أخر الأخبار

الأسباب والتداعيّات … أزمة مياه الشرب تخنق مدنيي الحسكة فمن المسؤول ….؟

تعيش محافظة الحسكة أزمة متفاقمة مع انقطاع مياه الشرب عن المدينة بشكل متواصل، وذلك بسبب قيام ميليشيات “قسد”، التي تسيطر على المنطقة شمال شرق البلاد، بقطع التيار الكهربائي اللازم لتشغيل المحطة الخاصة بتزويد المدينة بالمياه والواقعة في المناطق المحررة ضمن منطقة “نبع السلام”.

وأثارت الأزمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ردود متعاطفة مع المدنيين في المدينة الذين تحولوا إلى ورقة ضغط بيد الميليشيات الانفصالية مستغلةً خلق الأزمة فيما يخدم مصالحها الداخلية والخارجية، وتمثلت الأولى بالاستغلال المادي حيث تاجرت بمياه الشرب في المدينة، والثانية ضمن الرسائل الإعلامية التي أرادت إظهار نفسها بموقع الضحية، فيما تعد السبب الرئيسي للأزمة.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أنّ ميليشيات “قسد”، أقدمت على قطع التيار الكهربائي الذي يعد مصدره الأساسي من محطات التوليد الواقعة تحت سيطرتها، أبرزها محطة توليد “سد تشرين” وخط كهرباء آخر من محطة تحويل كهرباء “الدرباسية” عن منطقة “نبع السلام”، منذ تحريرها وحرمت بذلك سكان المنطقة من الكهرباء التي أسفر غيابها بطبيعة الحال عن قطع المياه عن المدنيين، الأمر الذي تجدد مع حرمان المنطقة من التيار اللازم لتشغيل محطة المياه منذ أيام.

فيما طالب ناشطون بوضع حد لممارسات “قسد”، والضغط عليها لإعادة التيار الكهربائي للمحطة الهامة لإعادة مياه الشرب لسكان المدينة القادمة بشكل رئيسي من محطة “علوك” الواقع في ريف “رأس العين” المحرر برغم التوصل بوقت سابق إلى اتفاقية تقضي بمنح الكهرباء لمنطقة “نبع السلام” مقابل الماء لمحافظة الحسكة شمال شرق البلاد.

بالمقابل لم تلتزم “قسد”، بالاتفاق المبرم حيث عمدت إلى توصيل كميات قليلة من التيار الكهربائي للمنطقة حيث وصلت قيمة التغذية وفق مصادر إلى 145 واط وهي غير كافية إذ تحتاج محطة “علوك” إلى توتر يبلغ 175 واط وما فوق لضمان استمرار عمل الآبار وضخ المياه لمحافظة الحسكة.

وبرزت تداعيات الأزمة مع ترويج إعلام “قسد” لروايتها الكاذبة، وتسعى بذلك إلى إلقاء اللوم على إدارة منطقة “نبع السلام” المحررة شمال شرق البلاد، واتهامها بقطع المياه عن محافظة الحسكة فيما تكمن أسباب الأزمة في ممارسات قسد التي تعمل على استغلال الأزمة الراهنة في تحقيق ما تسعى إليه مع معاناة سكان المحافظة الذين بلغ تعدادهم في عام 2011 نحو مليون و512 ألف نسمة.

وفي ظلَّ استغلالها للأزمة عملت ميليشيات “قسد”، على المتاجرة بمياه الشرب حيث تحضر المياه من الرقة وتقوم ببيعها في الحسكة بأسعار عالية، يضاف إلى ذلك زعمها تقديم مشاريع الهدف منها استجرار الدعم وسرقة الأموال حيث سبق أن قامت قسد بحفر عشرات الآبار ضمن محطة لضخ المياه في قرية “الحمة” تبين أنها غير صالحة للشرب ولا تخدم محافظة الحسكة، ضاربة عرض الحائط بكل تداعيات الأزمة لا سيّما مع تفشي وباء كورونا.

هذا وتسيطر “قسد” إلى جانب القوات الأمريكية على جزء كبير من حقول النفط السورية في منطقة شمال شرق سوريا، وتستغل هذه الحقول لتقوية نفوذها وسلطتها في مناطق سيطرتها، في وقت يعيش المدنيون هناك أوضاع إنسانية صعبة في ظل تحكم “قسد” وهيمنتها على كل شيئ، فيما تستغل الدعم العسكري والمالي المقدم لها في التضييق على المدنيين في مناطق نفوذها.

وتخضع محافظة الحسكة لسيطرة ميليشيات “قسد” الانفصالية ضمن ما تسميه بـ “الإدارة الذاتية” فيما يتواجد نظام الأسد في عدة مراكز ومباني ضمن ما يعرف بـ “المربع الأمني”، وسط المحافظة، وكان حرر الجيش الوطني السوري أجزاءً من ريفها الشمالي ضمن عملية “نبع السلام” التي أطلقها إلى جانب الجيش التركي في تشرين الأول أكتوبر 2019 الماضي.

 

شبكة شام الإخبارية

مقالات ذات صلة

ختام مشروع تركيب الأطراف الصناعية لمصابي الحرب في سوريا

Hasan Kurdi

ختام مميز لبطولة الجالية الرمضانية لكرة القدم

Hasan Kurdi

الحسكة.. حركة نزوح إثر قصف متبادل بين “قسد” والجيش الوطني

Hasan Kurdi

“قسد” والنظام السوري في ظلّ “قيصر”: الاعتماد على التهريب

Hasan Kurdi

معرض للآثار والمعالم السورية

Hasan Kurdi

الحوار الثوري السوري من زوايا الخلاف الضيقة إلى المشترك الرحب

Hasan Kurdi