90% من أطفال مخيم الركبان أصيبوا بالتهاب الأمعاء خلال 30 يوماً

لا يزال مخيم الركبان، الواقع على المثلث الحدودي مع العراق والأردن جنوب شرق سورية، يعاني من مرض إلتهاب الأمعاء الذي يُصيب الأطفال والرضع داخل المخيم وأدى لوفاة طفل، وإصابة 90% من أطفال المخيم، منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي وحتى الآن، دون توفير أي موارد طبية، وغياب الإمكانيات اللازمة للتعامل مع هذا المرض، وعدم وجود مخابر التحاليل الطبية وعدم توافر العلاج النوعي، بسبب الحصار المفروض على المخيم من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية، لا سيما استمرار إغلاق النقطة الطبية الأردنية منذ أكثر من سنة وحتى الآن.

وقال الممرض شكري أبو محمود، أحد الكوادر الطبية العاملة في منظمة “تدمر” الطبية داخل مخيم الركبان، إن جائحة التهاب الأمعاء بدأت في المخيم خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، منتصف إبريل/نيسان، وأدت حتى اللحظة إلى وفاة طفل يبلغ من العمر خمسين يوماً وإصابة 90% من أطفال المخيم.

وأوضح أبو محمود لـ “العربي الجديد” أنه خلال أول أسبوعين من تفشي المرض، كان يراجع النقطتين الطبيتين الوحيدتين في المخيم، نقطة “شام” الطبية ونقطة “تدمر”، ما يزيد عن 100 طفل يومياً، وجزء من تلك الحالات كانت تعاني من إسهال وإقياء شديد، وأضاف: “لم نستطيع تحديد أسباب هذا المرض، ما استطعنا عمله، وهو حملات التوعية للنظافة الشخصية فقط، وواجهنا صعوبات كثيرة بالتصدي لهذا المرض بسبب قلة الأدوية وعدم القدرة على تحديد السبب، وتوفي طفل نتيجة الإسهال بسبب الحالة السيئة التي وصل إليها وتأخر ذويه بمراجعة المركز الطبي”.

وأشار ابو مجمود إلى أن الوضع الطبي بالمخيم سيئ للغاية، وأكد أن مقدمي الخدمة الطبية في المخيم يعانون من نقص كبير بالأدوات الطبية، بالإضافة لعدم وجود وسائل التشخيص كـ “التحاليل المخبرية والأشعة السينية”، ولفت إلى أن المخيم لا يحوي إلا على جهاز “إيكو” للتصوير بالأمواج فوق الصوتية.

ونوه إلى أن قاطني المخيم يعانون من ارتفاع أسعار الدواء، مثله مثل أي مادة أخرى بالمخيم، وأكد أن الممرضين المقيمين في المخيم والعاملين داخل النقاط الطبية قدموا كل ما بوسعهم للحد من هذه الجائحة، لتنخفض نسبتها لتصل اليوم إلى 10%، أي بمعدل استقبال عشر حالات يومياً من الأطفال.

بحسب أبو محمود فإنه منذ إنشاء المخيم، منتصف 2015، وحتى الآن “لم يزر المخيم أي طبيب إلا في بدايات إنشاء المخيم، وكانوا أطباء يعملون ضمن منظمة “أطباء بلا حدود” يأتون للمخيم لعدة ساعات، واستمر هذا العمل حتى منتصف عام 2016، وبعدها توقف أي عمل طبي من ناحية الأردن لأن “أطباء بلا حدود” كانوا يأتون من الأردن، وبقي المخيم دون رعاية طبية حتى بداية عام 2018 وتم افتتاح نقطة “اليونيسيف” الطبية، وهي أيضاً كانت تفتح أبوابها من الساعة 10 صباحاً حتى الساعة 3 بعد الظهر، وتوقف عملها في مارس/آذار العام الماضي”.

وأكد أن من يقوم بالخدمة الصحية داخل المخيم هم بعض الممرضين وقابلتان وبعض المتدربين على الأعمال الطبية، ويتوزعون على نقطتين بالمخيم نقطة “شام” الطبية المدعومة من قبل قوات “التحالف الدولي” بشيء بسيط ولايذكر، ونقطة “تدمر” الطبية التابعة لـ “مجلس عشائر تدمر” الغير مدعومة من أي جهة، ولفت إلى أن عمل تلك النقطتين يسيره الممرضون فقط، أي لا يوجد أي طبيب ضمن المخيم منذ إنشائه وإلى يومنا هذا.

وأضاف أبو محمود “يتحمل الممرضون أعباء تفوق طاقتهم بتقديم هذه الخدمة ضمن منطقة منكوبة ومحاصرة ولا يوجد بين أيديهم أبسط وسائل العلاج أو التشخيص، في ظل انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة التي تفشت بالمخيم من التهاب “الكبد A” الوبائي، بالإضافة لـ “الحصبة وجدري الماء” بالإضافة للأمراض الموسمية كـ “الإسهالات المعندة على العلاج صيفاً، والرشح، والتهاب القصبات والرئة شتاء”، والأمراض المزمنة كالسكري، والضغط،  وأمراض القلب وغيرها”.

 

العربي الجديد