ذكر موقع “والاه” الإسرائيلي أن دولة الاحتلال تشن حربا سرية في جنوب سورية لمنع إيران و”حزب الله” من السيطرة على المنطقة. وفي تقرير نشره امس السبت، وأعده معلقه العسكري أمير بوحبوط، أشار الموقع إلى أن محافظتي درعا والقنيطرة شهدتا العام الماضي العشرات من الانفجارات الغامضة، التي استهدفت مخازن ووسائل قتالية، فسرتها وسائل الإعلام التابعة للنظام بأنها هجمات إسرائيلية.
واستدرك الموقع أن كثافة الهجمات التي تنسب إلى إسرائيل تدل، في المقابل، على مستوى التصميم الذي يظهره الإيرانيون و”حزب الله” على التمركز في المنطقة وتدشين قواعد عسكرية تسهم في تهديد العمق الاستراتيجي لإسرائيل.
ونقل “والاه” عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن “إيران وحزب الله عملا أخيرا على تغيير صورة تمركزهما في المنطقة لتقليص تأثير الغارات الإسرائيلية، من دون أن تتأثر دافعية الطرفين لمواصلة تنفيذ المخطط”.
وأوضح أن الحزب بات يعمل بشكل أكثر سرية وبعيدا عن الحدود، لكن بشكل يسمح له في المستقبل باستيعاب الآلاف من عناصر الحزب وعناصر “فيلق القدس” عند الحاجة، مشيرا إلى أن الحزب يعمل باستمرار على جمع المعلومات الاستخبارية حول تحركات الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وذكر التقرير أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أمير برعام قال، في لقاءات داخلية جمعته بقادة الكتائب التي تعمل في المنطقة، إن “حزب الله يريد تحويل جنوب سورية إلى نسخة من جنوب لبنان”، مشددا على أن إسرائيل لن تسمح له بتنفيذ المخطط. ولفت الموقع إلى أن شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” هي المسؤولة عن إعداد بنك الأهداف المرشحة للاستهداف في العمق السوري.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي عمد إلى الكشف عن تشكيل “حزب الله” “قيادة الجنوب” لتكون مسؤولة عن إدارة عملياته في منطقة جنوب سورية، وهو ما أحرج الروس الذين تعهدوا لإسرائيل بإبعاد إيران و”حزب الله” مسافة 80 كلم عن الحدود.
وحسب الموقع، فإن أشهر ضباط حزب الله العاملين في المنطقة هو علي عساف، الذي يوجه ويخطط عمليات الحزب في المنطقة. ولفت إلى أن إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله التزامه بالانتقام لمقتل أحد عناصر الحزب في سورية يجعل إسرائيل تتردد قبل الإقدام على اغتيال ضباط “حزب الله”، لا سيما القيادات الكبيرة، داخل المنطقة.
وأكد الموقع أن توجه الإدارة الجديدة في واشنطن للحفاظ على الوجود العسكري الأميركي، لا سيما في قاعدة “التنف” على الحدود السورية العراقية الأردنية، فيه مصلحة لإسرائيل، على اعتبار أن هذا الوجود يعزز الضغط على بشار الأسد وعلى الروس الذين يسمحون لإسرائيل بمواصلة عملياتها في سورية.
وحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية التي اقتبسها الموقع، فإن بشار الأسد، الذي “يتسول من أجل الحفاظ على استقرار نظامه ويخشى على حياته”، لن يسمح بأن يواصل كل من إيران و”حزب الله” تحركاته في الجنوب، ما جعله يرسل شقيقه ماهر، قائد الفرقة المدرعة الرابعة، إلى المنطقة. ووصفت المصادر العسكرية ماهر الأسد بـ”المريض نفسيا”، لأنه لم يتردد في إصدار الأوامر بإلقاء البراميل المتفجرة على التجمعات السكنية في المدن السورية.
العربي الجديد