8 سنوات على مجزرة “البيضا”.. تفاصيل مروعة عن حملة “التطهير” الطائفي في “بانياس”

في مثل هذا اليوم قبل 8 سنوات ارتكبت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها عدة مجازر في عدد من قرى مدينة بانياس الساحلية وخصوصاً قرية “البيضا” التي كان لها النصيب الأكبر في عدد الضحايا.

وبعد أن قام جيش النظام وقوات الأمن والمليشيات الموالية بتطويق القرية من كافة الجهات، بدؤوا في الساعة السابعة صباحاً بإطلاق النار بشكلٍ كثيفٍ جداً، استمرّ لساعتين، وبعدها بدأ الاقتحام من كافة محاورها.

وانقسم عناصر النظام السوري إلى عدة أقسام بهدف تنفيذ مهمات مختلفة، حيث تم إرسال عدد من المليشيات للاقتحام والقتل والذبح، وذهب قسمٌ آخر لتجميع بعض النساء والأطفال في بيت من البيوت للقتل والتعذيب وسرقة ما معهم من مصاغٍ وذهب، في حين تم تخصيص قسم آخر قسمٌ لحرق البيوت بعد نهبها وسرقتها.

وتمّ جمع المئات في أهل القرية من الشباب وكبار السن في الساحة العامة، وبدؤوا بتعذيبهم قبل حرقهم، حيث تمّ إشعال النار ببعضهم وهم أحياء، والبعض الآخر قُتل رمياً بالرصاص، والبعض قُتلَ ذبحاً، وبعضهم استطاع الهرب والاختباء في الأحراش.

وقال القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير “عمر حذيفة” المنحدر من المنطقة إنه “من الانتهاكات التي قامت بها قوات النظام أثناء الاقتحام هو بتر لسان أحد الرجال أمام زوجته وأطفاله ثمّ قتله رمياً بالرصاص، ثمّ اقترب القاتلُ من أحد أطفال هذا الرجل وقال له مستهزئاً: انظر إليّ واحفظ شكلي حتى تنتقم لوالدك عندما تكبر”.

وأضاف في حديثه لموقع “نداء بوست”: “استمرّت عمليات القتل والحرق حتى الساعة السادسة مساءً، وبعدها بدأت “الشبيحة” بالهجوم على المنازل، لسرقتها ونهب ممتلكاتها ومن ثمّ حرق البيوت بما فيها”.

وأشار إلى أنه “بعد عمليات القتل والحرق والسرقة والنهب بدأ الانسحاب من القرية لتخرج النساء إلى الساحة والطرقات للبحث عن رجالهم وأبنائهم ليجدوهم جثثاً متفحّمة”.

ولفت إلى أن الخوف والهلع بدأ لدى النساء بعد رؤية جثث أبنائهم وأزواجهم متفحّمة، والخوف من عودة الشبيحة للقرية وقتل من تبقّى فيها من أطفالٍ ونساء، فسارعوا للهروب سيراً على الأقدام واللجوء إلى قرية مسيحيّة مجاورةٍ إسمها “المراح”، حيث تم استضافة 85 إمرأة وأكثر من 130 طفلاً في كنيسة البلدة.

وفي اليوم التالي لعمليات القتل حاصرت مجموعات تابعة للنظام كنيسة القرية بحثاً عن الشباب والرجال، فسارع أهل قرية “المراح” لمنع الشبيحة من اقتحام الكنيسة، وبعد مفاوضات بين الشبيحة و”الخوري” دخل ضابطا أمن برفقة الخوري إلى الكنيسة للتأكّد من عدم وجود رجال.

وهدد عناصر النظام السوري الخوري في المنطقة وطلبوا منه إما طردهم أو قتلهم، حيث اختار الكثير من الناس الخروج باتجاه شمالي سوريا إلى ريف حلب الغربي عبر قلعة المضيق.

ويعد القيادي اليساري التركي “علي كيالي” أو “معراج أورال”، المسؤول الأول المجزرة حيث يرأس “المقاومة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون”، وكان يرأس بعض ميليشيات “الدفاع الوطني” التي وقف فيها خطيباً يوم قاد (مجزرة البيضا ورأس النبع) في بانياس أول أيار/ مايو عام 2013 قائلاً: “هدفنا هو تطويق بانياس والبدء بالتطهير”، كاشفاً بذلك عن نوايا النظام بعملية تطهير طائفي ممنهج لمدينة بانياس التي ذبحت قواته فيها أكثر من 400 مدني سوري بالسكاكين وحراب البنادق.

يذكر أن الحكومة التركية تتهم “كيالي” بتدبير تفجير الريحانية عام 2013 الذي راح ضحيته 52 مواطنا تركياً، وكان الهدف الأساس منه خلق حالة من الغضب والغليان الشعبي العارم ضد تواجد السوريين في ولاية هاتاي وعموم تركيا.

المصدر: نداء بوست