النظام السوري يهدد بشنّ حملة اعتقالات واسعة في ريف حمص الشمالي

سود توتر في ريف حمص الشمالي نتيجة تهديدات وجهتها أجهزة النظام الأمنية لبعض الفاعليات المحلية، بضرورة التعاون معها في ملاحقة المطلوبين إثر وقوع عدة عمليات اغتيال في المنطقة مؤخرا، استهدفت عناصر وضباط تلك الأجهزة.

 وذكر الناشط عامر المصري أن اللجنة الأمنية في محافظة حمص طالبت وجهاء ريف حمص الشمالي بالتعاون معها للقبض على الأشخاص المسؤولين عن عمليات الاغتيال، وإلا فإنها ستشن حملة اعتقالات تطاول كل “المشبوهين” في المنطقة.

 من جهته، قال النقيب رشيد حوراني المنشق عن قوات النظام، والباحث السياسي إن “الوضع الأمني في شمالي حمص مراقب ولا يوجد ثقة بأبناء المنطقة، حتى من التحق منهم بصفوف المليشيات التابعة لإيران أو النظام، حيث يتم عزل هؤلاء في أماكن نوم وإطعام خاصة بهم، ولا يجتمعون مع غيرهم من عناصر المليشيات الطائفية إلا عند الخروج لتنفيذ المهمات”.

وأضاف حوراني المتحدر من ريف حمص الشمالي في حديث مع “العربي الجديد” أن المراقبة الأمنية على أبناء المنطقة لم تخف، وخاصة على الشباب منهم، “لكن ما يجعلها أخف من درعا قبول عناصر الأمن للرشى وترك الشباب. أما بخصوص وجود ما يسمى سرايا 2011، فليس هناك وجود لأي تشكيل، لكن يوجد من أبناء المنطقة من عمل مع الفصائل سابقا، ويعلم أو يتواصل مع قادة الفصائل الموجودين في الشمال ليعرف منهم أماكن إخفاء السلاح عند خروجهم للشمال، لاستخدامه وقت الحاجة”.

وأوضح أن النظام يستعين بفصائل التسوية لضبط المشهد الأمني، و”ذلك أيضا بحسب شباب في تلبيسة والحولة، لأن أي مواجهة بين فصائل التسوية وأبناء البلدات هي خسارة في صفوف أعداء النظام، لأننا نعلم أن فصائل التسوية ليست محل ثقة عنده”.

وكان فصيل يطلق على نفسه اسم “سرايا 2011″، تبنى الخميس الماضي اغتيال عنصر من قوات النظام السوري، عُثر على جثته في مدينة تلبيسة، بعد اختطافه من قبل مجهولين، بالقرب من إحدى المدارس شرق مدينة تلبيسة التابعة لمحافظة حمص. كما تبنّت المجموعة ذاتها العديد من العمليات التي استهدفت قوات النظام في ريف حمص.

 وكانت قوات النظام كثفت وجودها الأمني في ريف حمص الشمالي، خوفًا من أي نشاط مناوئ للنظام السوري أو متضامن مع درعا البلد.

القبض على قيادي في “داعش” بإنزال للتحالف

إلى ذلك، ألقى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أمس الجمعة، القبض على قيادي في تنظيم “داعش”، داخل أحد المنازل في بلدة محيميدة غربي دير الزور، شرقي سورية، فيما اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) أحد الناشطين الإعلاميين مع شقيقه في ريف دير الزور الشرقي.

 وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي لـ”العربي الجديد”، أن أربع مروحيات وطائرتين حربيتين ساهمت في عملية الإنزال الجوي لقوات التحالف، حيث تم القبض على الملقب بـ “أبو علي”، عراقي الجنسية، ويقطن في منزل بالقرب من مشفى السلام في بلدة المحميدية ولديه محل لبيع الهواتف المحمولة.

وأوضح البوكمالي أن العملية استمرت لنحو ساعتين، قبل أن تدمر الطائرات الحربية المنزل.

العملية استمرت لنحو ساعتين، قبل أن تدمر الطائرات الحربية المنزل

ويأتي ذلك بعد نحو 10 أيام من عملية مماثلة نفذتها قوات التحالف الدولي بمشاركة 100 عنصر من عناصر “قسد” في قرية تويمين جنوب شرقي الحسكة، حين جرى اعتقال 8 أشخاص بتهمة التعامل مع “داعش”، وتم سوقهم إلى جهة مجهولة بغية التحقيق معهم.

وخلال الأشهر الماضية، شن التحالف الدولي عدة مداهمات وعمليات تفتيش واعتقالات في الرقة والحسكة ودير الزور ضد خلايا “داعش” في المنطقة.

من جهتها، داهمت قوات “قسد” منزل الناشط الإعلامي ثامر المحمد الشحادة بريف دير الزور، ليلة أمس، واعتقلته ثم عادت مرة أخرى إلى المنزل وصادرت جهاز الحاسوب والاتصال الخاص به واعتقلت شقيقه، دون معرفة الأسباب.

وذكرت شبكة “فرات بوست المحلية” أن الشحادة يعمل في بلدية الشعفة التابعة لـ”قسد”.

وكانت قوة من “قسد” اعتقلت، في 10 الشهر الجاري أحد القياديين المسؤولين عن حماية آبار النفط في حقل العمر النفطي المعروف بـ”الضبع” مع 6 من عناصره، بعد استدعائهم إلى مدينة الشدادي للتحقيق، دون معرفة الأسباب. والضبع من أبناء بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، ارتكب انتهاكات سابقة مع مجموعته بحق المدنيين.

النظام يقصف ريف حلب

وفي شمال البلاد، أُصيبت امرأة وطفلها بجروح، صباح اليوم السبت، جراء قصف مدفعي لقوات النظام استهدف بلدة كفرتعال في ريف حلب الغربي.

وذكر مصدر محلي لـ”العربي الجديد”، أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها استهدفت بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية في بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفلها البالغ خمس سنوات، حيث أُسعِفا إلى مشفى ميداني في المنطقة.

من جهة أخرى، تمكنت الفصائل العسكرية الليلة الماضية من صدّ محاولة تقدم لقوات النظام على محور قرية القاهرة غربيّ حماة، ترافقت مع قصف مدفعي للنظام على القرية دون وقوع خسائر بشرية.

العربي الجديد