السفير الحراكي‬⁩ للشرق القطرية: دعم ⁧‫قطري‬⁩ لمنع وصول الوباء ⁧للسوريين‬⁩ في المناطق المحررة والمخيمات

أشاد سعادة السفير نزار الحراكي سفير الجمهورية العربية السورية لدى الدوحة بخطوات دولة قطر لمواجهة انتشار وباء كورونا.

وقال سعادته في حوار مع الشرق إن تدرج قطر في فرض إجراءاتها الاحترازية منتهى الحكمة ونجحت إلى حد كبير في الحد من انتشار الوباء. ولفت إلى التعاون مع دولة قطر لمنع وصول الفيروس للسوريين في المناطق المحررة والمخيمات.

وحذر سعادته من أن كورونا تحول إلى سلاح جديد بيد الأسد لطمس جريمته وليزيد في قتل الشعب السوري، مؤكدا أن لدى المعارضة السورية دلائل على إدخال الأسد عناصر مصابة بالكورونا إلى المعتقلات والسجون.

واتخذت السفارات في دولة قطر إجراءاتها الاحترازية لمواجهة انتشار وباء كورونا ويواكب رؤساء البعثات الدبلوماسية في الدوحة الإجراءات التي تتخذها دولة قطر لمنع انتشار الوباء.

وحول تعامل السفارة السورية مع الجائحة، قال سعادة السفير نزار الحراكي: نحن نتابع أخبار كورونا كما العالم كله من خلال مقرات الإقامة وفي البداية كنا نتابع الأخبار باهتمام وقلق زائدين ولكن بطول المدة اصبح القلق أقل وربما السبب في ذلك هو الاهتمام العالمي كان منصبا على الأرقام وهناك تباين في تلك الأرقام وفي الأسباب وطرق الوقاية والعلاج وسمعنا وجهات نظر كثيرة وأشياء فيها مبالغة وعدم اهتمام من بعض الدول ولذلك لاحظنا انتشارا سريعا في بعض الدول وعدم التعامل مع الحدث كما كان لبعض الدول كارثيا وقد خف الاهتمام ولكنه لم ينقطع.

وأضاف: نحن ندير العمل من خلال مقر الإقامة وجزئيا من خلال الدوام في السفارة حيث تم تقليص عدد الموظفين في فترة الدوام إلى الربع وعدد ساعات الدوام إلى اربع ساعات، وعدد الأيام إلى ثلاثة أيام في الأسبوع حيث تفتح السفارة أبوابها أيام الأخذ والثلاثاء والخميس، ولاحظنا وجود انخفاض في عدد المراجعين بشكل كبير جدا وهذا يدل على التزام الناس في بيوتها وعدم الخروج خصوصا وان اغلب الدوائر الحكومية مغلقة ومن هنا يمكن تأجيل أي طلب من السفارة.
أضاف: عدا عن ذلك أقوم بعملي من خلال مقر الإقامة ومن خلال الوسائل المتاحة إما بواسطة الإيميل أو بوسائل التواصل الاجتماعي “الواتس آب”، وكل يوم لدينا اجتماع إلكتروني يتم داخل دولة قطر أو خارج الدولة لمتابعة الملفات المهمة.

حظر اختياري
* وحول المواقف التي تعرض لها سعادة السفير خلال بداية الأزمة، يعلق السفير الحراكي قائلا: في بداية الأزمة كنت في الدوام ومررت لشراء بعض الأغراض وعدت إلى البيت فشعرت بوعكة صحية وتواصلت مع احد الأطباء وطمأنني أن الأمور بخير ولكني التزمت بيتي وغرفتي كحظر اختياري حتى أتأكد من العوارض وبحمد الله تجاوزت المحنة وكانت بالنسبة لي أمزا مقلقا خاصة وأن لدي بعض الإشكاليات في أمراض القلب وفي نفس الوقت خفت على أسرتي وأولادي، ولكن الحمد لله مرت سليمة وكانت عارضة بدون أي تبعات نهائيا بفضل الله ونحن ملتزمون بالبقاء في البيت ولا أحد يخرج مطلقا من العائلة وما نحتاجه نطلبه وإذا اضطررنا نتجه إلى اقرب مجمع استهلاكي للبيت لشراء ما نحتاجه وغير ذلك لا يوجد أي تحرك مطلقا.
أضاف: أنا اعتقد أن البقاء في البيت هو السبيل الأنجع لمحاصرة هذا الفيروس بشكل مباشر.

نشر الوعي
* وحول دوام موظفي السفارة أوضح السفير الحراكي: نحن قمنا بالإجراءات الاحترازية منذ الأيام الأولى لظهور الفيروس. وأحضرنا كمامات وكفوفا ومعقمات ووضعنا لوائح تحذيرية وأقمنا ندوة في السفارة قبل انتشار الفيروس للجالية السورية للتعريف بمرض كورونا ومحاذيره وطرق الحماية منه وحضر عدد لا بأس فيه من الجالية وكان ذلك قبل بداية تفعيل الإجراءات الاحترازية وحظر التجمعات واشتركنا مع الرابطة الطبية السورية ومجلس الجالية لنشر الوعي وتشكيل خلية أزمة للطوارئ ودعونا أبناء الجالية السورية بدولة قطر للتطوع من اجل المشاركة في وقف هذه الجائحة، والحقيقة أن كل الخطوات التي تمت كانت خطوات إيجابية وشعر الجميع بضرورة رد الجميل لدولة قطر بلدنا الثاني، فهذه المشاركة كانت مشاركة واسعة من قبل أبناء الجالية السورية إما عن طريق الصفحات والمواقع الإلكترونية أو مواقع الجالية أو من خلال المجموعات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي وساهمت إلى حد كبير في رفع مستوى الوعي والالتزام بالقوانين التي أصدرتها الجهات المعنية في دولة قطر.

إجراءات مقدرة
* وفي ما يتعلق بالإجراءات التي قامت بها دولة قطر لمواجهة وباء كورونا، قال سعادة السفير نزار الحراكي إن تلك الإجراءات مقدرة وجاءت بشكل تسلسلي حتى لا يكون هناك نوع من الضرر وهذا منتهى الحكمة فقطر مشت بشكل تدرجي في الإجراءات ونجحت إلى حد كبير في الحد من الانتشار الكبير للوباء والذي وصل في بعض البلدان إلى حالة كارثية. وهناك آراء لدى البعض كانت تطالب بفرض الحظر الكلي أو حظر جزئي بدل أن يترك هذا الخيار للناس حيث حدثت بعض المخالفات من بعض الجاليات الكبيرة نتيجة عدم فهم النصائح ولذلك هذا الأمر كان مصدر قلق ولكن دولة قطر سارعت بعمليات الحد من التجمعات وهذا أمر طيب.

500 طرد غذائي
* وأكد السفير الحراكي وجود تعاون قائم ومستمر بين السفارة ووزارة الخارجية مضيفا: منذ فترة تمت مخاطبتنا من قبل جمعية قطر الخيرية عن طريق وزارة الخارجية وتم تسليمنا حوالي 500 طرد غذائي تم توزيعها على الأسر المتعففة من أبناء الجالية، وهذا المشروع تشكر عليه دولة قطر وجمعية قطر الخيرية التي قامت بتنفيذ هذا المشروع عن طريق السفارة السورية، وتم استلام الكميات بوجود رئيس مجلس الجالية السورية وبعض المتطوعين وتم تسليمها للأسر المتعففة من أبناء الجالية السورية وهي مبادرة مشكورة لمساعدة بعض الناس.

سلاح جديد للنظام
و
حول تعامل سوريا مع وباء كورونا، لفت سعادة السفير إلى أن سوريا اليوم قسمان، قسم تحت النظام المجرم وللأسف الشديد فإن النظام لم يعلن عن الأعداد الحقيقية للإصابة حتى انه تأخر في الإعلان عن أول حالة أصيبت بفيروس كورونا وأصدرت منظمة الصحة العالمية تعنيفا للنظام بأنه غير صادق ولا يتعاون مع المنظمة في الكشف عن الأعداد الحقيقية للمصابين ورأينا تسريبا من صور ومقاطع حول الإجرام الأسدي في التعامل مع هذا الوباء.

وقال إن هذا النظام لا يأبه بالشعب السوري وكان يقتل الناس بكل الوسائل بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والطائرات والقصف وإغراق الناس وتهجيرهم وتجويعهم، ولذلك فمرض كورونا بالنسبة له سلاح جديد ومهم ليزيد في قتل الناس. مع محاولة منه للمجتمع الدولي من أجل رفع الحظر عنه.

وأضاف نحن لا نطالب بالحظر على الشعب السوري ولكن على حكومة النظام ومعاونيه وحلفائه ومن يدفع الثمن حقيقة هو الشعب السوري.

طمس الحقيقة
* وأضاف السفير الحراكي انه لدينا معلومات بأنه تم إدخال عناصر مصابة بالكورونا إلى المعتقلات، وهذه رسالة خطيرة جدا أوصلها للعالم فإن إدخال هؤلاء إلى المعتقلات الغاية منه طمس الحقيقة والأرقام المرعبة التي لدينا حول المعتقلين في السجون السورية والذين لا يعرف مصيرهم مطلقا، والنظام لديه اليوم حجة لطمس الأرقام وطمس معالم جريمته عن طريق القول فيما بعد بإخراج تقارير بأن هؤلاء ماتوا نتيجة كورونا ونتيجة تخلي المجتمع الدولي عن مسؤوليته تجاه تقديم المساعدة للشعب السوري، وهذا أسلوب قذر من النظام ومعروف بالنسبة لنا ولا يمكن أن نصدقه، ولدينا ما يثبت انه يحاول إدخال الفيروس إلى السجون والمعتقلات لطمس الأرقام الحقيقية للضحايا الذين قتلوا تحت التعذيب منذ سنوات طويلة ولا يستطيع اليوم أن يطلق أرقاما حول مصير هؤلاء وأين أصبحوا.

خطر التجمعات
* وحول انتشار الفيروس في المناطق المحررة قال سعادة السفير نزار الحراكي إن الوضع مأساوي أيضا فالحكومة السورية المؤقتة التي تتبع الائتلاف الوطني السوري تحاول تقديم مساعدة لكن لا تملكها ونحن تواصلنا مع الجهات الدولية ومنظمة الصحة العالمية من أجل الحصول على المساعدات الممكنة لتوخي الحذر ومنع تفشي وباء كورونا في المخيمات، والنظام الصحي أصلا في تلك المناطق في أدنى مستوياته للأسف الشديد بسبب الفقر وبسبب تجمع الناس في مناطق بعيدة عن النظام وقصفه وهؤلاء الناس يعيشون في ظروف صحية واجتماعية قاسية جدا من حيث الإمكانيات.

وقال نحن قدمنا مشروعا لدولة قطر ووزارة الخارجية وصندوق قطر للتنمية من اجل دعم مشاريع خاصة بوزارة الصحة للحيلولة دون وصول المرض إلى أبناء الشعب السوري في مناطق شمال سوريا والمخيمات ونأمل أن يكون هناك تعاون في هذا المجال معربا في ختام حديثه عن شكره وتقديره لمواقف دولة قطر الداعمة والدائمة للشعب السوري.

 

الشرق القطرية