صعّد تنظيم “داعش” الإرهابي من عملياته ضد قوات النظام السوري و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، ووصل نشاطه، امس الأحد، إلى مطار تدمر العسكري الواقع تحت السيطرة الروسية، فيما تواصل “قسد” حملات الاعتقال بحق المدنيين في محافظة الرقة.
وذكر الناشط محمد التدمري، لـ”العربي الجديد”، أن عناصر التنظيم شنوا، صباح اليوم الأحد، هجوماً على مواقع مليشيا “لواء القدس” في بادية المسرب جنوب غربيّ محافظة دير الزور.
وأضافت أن الهجوم تزامن مع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسط قصف مدفعي وصاروخي للنظام والمليشيات استهدف مواقع خلايا التنظيم، ما أوقع قتلى في صفوف الجانبين.
وشهد مطار تدمر العسكري حالة استنفار في صفوف القوات الروسية التي تسيطر عليه بعد قصف بالهاون طاول أسواره. وذكرت شبكة “عين الفرات” المحلية أن قذيفة هاون سقطت على السور الجنوبي للمطار، دون أن تتبنى أية جهة عملية الاستهداف التي سبّبت أضراراً مادية، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يُقصَف فيها المطار منذ السيطرة على مدينة تدمر قبل سنوات.
وفي السياق، ذكرت صفحات موالية للنظام على “فيسبوك”، أن الضابط التابع لقوات النظام حسن عاصف بيك عُثر عليه مقتولاً على الباب القبلي لمدينة تدمر، بعد أن رُبط بأربع سيارات وتم تقطيعه لأربعة أوصال. وينحدر عاصف بيك من مدينة جبلة، ووقع في الأسر أول أمس مع سائقه ومرافقه بكمين في بادية حمص على يد مسلحين يُعتقد أنهم من خلايا تنظيم “داعش”.
وكانت مناطق البادية السورية قد شهدت، أمس، اشتباكات بين مليشيات “الدفاع الوطني” والمليشيات الإيرانية من جهة، وخلايا تنظيم “داعش” من جهة أخرى، حيث شنّ التنظيم هجوماً على مفرق الخراطة وحقل الغاز غرب دير الزور، ما أدى إلى خسائر غير محددة في صفوف المليشيات.
إلى ذلك، تبنى تنظيم “داعش”، أمس، عبر وكالات إعلامية تابعة له، الهجمات التي استهدفت مواقع قوات “قسد” في منطقة البصيرة بريف دير الزور الغربي، مستخدماً القذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة.
“قسد” تعتقل نازحين في الرقة
من جهة أخرى، اعتقلت قوات “قسد”، اليوم الأحد، عدداً من النازحين شماليّ محافظة الرقة، بحجة تخطيطهم لتنفيذ احتجاجات ضدها.
وذكرت شبكة “نداء الفرات” المحلية إن دورية لجهاز الأمن العام، التابع لقسد، اعتقلت أربعة نازحين من دير الزور يقيمون في ريف الرقة الشمالي بطريقة تعسفية.
وأضافت أن “قسد” شنت حملة مداهمات في قرية تل السمن شماليّ الرقة واعتقلت شباناً نازحين من دير الزور بتهمة التنسيق للخروج بتظاهرات ضد قرارات إدارة قسد في مدينة الرقة وريفها، مشيرة إلى أن المعتقلين نقلوا نحو مركز الاعتقال الخاص في سجن الأحداث في شارع القطار وسط المدينة، فيما فُرض طوق أمني في محيط قرية تل السمن.
وذكرت شبكات محلية على فيسبوك، منها صفحة (الرقة تذبح بصمت) أن الشاب حسن البكري أبو إبراهيم قُتِل برصاص أحد عناصر قسد في أثناء مروره مع زوجته على حاجز مفرق الجزرة غرب مدينة الرقة.
وأوضحت أن عنصراً من المليشيا حاول التحرش بزوجة الشاب حسن التي كانت برفقته، ليتطور الأمر إلى مشادّة كلامية بين الشاب والعنصر الذي بادر إلى إطلاق الرصاص تجاه الشاب، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وعقب ذلك، دعا ناشطون إلى تظاهرات شعبية في مدينة الرقة للمطالبة بمحاسبة العنصر القاتل ووقف الانتهاكات المتكررة من المليشيا تجاه المدنيين من أعمال القتل والتحرش بالنساء والاعتقالات المتكررة.
قصف متبادل في إدلب
وفي شمال غرب البلاد، قصفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الأحد، قرى وبلدات الفطيرة وبينين وفليفل بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي. كذلك قصفت قوات النظام بشكل مكثف بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي، بينما قصفت فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين” مواقع لقوات النظام على محور كفربطيخ بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وكانت قد جرت الليلة الماضية اشتباكات بالرشاشات الثقيلة بين الجانبين على محور ميزناز بريف حلب الغربي، فيما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة، محيط قرية معارة النعسان بريف إدلب، وكفرنوران وأورم الكبرى غرب حلب، فيما استهدفت الفصائل بقذائف الهاون مواقع قوات النظام على محوري خربة جدرايا وقرية ميزناز غرب حلب. كذلك قتل، أمس، 3 أشخاص بينهم امرأة، جراء قصف جوي من جانب الطيران الحربي الروسي على محيط بلدة الجديدة في ريف إدلب الغربي.
“الفرقة الرابعة” تفكك حواجزها في بلدة الديرخبية
وفي ريف دمشق، ذكرت “شبكة صوت العاصمة” أن الفرقة الرابعة سحبت، أمس الأول الجمعة، أحد أبرز حواجزها العسكرية المتمركزة في بلدة الديرخبية في ريف دمشق الغربي، حيث فُكِّك حاجز الدوار وسط البلدة، بالقرب من عقدة الطرق المؤدية إلى بلدة زاكية ومخيم خان الشيح، بشكل نهائي، بما فيه من سواتر ترابية ودشم عسكرية وحواجز إسمنتية.
وفي جنوب البلاد، أعلن النظام السوري ضبط كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون ومادة الحشيش المخدر على الحدود السورية الأردنية كانت معدة للتهريب إلى الخارج.
ونقلت وكالة “سانا”، التابعة للنظام، عن مصدر في “الجهات المختصة” قوله إنه “من خلال المتابعة الدقيقة قمنا بمصادرة عشرات الكيلوغرامات من مادة الحشيش المخدر مع مئات آلاف حبوب الكبتاغون المخدر كانت معدة للتهريب إلى خارج سورية عبر الحدود السورية الأردنية في المنطقة الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء” مشيراً إلى إيقاف بعض المهربين، ويجري العمل على متابعة آخرين لتوقيفهم.
وتأتي إزالة الحاجز بعد أيام على إزالة حاجزي الشيّاح الواقع على الطريق الواصل بين منطقتي زاكية وخان الشيح، وحاجز الديوان على الطريق الواصل بين منطقتي الديرخبية وخان الشيح، بناءً على اتفاق يقضي بتسليم المنطقة للأمن العسكري، وفق الموقع.
ضبط مخدرات في درعا
وهذه من المرات النادرة التي يعلن فيها النظام إحباط عمليات تهريب مخدرات جنوبيّ سورية باتجاه الأردن، فيما أعلن الجانب الأردني إحباط تسع عمليات تهريب مخدرات على معبر جابر الحدودي مع سورية خلال شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ وأيلول الماضيين، وضبط نحو خمسة ملايين حبة كبتاغون مخدرة، و16 كيلوغراماً من مادة الكريستال المخدر، خلال هذين الشهرين.
العربي الجديد