طلبت القوات الروسية المتواجدة في قاعدة حميميم الجوية شرقي محافظة اللاذقية، من القوات التابعة للنظام السوري والموالية لها كـ “الفيلق الخامس” ومكاتبه الأمنية، تجنيد 400 شاب من مختلف المحافظات السورية لإرسالهم إلى ليبيا لحماية المنشآت النفطية التي تُسيطر عليها مليشيات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر.
وأكدت مصادر خاصة لـ “العربي الجديد” أن الوسيط محمد رحال المقرب من “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا جند خلال الأيام الخمسة الماضية، ما يزيد على 170 شاباً، 35% منهم مدنيون غالبيتهم من مدينة اللاذقية وريف حماة الغربي، بهدف حراسة المنشآت النفطية في ليبيا إلى جانب المرتزقة الذين أرسلتهم روسيا في وقت سابق، وكذا عناصر شركة “فاغنر” التابعة لها.
وأوضحت المصادر أن الطلب الروسي بتجنيد 400 شاب، جاء عقب انتهاء عقود لما يقارب 300 عنصر غالبيتهم يتبعون لقوات “الفيلق الخامس” جندتهم روسيا في وقت سابق وأرسلتهم إلى ليبيا لدعم حفتر، في معاركه ضد حكومة الوفاق السابقة، بالإضافة لحماية وحراسة المنشآت النفطية.
وقسمت القوات الروسية العقود الجديدة إلى فئتين، الأولى مدتها 3 أشهر براتب 1200 دولار أميركي في الشهر، والثانية مدتها 5 أشهر براتب شهري قدره 1300 دولار أميركي، مع دفع سلف قبل السفر 500 دولار لكل مجند جديد يتم منحها إلى ذويه. وتم تحديد الفئة العمرية من 20 سنة وحتى 44 سنة للأشخاص الذين يتم قبولهم بشرط أن لا يكون هناك إصابة حربية سابقة تسببت بإعاقة له، مع قبول الأشخاص الذين خضعوا للتسوية والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية في جيش النظام، فيما لم يتم تحديد موعد السفر إلى حين الوصول إلى العدد المطلوب.
من جهة أخرى، جندت مليشيا “لواء القدس” المدعومة من روسيا، 350 شاباً في صفوفها خلال الأيام القليلة الماضية، بعد الخسائر الأخيرة التي تلقتها في البادية السورية إثر هجمات عديدة وكمائن نفذتها خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي. وتعاظم نشاط تلك الخلايا في الآونة الأخيرة ضمن البادية السورية الممتدة من مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، وصولاً إلى مدينة السخنة شرق محافظة حمص، والتي أدت لمقتل العشرات من عناصر النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا هناك خلال الأشهر الستة الماضية، بعد المهام التي كلفت روسيا بها كلا من “الفرقة 25 مهام خاصة”، و “الفيلق الخامس”، ومليشيا “الدفاع الوطني”، و”لواء القدس” لتمشيط البادية من فلول التنظيم.
وأشارت مصادر “العربي الجديد” إلى أن الوسيط علي سليمان المقرب من مليشيا “لواء القدس” هو من أشرف على إبرام جميع العقود مع الشبان السوريين لصالح المليشيا، وحددت المليشيا ستة أشهر مدة للعقود التي أُبرمت مقابل 150 ألف ليرة سورية شهرياً (50 دولارا أميركيا)، وأن مهمة العناصر محددة بالتمركز ضمن نقاط حراسة سيتم إنشاؤها خلال الأيام القادمة في باديتي تدمر والسخنة شرق محافظة حمص.
بالإضافة إلى ذلك سيخضع 100 مجند لدورة عسكرية ضمن معسكر تدريبي لمليشيا “لواء القدس” بريف حلب مدتها 15 يوماً، ومن ثم زجهم في المعارك ضد التنظيم في باديتي كباجب والشولا جنوبي غربي محافظة دير الزور.
العربي الجديد