تشهد مدينة السوبداء ترقبا حذرا على إثر مقتل قائد مجموعة مسلحة من مدينة شهبا بعد اشتباك مع قوات الأسد صباح اليوم، وسط دعوات للانتقام.
وقال موقع “السويداء 24” إن قوات الأسد دفعت بتعزيزات أمنية في مدخل مدينة السويداء الشمالي، ودوريات في الطرقات المُحيطة بمبنى المحافظة، وأخرى عند دواري الباسل والعنقود. وتمترس قناصون على سطوح أبنية قيد الإنشاء.
وأضاف المصدر أن الدوريات بدأت بتفتيش هويات من يستقلون سيارات مظللة النوافذ، وأن الملفت للانتباه، كان تعزيز حاجز مدينة شهبا، على طريق “دمشق-السويداء”، بدبابة وعناصر من الفرقة 15.
ويعود سبب التوتر والاشتباك الصباحي إلى اعتقال قوات الأسد للشاب “نورس ابو زين الدين”، في دمشق، إذ تقول عائلة الشاب إن الاعتقال يأتي على خلفية مشاركته في مظاهرات سلمية مطلبية، وهناك صور توثق مشاركته فيها، بينما يدعي النظام أن بحق الشاب مذكرات بحث وادعاءات شخصية.
كما تسببت الاشتباكات بإصابة ثلاثة مسلحين محليين، بالإضافة لإصابة عنصر من قوات الأسد بجروح.
وتابع الموقع: مع ذلك، لا يبدو أن الادعاءات الشخصية ومذكرات البحث هي السبب وراء اعتقال “أبو زين الدين”، فالأمر لم يكن صدفة ولا عبر ضابطة شرطية، بل عبر قوة من المخابرات الجوية كانت تترصد به، هذا الاعتقال المقصود دفع ببعض رفاق أبو زين الدين، ممن ينتمون لمجموعة محلية مسلحة موالية لشعبة المخابرات العسكرية، إلى قطع طريق السويداء-دمشق صباح اليوم، ومحاولة خطف عناصر أمن لمبادلتهم مع أبو زين الدين. وإن كان ذلك الأسلوب قد نجح سابقاً في إطلاق سراح كثير من المعتقلين من أبناء المحافظة، فإن ما جرى اليوم يبدو تغييراً في قواعد اللعبة من قبل أحد أطراف النظام”.
وأردف: إذ أنه ومنذ اجتماع اللجنة الأمنية في الشهر الماضي، ظهرت بوادر مرحلة جديدة في السويداء: عززت قوى الأمن الداخلي تواجدها بحوالي 150 عنصراً من المهام الخاصة وحفظ النظام ممن تم استقدامهم من دمشق، كما سحبت الفرقة 15 معظم قواتها من محافظة درعا وأعادتها إلى ثكناتها في السويداء. واتخذت قوات الأمن قرارات غير مسبوقة، على الأقل منذ العام 2014، بالتدخل المباشر في الحوادث الأمنية. وهذا، ما اتضح في حادثتين سابقتين وقعتا قبل أسابيع قليلة في مشفى السويداء الوطني، وأسفرت عن اشتباكات مع فصائل محلية.
وأكد الموقع أنه مع اعتقال “أبو زين الدين”، فإن الأمور بدأت بالاتضاح أكثر، مشيرا إلى أن هناك اتجاه واضح لدى “وزارة الداخلية”، وقواتها على الأرض، وربما معهم المخابرات الجوية، بوقف التعاطي “السلس” السابق مع أبناء محافظة السويداء. في الوقت الذي تحاول المجموعات المحلية التابعة للمخابرات العسكرية رفض هذا التغيير في قواعد اللعب من طرف واحد. ولذا، يسيطر الغموض على المشهد، والذي ربما يعكس في طياته صراعاً تخوضه أجهزة النظام الأمنية فيما بينها على مناطق النفوذ.
شبكة شام الإخبارية