أحمد الإبراهيم
1 يونيو 2020
قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن زعيم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني اعترف، للمرة الأولى، باسمه ولقبه واسم المنطقة التي ينتمي إليها، وذلك في اللقاء الذي جمعه أخيراً بمجموعة من الأهالي في قرية جوزف بمنطقة جبل الزاوية، الواقعة جنوبي إدلب، شمال غربي سورية.
وأوضحت المصادر التي فضلت عدم نشر هويتها لأسباب أمنية، أن الجولاني هو أحمد ابن الخبير الاقتصادي حسين علي الشرع، الذي ينحدر من منطقة فيق في الجولان السوري المحتل، وعائلته نازحة إلى مدينة دمشق، ولا صلة قربى بينه وبين عائلة الشرع التي تسكن محافظة درعا. وأضافت أن الجولاني أكد للحاضرين من أهالي جبل الزاوية أنه سيخرج قريباً في تسجيل مصور يتحدث فيه عن كل هذه التفاصيل، ولن يبقيها سراً.
ويعد الجولاني أحد أهم الشخصيات المصنفة على قوائم الإرهاب في سورية، إلى جانب قياديين في تنظيم “حراس الدين” المبايع لتنظيم “قاعدة الجهاد”، كما تصنّف الولايات المتحدة التنظيم الذي يرأسه على قوائم الإرهاب.
وفي الآونة الأخيرة زاد الجولاني من ظهوره الإعلامي، وبحسب ما نشرت وكالة “إباء” التابعة للهيئة، فإنه ظهر إعلامياً أخيراً ثماني مرات، حرص خلالها على الظهور إلى جانب المدنيين والمرضى، ووجهاء العشائر، بعيداً عن المظاهر العسكرية.
وتسعى الهيئة إلى طرح نفسها كجسم معتدل من أجل الوصول إلى تسويات تحافظ على وجودها في إدلب، وبخاصة أن معظم عناصرها من السوريين، ولا يمكن طردهم من سورية أو القضاء عليهم كما حصل مع تنظيم “داعش” الإرهابي.
وتحاول الهيئة، في الآونة الأخيرة، إبعاد القياديين والعناصر المتشددين عن الواجهة، وبخاصة الأجانب، كأبي اليقظان المصري وعبد الله المحيسني السعودي، كما اغتالت آخرين ونسبت العمليات لمجهولين.
وتسيطر الهيئة على مدينة إدلب وأجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية، وتحكم سيطرتها على المنطقة من خلال ما تسمى بـ”حكومة الإنقاذ” التي تفرض إتاوات على السكان، وتتحكم بمعظم مفاصل الحياة، والمعابر ومؤسسات الكهرباء والمياه والاتصالات والمخابز.
ويعتبر أهالي إدلب، والنازحون منهم على وجه الخصوص، أن الهيئة هي السبب وراء تشريدهم عن منازلهم وقراهم، لاتخاذ وجودها ذريعة من قبل النظام والروس والإيرانيين لمهاجمة “منطقة خفض التصعيد”، ما أدى إلى قضم مساحات واسعة، تضمّ مدناً وقرى عديدة جنوبي وشرق إدلب، من قبل النظام خلال المعارك الأخيرة، التي أدت إلى نزوح مليون و700 ألف مدني إلى مناطق شمال إدلب الحدودية مع تركيا.
وتُتهم الهيئة بالتهاون خلال التصدي لقوات النظام، على الرغم من ترسانتها العسكرية الكبيرة، ما أدى إلى سقوط دراماتيكي وسهل لكثير من القرى والمدن، إذ تصدت الفصائل الأخرى للهجمات وسط تراخي الهيئة، التي كانت قد استولت على السلاح الثقيل لتلك الفصائل في معارك للسيطرة والنفوذ، في حين لم تكشف عنه في المعارك مع النظام.
المصدر : العربي الجديد