سوريون يحتجون ضد فصل طبيب في مشفى مارع بقرار من رئيس الأطباء التركي

أثار قرار فصل طبيب سوري في مشفى مدينة مارع، شمالي حلب، من قبل رئيس الأطباء التركي في المشفى، انتقادات وغضباً واسعاً، تُرجم اليوم الأحد، بمظاهرة أمام المشفى لإعادة الطبيب، عثمان حجاوي، إلى عمله.

وقال الطبيب عثمان حجاوي، في تصريح لـ”العربي الجديد” إنّ قرار فصله صدر عن “رئيس الأطباء التركي” الذي عيّنته ولاية كلس، وأوضح أنّ السبب الحقيقي للأمر هو وقوفه إلى جانب زميله الطبيب رافي العلوان، الذي تعرّض للإهانة من قبل الممرّض التركي علي رضا، الذي يعمل في المشفى ذاته، حيث كان له سابقة في توجيه الإساءات لكامل الكادر الطبي.

ويحمل قرار الفصل توقيع رئيس الأطباء التركي، إيرول تيكشي، Erol Tekçe في المشفى وإدارة المشفى، بينما لم يوقّع رئيس الأطباء السوري على هذا القرار.

وأشار حجاوي إلى أنه تمّ إعلامه بمنعه من مزاولة عمله في عموم المشافي الموجودة في المنطقة، سواءً التركية أو المدعومة من قبل المنظمات الإنسانية، رغم أنه قدّم عرضاً لمزاولة عمله في المشفى بشكل مجاني إن تطلب الأمر، في سبيل تقديم الخدمات الطبية للناس.

وتضمّن القرار الصادر باللغة التركية والموقّع من قبل إيرول تيكشي، كبير أطباء مشفى مارع: “إنهاء عقد العمل الموقّع مع اختصاصي أمراض القلب الطبيب عثمان حجاوي بتاريخ 6 أغسطس/ آب، بسبب مخالفته للمواد (10-12-14) التي تنظّم مسؤولياته، حيث ثبت تغيّبه عن مناوباته في المشفى وتعامله السيئ مع المرضى وفقاً لمحاضر تثبت ذلك”، بحسب القرار الذي زوّدنا به الطبيب.

ردود الأفعال على القرار

وفي ردود الأفعال، أصدر أطباء مشفى مارع الذي يعمل فيه الطبيب، بياناً موجهاً إلى إدارة المشفى، اعترضوا فيه على ما وصفوه بالفصل التعسّفي للطبيب حجاوي، والطريقة التي فُصل بها واعتبروها غير منصفة له.

ونفى الكادر الحجج التي جاء بها قرار الفصل، كالتغيّب عن مناوباته، ومعاملته للمرضى معاملة سيئة إذ هو يتحلّى بأخلاق عالية، وقالوا إنه لم يرضَ فقط بأن يقوم الممرّض (التركي) علي رضا، بإهانة الطبيب رافي علوان، بل وتقدم أيضاً بشكوى نظامية ضد الممرّض علي، بحضور عدّة أطباء.

كما أصدرت نقابة أطباء حلب الحرّة، بياناً يندّد بفصل حجاوي، وقالت إنّ القرار لم يستند إلى أيّ سبب إداري أو قانوني، وطلبت من إدارة المشفى التراجع عن قرارها. كما طالبت بتشكيل لجنة من مجلس النقابة لزيارة المشفى والإسراع في حلّ قرار الفصل، وأن لا تتكرّر الحادثة في أي مشفى من مشافي المناطق المحرّرة، دون سبب قانوني، سعياً للحفاظ على الكوادر الطبية التي تعمل في ظروف تُعتبر من أخطر الظروف في العالم، والدفاع عنها واعتبارها رمزا من رموز البقاء والصمود في هذه المناطق.

في حين تجمّع عشرات المواطنين، صباح اليوم الأحد، أمام مشفى مدينة مارع بريف حلب الشمالي احتجاجاً على القرار، وطالبوا بإلغاء فصل الطبيب.

ويُعرف الدكتور عثمان حجاوي، بمواقفه ومشاركاته الثورية في عموم المناطق المحرّرة ودوره البارز في تقديم الخدمات الطبية، وبحسب مصادر سورية فإنّ الطبيب حجاوي عاد من فرنسا بعد أن تلقى عدة عروض للعمل هناك، وتعرّض للموت وأصيب أكثر من مرة أثناء حصار مدينة حلب جرّاء قصف الطيران الروسي مبنى الطبابة الشرعية، وتوقف قلبه عدة مرات قبل دخوله العملية ولقب بـ “الشهيد الحي”.

العربي الجديد