أخر الأخبار

أهالي ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي ممنوعون من العودة لمنازلهم

بعد عام وأكثر من سيطرة قوات النظام على مناطق ريف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي، ومن بينها مدن خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب؛ منع النظام المدنيين القاطنين في مناطق سيطرته في مدن حماة وحلب، من العودة إلى منازلهم. وهذا أكثر ما يعري البروباغاندا الروسية التي ركزت أخيراً على فتح “معابر آمنة” في إدلب لعودة المدنيين إلى مدنهم وقراهم. المعابر التي لم يُر في شوارعها إلا آثار جنازير دبابات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية.

وسمحت قوات النظام للأهالي بزيارة منازلهم لساعات محدودة، ليجدوا البيوت غير المدمرة بالقصف مسروقة بالكامل وبقي فيها الجدران والسقف، وهو الحال بالنسبة للأراضي الزراعية التي سرقت قوات النظام محاصيلها وباعتها في الأسواق.

وقال أحمد العامر (اسم مستعار) وهو أحد المدنيين الذين يعيشون في مدينة حماة، لموقع تلفزيون سوريا: إنه قرر العودة إلى بلدته في ريف إدلب الجنوبي من أجل قطاف الزيتون ولكن عناصر النظام طردوه ولم يسمحوا له بالبقاء أكثر من ساعتين، بحجة أن المنطقة عسكرية ولا يسمح للمدنيين بالوجود فيها.

وأضاف العامر: “اصطبحت عائلتي وعدنا إلى البلدة بعد أن أخذنا إذناً من الضابط الموجود في المنطقة، من أجل تفقد المنازل والأراضي الزراعية حيث وجدنا الجنود يقومون بتحميل البرادات وأثاث المنازل، لذلك لم نستطع التحدث معهم خشية تعرضنا للاعتقال، في حين كان جنود آخرون يقومون بسرقة موسم الزيتون في الأراضي الزراعية”.

وأكد أنه “بعد قطافنا لعدد من الشجرات طلب منا أحد عناصر النظام ترك أكياس الزيتون، والمغادرة من المنطقة بحجة أنها ما زالت عسكرية وخشية تعرضنا للقصف، ولكن قام الجنود بسرقة الأكياس وغادرنا المنطقة بعد بقائنا فيها أقل من ثلاث ساعات، عائدين إلى مدينة حماة”.

وتتبع مدينة خان شيخون محافظة إدلب وتبلغ مساحتها 28 هكتاراً، وتبعد مسافة 35 كم عن مدينة حماة و100 كلم عن مدينة حلب و70 كلم عن مدينة إدلب، وتقع على الطريق الدولي حلب – دمشق (M5).

وفي الـ 22 من آب عام 2019 سيطرت عليها قوات النظام بعد محاصرتها من 3 جهات، بدعم جوي روسي. ثم سيطرت على مدينة معرة النعمان في الـ 29 من كانون الثاني عام 2020، ما أدى إلى تهجير أكثر من 400 ألف مدني من هذه المدن وأريافها باتجاه الشمال السوري، حيث بقيت فارغة إلا من جنود النظام والموالين له.

الناشط الصحفي عمر البم من معرة النعمان يقول لموقع تلفزيون سوريا: “إن المنطقة التي سيطرت عليها قوات النظام أصبحت ثكنة عسكرية، حيث نقلت جميع القوات الموجودة في ريف حماة الشمالي إلى مدينة معرة النعمان وريفها، وهذا ما يهدد بشكل كبير العائدين باعتقالهم حيث لا يوجد أي ضمانات بعدم التعرض لهم”.

ويتابع: “العائدون هم قلة من أرياف حماة الشمالية كانوا موجودين في مناطق سيطرة النظام سمح لهم بحراسة الأراضي والسكن في المزارع وعدم السكن داخل المدن، حيث إن مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان فارغتان تماماً من السكان، في ظل تواصل عمليات التعفيش من قبل النظام”.

ويلفت “البم” إلى أنه ليس هناك أي ضمانات روسية لعودة الأهالي، فالوعود الروسية بعدم التعرض السكان هي فقاعات إعلامية، يتم نشرها كل فترة لتبرير الحجة الروسية، ويمكن لأصغر عنصر مخابرات في نظام الأسد اعتقال أي شخص يعود إلى منطقته، من دون تدخل الروس أو الميليشيات الأخرى”.

إعادة الخدمات شكلياً

وقد بثت وسائل إعلام موالية للنظام السوري فيديوهات من داخل مدينة خان شيخون تظهر تعبيد الطرق وإعادة تأهيل مركز قيادة الشرطة وطلاء الجدران وعودة الخدمات والسكان إلى المدينة، وهو ما كذّبه عشرات من ناشطي المدينة، معتبرين أن هذه الصور شكلية لا أكثر.

ويعتبر الناشط محمد السلوم من مدينة خان شيخون، أن “النظام يدعي أنه يعمل على إطلاق الخدمات وإعادة تأهيل المدارس والشوارع والمنشآت العامة، لكنه في الحقيقة لم يقم إلا بتزفيت 30 متراً تقريباً”.

25 كم لشراء ربطة الخبز

ويؤكد السلوم لموقع تلفزيون سوريا، أن “عودة النازحين مستحيلة ولا سيما مع غياب مقومات الحياة، حيث إن كل شخص يريد شراء الخبز يجب أن يسافر 25 كم إلى مدينة صوران بريف حماة، لذلك فإن المعيشة مرتفعة جداً ولا يمكن لأحد الاستقرار”.

ويستطرد: “تقاسم الضباط وقادة الميليشيات النافذون عوائد الفستق الحلبي الذي تعرف خان شيخون والقرى والبلدات المجاورة لها بزراعته، وانتشرت صور لعناصر النظام في البساتين خلال موسم القطاف، إلى جانب ورشات جلبها متعهدو الضمان الذين يدفعون لقادة قوات النظام أموالاً طائلة”.

من جهته ينفي حميد قطيني عودة أي نازح يعيش في مناطق سيطرة المعارضة إلى مدينته خان شيخون، موضحاً أن حالات عودة فردية قليلة حدثت، وهم في الغالب من غير المطلوبين لمخابرات النظام.

ويرفض قطيني العودة إلى مدينته معتبراً أن ذلك “ضرب من الجنون بعد سنين من القتل والقصف، ولا يمكن الثقة بالنظام والروس على الإطلاق، وخاصة أن الفرقة 25 التي يقودها سهيل الحسن هي المسؤولة عن السيطرة الكاملة على المدينة، وهي تابعة لروسيا”.

وبعد سيطرة قوات النظام على ريف حماة الشمالي وخاصة قرى كفرزيتا ومورك وقلعة المضيق واللطامنة ومعركبة، حولتها إلى ثكنات عسكرية، حيث لم يتم إعادة تأهيل الخدمات في هذه المنطقة، مع تواصل عمليات “تعفيش” المنازل.

الناشط الإعلامي محمد رشيد من قلعة المضيق قال لموقع تلفزيون سوريا: “لا توجد خدمات في جميع المناطق التي سيطرت عليها روسيا والنظام خلال الحملة العسكرية الأخيرة، حيث تحولت مناطق ريف حماة إلى ثكنات عسكرية يوجد فيها فقط الميليشيات التابعة لروسيا والميليشيات الإيرانية، لذلك لا يمكن عودة المدنيين من دون وجود خدمات ومقومات للحياة”.

ويوضح أن “المدنيين الذي يأتون من مناطق النظام إلى مناطق ريف حماة الشمالي لا يستقرون فيها، لأنهم يأتون في أثناء تصوير إعلام النظام، ويجبرونهم على المجيء عن طريق حافلات تقلهم إلى المنطقة، ثم يعودون إلى مناطق سيطرة النظام التي أتوا منها، وذلك من أجل دعم رأي النظام بوجود استقرار وأمان في هذه المنطقة”.

وبحسب رشيد، فإن قوات النظام تعمل أخيراً على إنشاء ثكنات عسكرية في أراض زراعية استولت عليها في منطقة كفرزيتا بريف حماة الشمالي.

المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

تحقيق:حَرق الجثث ورقص فوقها.. النظام طمَس الأدلة

Hasan Kurdi

وقفة تضامنية في إدلب باليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري

Hasan Kurdi

“فيلق المجد” يعلق على قضية أسيرة “الوحدات الكردية”

Hasan Kurdi

أصدر رئيس الائتلاف الوطني السوري، قراراً جديداً بتشكيل لجنة من أجل متابعة الخطوة الخطيرة التي قامت بها منظمة الشرطة الجنائية الدولية (Interpol) بإعادة فتح مكتبها لدى النظام المجرم. ويتضمن القرار تكليف اللجنة بالتواصل مع الإنتربول الدولي والوقوف على حيثيات هذه الخطوة الخطيرة وتبعاتها، إضافة إلى تقديم تقارير دورية أسبوعية إلى رئيس الائتلاف الوطني عن تطورات الملف. وضمت اللجنة كلاً من عضوي الهيئة السياسية نذير حكيم وعبد الباسط عبد اللطيف، ووزير الداخلية في الحكومة السورية المؤقتة محي الدين الهرموش، والعقيد المنشق محمد مفيد عنداني حيث كان رئيساً لمكتب الإنتربول في سورية عند انشقاقه عن النظام. وجاء قرار رئيس الائتلاف الوطني بعد إقدام الإنتربول على خطوته الغريبة في فتح مكتبه لدى النظام المجرم في سورية، الذي يقوده عصبة من أعتى مجرمي العالم، أولهم رأس النظام بشار الأسد ورؤساء الأجهزة الأمنية وقادة الجيش الذين قتلوا مئات آلاف المدنيين الأبرياء واستخدموا الأسلحة المحرمة وعلى رأسها السلاح الكيماوي، وهم الأجدر على الإطلاق أن يكونوا اليوم على قوائم المطلوبين الدوليين للإنتربول، لا أن يكون الإنتربول في أحضان هؤلاء القتلة. المصدر: الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري

Hasan Kurdi

8 إصابات بـ”كورونا” في الشمال المحرر وحصيلة حول تفشي الوباء بمدارس النظام

Hasan Kurdi

بظروف غامضة .. الأسد يواصل تصفية أذرعه من مجرمي الحرب بعد استخدامهم بقتل الشعب السوري

Hasan Kurdi