عشرة أعوام على اندلاع الأزمة السورية التي خلفت مأساة إنسانية كبيرة ودماراً واسعاً وأضراراً ضخمة بالبنية التحتية، كما استنزفت قطاعات الاقتصاد المختلفة وخرج كثير من القطاعات الخدمية عن الخدمة لاسيما المرافق الصحية والتعليمية.
ومن أبرز تداعيات الأزمة لجوء أكثر من 5.6 مليون شخص منذ عام 2011 إلى دول الجوار في لبنان والأردن والعراق إضافة إلى بلدان أخرى حول العالم ثلثهم من الأطفال، ونزوح 6.6 مليون شخص داخل سوريا، وبهذا أصبح 13.1 مليون سوري بحاجة للمساعدة، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وتعتبر تركيا من أكبر البلدان التي تؤي لاجئين سوريين حيث يصل عددهم إلى 3.3 مليون معظمهم يعيشون في المناطق الحضرية، فيما تستضيف المخيمات نحو 8% منهم.
تحت خط الفقر
أما في لبنان فإن اللاجئين السوريين يعيشون أوضاعا صعبة حيث لا تتوافر مخيمات كافية تستوعب أعدادهم الكبيرة التي وصلت لأكثر من مليون لاجئ يتوزعون على أكثر من 2,100 مجمع وموقع مدني وريفي، وتقدر مفوضية شؤون اللاجئين ارتفاع نسبة الفقر بينهم إلى 75%
وفي الأردن، يعيش أكثر من 655,000 لاجئ سوري، ويقيم نحو 80 في المائة منهم خارج المخيمات، بينما يعيش منهم أكثر من 139,000 في مخيمي الزعتري والأزرق ويقدر أن يكون هناك 93 في المائة من اللاجئين ممن يعيشون تحت خط الفقر، فيما استقبل العراق أعداداً متزايدة من اللاجئين السوريين، حيث استضاف نحو 246,000 شخص.
تعطّل التعليم
ومع استمرار الأزمة، يشهد قطاع التعليم هو الآخر تدهورا مريعا ووضعا مأساويا، حيث تقول الأرقام إن هناك أكثر من 2.4 مليون طفل خارج مقاعد الدراسة نحو 40 في المائة منهم من الفتيات. ومن المرجح أن يكون العدد قد ارتفع خلال عام 2020 نتيجة تأثير جائحة “كوفيد-19” التي أدت إلى تفاقم تعطّل التعليم في سوريا.
وتشير التقارير إلى أن واحدة من كل ثلاث مدارس داخل سوريا تعرضت للدمار أو الضرر. أما الأطفال الذين تمكنوا من الالتحاق بالمدارس فيجلسون غالبا في صفوف مكتظة، وفي مبانٍ لا تحتوي على ما يكفي من المياه ومرافق الصرف الصحي والكهرباء والتدفئة أو التهوية.
تحديات كورونا
وضاعفت جائحة كورونا مستويات الفقر في صفوف النازحين واللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم نظراً لوضعهم الهش أصلاً قبل انتشار الوباء، حيث دفعت الجائحة بنحو 4.4 مليون شخص في الأردن ولبنان وإقليم كردستان العراق إلى دائرة الفقر. ووجد اللاجئون السوريون أنفسهم يفتقرون إلى وسائل تمكّنهم من التكيّف مع الأزمة، مما وضعهم أمام خيارات صعبة وعجزت الأسر عن توفير احتياجاتها وتكافح من أجل تأمين قوت يومهم ما يعني أن الكثير من الأشخاص الأكثر ضعفاً أصبحوا في صراع يومي لتأمين متطلبات الحياة الأساسية.
أرقام
12.2 نازح ولاجئ (6.6 نازح داخل سوريا، 5.6 لاجئ)
مليونا سوري يعيشون في فقر مدقع، بحسب تقديرات الأمم المتحدة
12,4 مليون شخص داخل سوريا يكافحون لإيجاد طعام يسد رمقهم يومياً.
13, 4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة
أكثر من 2,4 مليون طفل سوري خارج النظام التعليمي.
2.6 ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻔﻞ نازح ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم 2019
60 % من الأطفال في سوريا يواجهون الجوع، بحسب منظمة “أنقذوا الأطفال”.
الشرق القطرية