قصفت الفصائل التابعة للثورة امس الإثنين، أكثر من 30 موقعاً عسكرياً لقوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران في مدن وبلدات ريفي إدلب الجنوبي وحماة الغربي، والتي سيطرت قوات النظام عليها مؤخراً خلال الحملتين العسكريتين الأخيرتين نهاية عام 2019، ومطلع العام الفائت، فيما جُرح مدنيون، بينهم حالة خطرة، إثر تجدد القصف المدفعي والصاروخي على مدينة أريحا الواقعة على الأوتوستراد الدولي “حلب – اللاذقية” المعروف بطريق “أم 4” غرب محافظة إدلب.
وقال النقيب ناجي المصطفى، المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، إحدى مكونات “الجيش الوطني” المعارض والحليف لتركيا، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “أفواج المدفعية التابعة لفصائل المعارضة السورية قصفت، اليوم الإثنين، بالمدفعية الثقيلة وصواريخ من (غراد) أكثر من 30 مقراً ومعسكراً لقوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا في كلٍ من مدن وبلدات كفرنبل، ومعرة النعمان، وسراقب، ومعرة حرمة، وبسقلا، وحزارين، والدار الكبيرة، ومعرتماتر، وحاس، والملاجة، والغدفة، ودير سنبل، ومعصران، وأبو مكة، ومعرشورين، جنوب شرقي محافظة إدلب، ومعسكر جورين، وعين سلمو، وطنجرة، والحاكورة، وغيرها بريف حماة الغربي”. مؤكداً وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام ضمن المواقع المستهدفة، بالإضافة لتدمير عدة تحصينات وخروج بعض الآليات العسكرية عن الخدمة.
وأشار المصطفى إلى أن تكثيف القصف من قبل فصائل المعارضة السورية لمواقع قوات النظام، جاء رداً على المجازر التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا بحق المدنيين في جبل الزاوية، والتصعيد المكثف خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من قبلهم وتعمدهم قصف المناطق المأهولة بالسكان والنازحين مثل مدينة أريحا غرب محافظة إدلب.
أي تصعيد في رد الفصائل في الأيام القادمة ربما يكون مرتبطاً بالأوضاع الدولية والخلافات التركية مع روسيا وموقف حلف الناتو من دعم تركيا
من جهته، أكد العقيد مصطفى البكور، المتحدث الرسمي باسم “جيش العزة” أحد الفصائل المنضوية ضمن غرفة عمليات “الفتح المبين” العاملة في منطقة إدلب، أن “الفصائل الثورية رصدت تحركات كثيفة للقوات الروسية والأسدية على كافة محاور المواجهة وتوقعت أن هذه التحركات بهدف القيام بتصعيد عسكري متزامن مع انعقاد اجتماع الناتو في روما اليوم، فبادرت الفصائل لتوجيه ضربات مدفعية وصاروخية مركزة على امتداد خط المواجهة مما أسفر عن وقوع خسائر لدى الروس وقوات الأسد”.
ويرى البكور، في حديثه لـ”العربي الجديد”، بأن “حجم الرد من قبل فصائل المعارضة والجيش التركي جيد، لكنه لا يرقى إلى المطلوب من الحاضنة الشعبية للثورة، إذ إن المهجرين والنازحين يريدون أن تبدأ الفصائل بمعارك تحرير الأراضي المحتلة لتأمين عودة الأهالي إلى بيوتهم”.
وأشار القيادي في المعارضة إلى أن أي تصعيد في رد الفصائل في الأيام القادمة ربما يكون مرتبطاً بالأوضاع الدولية والخلافات التركية مع روسيا وموقف حلف الناتو من دعم تركيا في موقفها بمواجهة روسيا.
في سياق متصل، جُرح ثلاثة مدنيين، أحدهم بحالة خطرة، إثر تجدد القصف المدفعي والصاروخي على الأحياء السكنية في مدينة أريحا غرب محافظة إدلب. وأكد الناشط علي حاج سليمان لـ “العربي الجديد” أن القصف تركز على الأحياء المأهولة بالسكان، ما أحدث دماراً واسعاً في المباني السكنية، بالإضافة لحالة هلع كبيرة أصابت الأهالي في المدينة.
إلى ذلك، قصفت قوات النظام بصاروخين، تحصينات النقطة العسكرية التركية المتمركزة في بلدة إحسم ضمن منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، دون وقوع أي إصابات في صفوف عناصر الجيش التركي. وكانت قوات النظام قد قصفت، صباح الإثنين، نقطة عسكرية للقوات التركية في محيط بلدة البارة بوابة جبل الزاوية الجنوبية، الأمر الذي أدى لحالة استنفار لدى القوات التركية في جبل الزاوية، والرد بالمدفعية الثقيلة على مواقع عسكرية للنظام في بلدة خان السبل جنوب المحافظة.
العربي الجديد