أزمة المياه تتفاقم في السويداء والنظام عاجز عن إيجاد حلول

تتفاقم أزمة مياه الشرب في محافظة السويداء جنوبي سورية، على الرغم من قرب فصل الشتاء وتراجع معدلات استهلاك المياه بشكل طبيعي، ما يضطر الأهالي إلى شراء صهاريج المياه شهريا لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم، في حين تقف مؤسسة المياه الحكومية عاجزة عن إنهاء الأزمة بالتزامن مع تناقل أخبار الفساد المستشري داخلها.
وقال معتز الحلبي، من سكان مدينة السويداء، لـ”العربي الجديد”: “أعيش في حي النهضة بالقسم الشرقي من المدينة، والمياه لا تأتينا بشكل دوري، وعندما تأتي غالبا ما تكون ضعيفة، والحل الوحيد هو شراء صهاريج المياه، وعادة ما نحتاج إلى 30 برميلا في الشهر لعائلتي المكونة من أربعة أفراد”.
وقالت نسرين وقية لـ”العربي الجديد”، إن “توفير المياه بات هما يوميا، وقد تخلينا عن زراعة نباتات الزينة في المنزل، وحددنا للاستحمام يوما واحدا في الأسبوع، وبأقل كمية مياه ممكنة، والمدينة وضعها أفضل من القرى التي يعاني بعضها من انقطاع المياه لأشهر، وبات كل ما نريده أن تأتي مرة في الأسبوع بشكل منتظم، وتكون غزارتها كافية لملء الخزانات”.
ويؤكد الناشط أبو جمال، لـ”العربي الجديد”، أن “أهالي السويداء يعانون من أزمة المياه منذ سنوات، وكانوا في ما سبق يعتمدون على السدود السطحية في تأمين مياه الشرب والغسيل، لذلك نادرا ما تجد منزلا لا يوجد به خزان أرضي، إضافة إلى الخزان الذي يوضع على الأسطح، وتتراوح سعة تلك الخزانات بين 25 برميلا و300 برميل، والمشكلة معروفة، ومن أسبابها تعطل المضخات التي تسحب الماء من الآبار بسبب تقطع التيار الكهربائي، إضافة إلى الأنواع الرديئة المستخدمة من المضخات، والحل هو مد كابلات كهربائية تضمن عدم انقطاع الكهرباء عن الآبار، واستبدال المضخات الرديئة بأنواع أفضل”

وأوضح أن “مؤسسة المياه تتحجج بعدم وجود ميزانية كافية، ولكن السبب الحقيقي هو الفساد، فكلما تعطلت مضخة ينفق مبلغ كبير على إصلاحها، ولا يعرف لماذا لا توجد في السويداء ورشة إصلاح، كما أن الأزمة فتحت سوق بيع المياه عبر صهاريج البلديات، وعبر مناهل الدولة، وغالبية المواطنين مضطرون لشراء مياه الصهاريج التي ينبغي أن تكون مجانية”.
ونفذ عشرات من الأهالي اعتصاما منتصف شهر أغسطس/أب الماضي، أمام مقر مؤسسة المياه في السويداء، إلا أن الاعتصام لم يؤدِّ إلى تحسن واقع المياه المتردي في المحافظة.

العربي الجديد