قال رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب إن الحل في سورية ليس بيد روسيا وحدها، ومنذ تدخلها لم تحقق شيئاً في الحل السوري، ما حققته هو بعض الانتصارات العسكرية لكنها لم تكن ولن تكون قادرة على جلب الاستقرار إلى سورية، مضيفاً أن رئيس النظام السوري بشار الأسد قال إنه لو خير بين روسيا وإيران لاختار إيران.
ورأى حجاب في مقابلة مع “تلفزيون سوريا“، بثت مساء أمس الأحد، أن الحل في سورية يحتاج إلى جهد دولي ومشاركة كل الفاعلين الذين زجوا بجيوشهم للمشاركة في سورية، بالإضافة إلى الدول العربية والإقليمية.
وقال حجاب: “للأسف ليس هناك إرادة دولية لحل المسألة السورية”، مضيفاً: “نتمنى أن يكون هناك دور عربي فاعل ينهي مأساة الشعب السوري ويحقق آمال الشعب السوري”.
وذكر حجاب أن روسيا ترى سورية من خلال بشار الأسد، مضيفاً: “إن هذا لن يؤدي إلى نتيجة، ومهما فعلت روسيا لن تكون قادرة على إنقاذ النظام وإعادة إنعاشه، ومهما بذلت من جهود دبلوماسية، ومهما جلبت من دعم من أجل الاعتراف بالانتخابات، هذا النظام فاقد للشرعية”.
وأكّد حجاب أنه لا ينتظر شيئاً من الروسي، مشيراً إلى أن الزيارة الأخيرة التي أجراها لافروف وصرح خلالها قائلاً: “دعونا نبتعد عن خطاب المواجهة ونذهب إلى طاولة الحوار لحل المشكلات الخلافية”، تبعه استخدام للقوة المتوحشة ضد المدنيين، وضربوا مراكز صحية شمال حلب وفي معبر باب الهوى.
وقال: “بشار الأسد قال لي بالحرف الواحد في إحدى المرات، إذا تمت المفاضلة ما بين الإيرانيين والروسي سأختار الإيرانيين، سأذهب مع الإيرانيين ولن أذهب مع الروسي”، مضيفاً: “بشار الأسد حسم أمره وذهب مع الإيرانيين بالمطلق وسلم سورية للإيرانيين”.
وأكد حجاب على أن “عودة بشار الأسد إلى كرسي الجامعة العربية مكافأة له على قتل السوريين”، مضيفاً: “القرار اليوم في دمشق يتخذه ممثلو روسيا وإيران وليس الأسد”، و”إيران تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة وتعمل على مشروعها الفارسي”، مشدداً على أن إيران تتبع سياسة التخريب في كل مكان تطؤه أذرعها.
ونبّه حجاب أيضاً إلى أهمية الدور العربي في مواجهة إيران وتدخلها في بلدان المنطقة، وقال إنه من المفترض بالدول العربية العمل على وضع مبادرة متكاملة في ما بينها، ومقاربة جديدة تعمل عليها مع الدول الإقليمية والغربية من أجل وضع حد للتدخل الإيراني.
وقال إن المشهد السوري اليوم مؤلم جداً، ويشترك جميع السوريين في المعاناة، داعياً السوريين إلى توحيد الخطاب، ومشيرا إلى أن “الوضع في الداخل السوري على حافة الانهيار، وبخاصة من الناحية الاقتصادية”، وأن السوريين في الداخل محتقنين نتيجة الواقع المتردي.
وتأتي مقابلة رياض حجاب بالتزامن مع سعي النظام السوري إلى إجراء انتخابات رئاسية غير معترف بها من قبل المجتمع الدولي، من أجل التمديد لرئيس النظام بشار الأسد في ظل أزمات عديدة يعيشها النظام، على رأسها الأزمة الاقتصادية الخانقة.
العربي الجديد