النظام السوري يواصل قصف درعا رغم اتفاق التهدئة

شنت قوات النظام السوري، اليوم السبت، حملة اعتقالات ومداهمات في أحياء مدينة درعا، كما جددت قصفها المدفعي والصاروخي على الأحياء المحاصرة، واستقدمت تعزيزات عسكرية من “الفرقة الرابعة”، رغم اتفاق التهدئة الذي توصل إليه ممثلو النظام أمس مع وجهاء المحافظة.

وقال الناشط الإعلامي في درعا يوسف المصلح، لـ”العربي الجديد”، إن عددا من الجرحى حتى الآن سقط جراء استهداف قوات النظام أحياء درعا البلد بقذائف الهاون والمضادات الأرضية، في حين اندلعت اشتباكات بين قوات النظام وعناصر محلية معارضة على أطراف المنطقة المحاصرة.

 وأضاف أن قوات النظام شنت حملة تفتيش ومداهمات استهدفت العائلات النازحة في منطقة درعا المحطة، واعتقلت امرأة وابنها وثلاثة أشخاص.

ولفت إلى أن قوات من “الفرقة الرابعة” و”الأمن العسكري” لا تزال تحاصر، منذ ثلاثة أيام، عشرات العائلات في منازلها في السهول المحيطة بمناطق غرز ودرعا البلد وطريق السد ومخيم درعا، وتمنعهم من الدخول أو الخروج، في حين شكى أهالٍ في درعا، وفق الناشط، من مضايقات أفراد عناصر النظام.

من جانب آخر، حذر موقع “تجمع أحرار حوران” من مصير أكثر من 100 عائلة انقطع الاتصال بها منذ مساء الجمعة، لافتا إلى أن غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وحذر من حدوث كارثة إنسانية إذا استمرت قوات النظام باحتجازهم.

وفي سياق متصل، أعلنت جامعة دمشق، اليوم، تعليق الامتحانات الجامعية في كليات ومعاهد فرع الجامعة في درعا حتى إشعار آخر.

وقال محافظ النظام بدرعا مروان شربك، في تصريح لمواقع موالية، إن اللجنة الأمنية التابعة للنظام في درعا توصلت إلى خطوات إيجابية في اتفاق درعا البلد، وتوقع أن ينتهي ملف الاتفاق بشكل سلمي خلال الساعات القليلة القادمة.

وأعلنت روسيا توصل نظام الأسد وممثلي أهالي درعا إلى اتفاق وقف إطلاق النار في المحافظة اعتباراً من أمس الجمعة، وذلك في أعقاب تصعيد عنيف للنظام أودى بحياة 18 شخصاً.

وفي درعا أيضا، قتل طفل وطفلة شقيقان جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، أثناء عملهما في رعاية المواشي في محيط قرية دير العدس شمالي درعا، وفق ما ذكرت مصادر محلية.

في سياق آخر، شهدت منطقة خفض التصعيد شمال غربي سورية قصفا متبادلا واشتباكات في عدة مناطق بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة.

وقال الناشط الإعلامي في إدلب بلال بيوش، لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام قصفت بالمدفعية كفرعمة وكفرتعال بريف حلب، كما شهدت محاور جبل الزاوية الشرقية قصفاً واستهدافاً متبادلين بين فصائل المعارضة وقوات النظام.

في غضون ذلك، أصيبت امرأتان بجروح في انفجار قنبلتين بمدينة القامشلي شمال شرقي الحسكة، وفق ما أعلنت قوات الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية (أسايش).

وأوضحت أن الانفجار وقع في حي طي جنوبي المدينة، حيث نقلت الجريحتان إلى المشفى، واتهمت “أسايش” جهات تريد “إثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار” بتدبير الانفجار.

في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أنه سيتم إغلاق معبر جابر الحدودي مؤقتا أمام حركة البضائع والركاب نتيجة لتطورات الأوضاع الأمنية في الجانب السوري.

وأضاف المصدر نفسه أنه سيصار إلى إعادة فتح المعبر حال توفرت الظروف الملائمة لذلك.

إلى ذلك، دعا المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون الجميع إلى التهدئة قائلًا إنه ينظر “بقلق بالغ إلى التطورات في جنوب غرب سورية” و”على اتصال نشط مع الأطراف المعنية لضمان وقف العنف”.

وأكد بيدرسن وجوب التمسك بمبدأ حماية المدنيين والقانون الإنساني الدولي. وشدد المبعوث الخاص على البعد الإنساني للوضع مذكراً بالرسائل التي تلقاها من أهالي درعا بعدم رغبتهم في مغادرة منازلهم.

العربي الجديد