قال الدكتور بلال تركية القائم بالأعمال لدى السفارة السورية في دولة قطر خلال تصريحه حول الخطاب الذي ألقاء سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في افتتاح الدورة الــ50 لمجلس الشورى القطري:
بداية أود أن اقدم أحر التهاني والتبريكات لدولة قطر الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً بهذه التجربة الديمقراطية المميزة، التي تليق باسم دولة قطر وشعبها، والتي كللت بالنجاح وهي المرة الأولى من نوعها والتي يتم فيها اختيار مجلس شورى منتخب بثلثي أعضائه من قبل الشعب، على الرغم من بعض العقبات الطفيفة التي التي واجهت العملية كونها التجربة الأولى، لكن سرعان ماتمكن الشعب القطري من تخطيها وانجاحها بشكل راقٍ وايجابي.
ويأتي اليوم خطاب سمو الأمير في انعقاد الدورة ال50 لمجلس الشورى متوجاً لهذا النجاح، حيث تحدث سموه بشكل مفصل عن أهم القضايا الداخلية للدولة، ومدى تأثيرها وانعكاسها على المواطن القطري، في خطاب أخوي يلامس قلوب كل من يعيش على أرض دولة قطر، بعيداً عن التكلف والرسمية الخطابية، وتطرق لكافة القضايا التي تهم المواطن وكل من يعيش على أرض دولة قطر، بالإضافة إلى ماشهدته قطر من انجازات على كافة الصعد، الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية، والأمن الغذائي، وغيرها من القضايا الداخلية الهامة.
كما أكد سموه على المضي في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، وإعداد الاستراتيجية الوطنية الثالثة، وتحديد الأولويات في ضوء الاحتياجات الملحة للدولة، ودعى جميع الجهات المعنية لإعداد استراتيجياتها القطاعية بالاستفادة من المرحلة السابقة بإخفاقاتها ونجاحاتها.
ومن اللافت للنظر، الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر ممثلة بسمو الأمير بالتنمية البشرية والإنسان من خلال وصفه له بالثروة الحقيقية لأي بلـد، فلا يمكن فصل أية رؤية أو استراتيجية وطنية عن هذه القضية، دون التطرق بكل جدية إلى قضايا قيمية متعلقة بالهوية والانتماء، وشعور المواطن بواجباته ومسؤولياته تجاه أسرته وجيرانه والمؤسسة التي يعمل فيها والمجتمع بشكل عـام .
ويتضح جلياً من خلال ماجاء في كلمة سموه اليوم، التأكيد على القيم الأخلاقية والإنسانية الكريمة التي يتمتع بها الشعب القطري والتي تتضح نتائجها ايجاباً على دولة قطر داخلياً وخارجياً، من خلال مواقف قطر الإنسانية الثابتة والراسخة تجاه الشعوب المضهدة، والوقوف بجانب قضاياها المحقة ودعمها بكافة اشكال الدعم الإنساني والإغاثي على رأسها القضية السورية.
أيضاُ، فعلى صعيد السياسات الخارجية، فقد شدد سموه أن قطر ستظل دولة مؤمنة بالسلم والحوار دائماً، والبعد عن العنف، ولكنها قادرة على الدفاع عن نفسها، إلى جانب مجتمع ذي مستوًى معيشي مرتفع، ولكنه أيضاً مجتمع متميز بأخلاقه وقيمه الأصيلة، مع التطلع كذلك إلى سياسة خارجية تسهم في الحفاظ على هذا كله وتنميته، وتتناسب أيضاً مع حجم قطر وموقعها الجغرافي وثروتها .
كما أنه ثمة تكامل بين تحول قطر إلى فضاء لتشجيع العلم والمعرفة والثقافة وإنتاجها وتشجيع الرياضة وغيرها، ومركز للحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية، وبين نوع السياسة الخارجية الذي أتحدث عنه.
ختاماً نتمنى لهذه التجربة الديمقراطية بزيها القطري أن تكون ناجحة بكافة المقاييس وأن تنعكس خيراً ورفاهاً على عموم الشعب القطري بكافة أطيافه، وأن يديم الله عليهم نعمة الأمن والأمان في ظل قيادتهم الرشيدة.
المكتب الإعلامي للسفارة السورية – الدوحة