يسكن أحمد الهلال، البالغ من العمر 45 عامًا، في مخيم “الزيتون” الذي يضم ما يقارب 700 عائلة نازحة في منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، من دون أدنى حد من الرعاية الصحية أو الاهتمام بالبنية التحتية والصرف الصحي.
يشاهد أحمد الهلال كل يوم ما يحتويه الصرف الصحي في المخيم، لأنه لا يوجد غطاء يحمي سكان المخيم من منظره غير اللائق أو رائحته وما قد يسببه من أمراض جلدية للأهالي، خصوصًا في أجواء الصيف الحارة.
وينتظر الأربعيني حل هذه المشكلة، وقد طالب مع سكان المخيم المنظمات العاملة في المنطقة والمجلس المحلي فيها بعلاجها، ولكنها بقيت دون أي حلول.
ويعاني سكان المخيمات العشوائية في منطقة اعزاز من قلة الرعاية الطبية المقدمة لهم، وافتقار المخيمات، المنتشرة بشكل عشوائي على المساحات الممتدة في محيط المنطقة حتى الحدود السورية- التركية، لوجود نقاط طبية أو مراكز صحية لخدمة سكان المخيمات.
مخيمات دون الخدمات الأساسية
يضطر سكان هذه المخيمات إلى قطع مسافات قد تصل إلى خمسة كيلومترات للوصول إلى أقرب مركز طبي في المنطقة، بحسب شاكر العبد الذي يقطن مع عائلته وأقاربه في مخيم “شاكر”، وهو أحد المخيمات العشوائية على أطراف منطقة اعزاز.
كما أن سكان مخيم “شاكر” يتحملون أعباء وتكاليف مالية في أثناء ذهابهم من المخيم إلى المستشفيات القريبة في المنطقة، وفق ما قاله شاكر العبد لعنب بلدي.
وعن الحالات الإسعافية التي واجهوها سابقًا، قال شاكر العبد إن سكان المخيم اضطروا إلى نقل أحد مرضى القلب من كبار السن على جرّار زراعي لعدم توفر سيارة إسعاف أو نقطة طبية قريبة.
كما أن أرض المخيم الموحلة شتاء، نتيجة انتشار المخيمات على أرض زراعية غير معدة للسكن أصلًا، تجعل وصول سيارات الإسعاف إليها أمرًا صعبًا، لا سيما عند وجود حالات مرضية عاجلة، وفق ما قاله شاكر العبد.
حاجة ماسة إلى الأجهزة الطبية
يحتاج سكان المخيم إلى خدمات تعتبر ضرورية للحفاظ على صحتهم، وفق ما قاله محمد العبيد لعنب بلدي، وهو أحد سكان مخيم “شاكر”.
ومن ضمن تلك الاحتياجات، أجهزة قياس الضغط، وجهاز قياس السكر في الدم، وأجهزة الرذاذ الطبي، نظرًا إلى ما تسببه النوبات المفاجئة الناتجة عن تلك الأمراض، وضرورة الكشف عن حالة المريض قبل أن تتأزم.
واستشهد محمد العبيد بحالة واجهت مريضًا لديه ضغط في الدم، إذ أعطاه أحد المتطوعين كمية من الملح ظنًا بأن ضغطه منخفض، ما تسبب بارتفاع مضاعف في ضغط دمه بسبب عدم علم المتطوع بارتفاعه.
مساعٍ لحل المشكلة بموارد قليلة
تسعى الإدارة الصحية في مجلس مدينة اعزاز المحلي إلى حل هذه المشكلة، وفق ما قاله مدير الصحة في المجلس، محمد لقحيني، في حديث إلى عنب بلدي، وذلك من خلال شمول الخدمات الصحية سكان المنطقة كلها من نازحين ومقيمين على حد سواء.
“ولكن مديرية الصحة في المجلس غير قادرة على إنشاء نقطة طبية في كل مخيم عشوائي بالمنطقة نظرًا إلى كثرة عددها وتباعد تموضعها الجغرافي عن بعضها”، بحسب لقحيني، وفي بعض الأوقات تحاول المديرية توفير بعض الخدمات الضرورية والإسعافية عن طريق عيادة طبية متنقلة تجوب المخيمات التي لا تحتوي على مراكز صحية، وتقدم لها ما أمكن من الخدمات الطبية التي تحتاج إليها.
وتوفر مديرية الصحة خطًا ساخنًا للحالات الإسعافية والحالات الطارئة يمكن لقاطني المخيمات استخدامه وقت الحاجة إليه، وفق مدير مديرية الصحة في المنطقة.
البحث عن حلول جذرية
يستدعي الأمر حلًا جذريًا لأزمة المخيمات والنزوح المتكرر إلى المنطقة، وفق لقحيني، إذ لا يمكن لمديرية الصحة أن تتمكن من حل مشكلة عدم توفر النقاط الطبية في المخيمات العشوائية، وتأمين مراكز صحية في كل تجمع عشوائي، لأن الأمر يفوق طاقتها.
وتنتشر في منطقة اعزاز شمالي محافظة حلب العشرات من المخيمات العشوائية على شكل تجمعات على أطراف المدن والقرى والطرقات الرئيسة، وتفتقر هذه المخيمات إلى الحد الأدنى من الخدمات من بنية تحتية ورعاية صحية ومياه وكهرباء.
عنب بلدي