نقل موقع موالي لنظام الأسد عن مصادر وصفها بأنها خاصة في إدارة الهجرة والجوازات، تفيد بإصدار ما يقارب 720 ألف جواز سفر خلال 2021، رغم توقّف إصداراته المتكررة والطويلة، وعلق “عمار يوسف”، الخبير الاقتصادي داعم للنظام بأن أغلبية هذه الجوازات كانت لفئة الشباب من الذكور.
وقال المصدر ذاته إن مديرية الهجرة والجوازات وفروعها في المحافظات، كانت على قائمة الأماكن الأكثر زيارة من قبل السوريين خلال العام الماضي وبداية هذا العام شغلت مشكلة الحصول على جواز السفر بال الكثيرين منهم.
ونوه إلى وجود تكتّم على أعداد المسافرين، حيث كشف عن محاولات عدّة للحصول على رقم دقيق ورسمي ومن مصادره الرسمية، للسوريين الحاصلين على جواز سفر خلال 2021، والأعداد الحقيقية التي غادرت البلاد، بالإضافة إلى أهم الوجهات التي هاجر إليها السوريون، دون أي تجاوب.
وذكر نقلا عن مصادر في شركات الطيران السورية (السورية للطيران- أجنحة الشام) ومكاتب السفر التي تواصل الموقع معها أن الوجهة الأبرز بالنسبة للمسافرين السوريين كانت إلى دول الخليج العربي، وعلى وجه الخصوص الإمارات.
وأكد أن الحصول على الجواز رحلة مضنية، وكعادتها كانت الوعود الحكومية غير دقيقة، سواء لناحية توقيت إصدار جواز السفر والمواعيد التي أعلنتها وأجّلتها مراراً وتكراراً، أو حتى حيال “الحلّ السحري” الذي أعلنته حول جواز السفر المستعجل مقابل 100 ألف ليرة، ليفاجأ المواطنون بأن دفع 100 ألف لم يمنع انتظارهم لأيام وأسابيع.
وصرح “عمار يوسف”، الخبير الاقتصادي الداعم للأسد بأن هدف الهجرة تغير بالفعل خلال العامين الأخيرين عن مساره في السنوات السابقة من عمر الأزمة، حيث “كان الهدف في الأعوام الأولى خوفاً وهرباً من الأحداث الأمنية والعسكرية في العديد من المناطق السورية، في حين انتقل وضع السفر خلال العام الماضي إلى مكان آخر، وتحوّل حلم الهجرة إلى رغبة تغيير الوضع المعيشي والأسري”.
واعتبر “يوسف” أن وضع المسافرين العائلي اختلف فكانت الهجرة خلال بداية 2011 تتمّ عبر سفر عائلات بأكملها، في حين اختلف الوضع حالياً، ما يجري اليوم هو سفر فئة الشباب على وجه الخصوص، وبالتالي تحوّل المجتمع إلى طفولي وكهولي ونسائي.
ولفت إلى وجود فئة مهمّة تسعى إلى السفر خارج البلاد، وهي فئة رجال الأعمال ورؤوس الأموال وأصحاب المهن، والتي تعمل على بيع كل ممتلكاتها في البلاد من أجل تأسيس عمل جديد في الخارج يؤمّن فرصة عمل أفضل عبر ميزات حقيقية وتسهيلات أكبر.
وقال الخبير الاقتصادي الموالي لنظام الأسد، إنّ الحكومة “تغضّ الطرف” عن مسألة بيع الممتلكات والتي تعد من أخطر ما جرى خلال سنوات الأزمة، كونه يعني عدم العودة مجدداً وأن هذه الفئة من السوريين “أحرقت حتى مراكب العودة”.
وكانت حذرت العديد من الشخصيات المقربة من نظام الأسد من الهجرة المتزايدة للسوريين من مناطق سيطرة النظام، وذلك مع تفاقم الظاهرة التي باتت الحديث الشاغل عبر الصفحات الموالية لنظام الأسد.
وتجدر الإشارة إلى أن مناطق سيطرة النظام تشهد حالات متكررة للهجرة بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية وتنشر صفحات موالية صورا ومشاهد من الازدحام أمام مراكز إصدار وثائق السفر وتظهر اصطفاف العشرات بدوافع الهجرة من مناطق سيطرة النظام، ووعد وزير داخلية الأسد بانفراج قريب لأزمة استصدار جوازات السفر المستعجلة والعادية مؤخرا.
شبكة شام الإخبارية