عدداً من سكّانه على ذمّة التحقيق، بعد الاشتباه بتورّط مجموعة من أبنائه بأعمال الاعتداء، وذلك بسبب تزامن جنازة لهذا المخيم، مع الجنازة التي كان يحملها الشباب المعتدون، إلا أنّه تبيّن الاشتباه، وبذلك تكون المخيمات في محيط بلدة حزانو بريئة من حادثة الاعتداء، وفقاً للتحقيقات حتى الآن.

“محلي البلدة” يتراجع

أصدر “المجلس المحلي في بلدة حزانو”، مساء أمس الثلاثاء بيانين منفصلين، أكّد من خلالهما أنّ “بيان الوجهاء” يقصد المسيئين الذين اعتدوا بالضرب والرصاص على أهالٍ من البلدة، وليس المخيم كاملاً.
وأكد بيان منشور على صفحة المجلس في “فيس بوك”، أنّ جميع مخيمات البلدة لم يتعرّض لها أحد، كما أنّ لم يطلب منهم التّرحيل على الإطلاق.
وتؤكد في السياق ذاته، مصادر محلية لموقع “تلفزيون سوريا”، أنّه لم يتعرّض أي مهجّر أو مخيم في محيط البلدة للتهجير، كما أنّ السكان لم يطالبوا أحداً بالرحيل، على اعتبار أنّ هوية المتورطين بعملية الاعتداء ما زالت مجهولة، وتجري التحقيقات حولها.
وفي بيان آخر، أشار “مجلس البلدة” إلى أنّ البيان الأول لم يقصد التعميم على جميع المهجرين في البلدة، إنما العائلة التي أطلقت النار على الأهالي، واعتذر عن “بيان لم نوفّق في صياغته”.
وقال البيان: “نؤكد أنّ باب حزانو سوف يبقى مفتوحاً للثائرين وسوف نبقى مرحّبين بضيوفنا الكرام حتى تأمين عودتهم الكريمة إلى بيوتهم التي هجّروا منها”.

أسباب خلف البيان

تواصل موقع “تلفزيون سوريا” مع أحد الموقّعين على البيان، للوقوف على أسباب إصدار بيان “مثير للجدل” وحاد اللهجة، وقال محدثّنا (فضّل عدم الكشف عن اسمه تجنباً للإساءة الشخصية) إنّ “البيان كان هدفه بشكل رئيسي امتصاص غضب شباب البلدة بعد إصابة اثنين من أبنائها بالرصاص من قبل المعتدين، ولإغلاق المجال أمام أية حادثة اعتداء على مخيم للنازحين في البلدة في ساعة غضب وحميّة”.
وأضاف أنّ “حالة غضب عارمة عمت بين أهالي البلدة بعد حادثة الاعتداء وكان ضرورياً الوقوف في وجه الفوضى تجنباً لأية ممارسات تضرّ بالإخوة النازحين وباقي المخيمات دون وجه حق وهو ما لا نقبله كسكّان للبلدة”.
ويشير إلى أنّ “خطأً في التعبير ضمن البيان، كان كفيلاً بردود الأفعال السلبية هذه، لكن عملنا على تصحيحها وتبيان الصورة كاملة حتى يأخذ الحقّ مجراه”.

 

تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

قوات النظام السوري والطائرات الروسية تجدد قصف مناطق في ريف إدلب

Hasan Kurdi

قتيلان وجريح بهجوم جديد على أقرباء لقياديين بالمعارضة في ريف درعا

Hasan Kurdi

لأسباب أمنية.. اليابان تستبعد إعادة فتح سفارتها في دمشق حالياً

Hasan Kurdi

المخرج السوري نجدت أنزور يستخدم الذخيرة الحية لتدمير منازل مهجَّرين خلال تصوير مسلسله الجديد

Hasan Kurdi

رياض الأطفال في سوريا.. حق للطفل يحرمه تكاليف التسجيل

Hasan Kurdi

الحريري: جائحة كورونا عززت الحاجة للمساعدات الإنسانية في سوريا

Hasan Kurdi