تل عنصر من قوات النظام السوري في تبادل إطلاق نار مع المعارضة، إثر تجدد خرق وقف إطلاق النار من قبل النظام بريف إدلب، شمال غربي سورية، فيما سير الجيش التركي دورية مراقبة جديدة مع القوات الروسية في محيط مدينة عين العرب بريف حلب.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن المعارضة قتلت عنصرا من قوات النظام في إطلاق نار متبادل على محور بلدة الدار الكبيرة في ريف إدلب الجنوبي، وذلك على خلفية خرق النظام، ظهر اليوم، اتفاق وقف إطلاق النار بقصف مدفعي على محوري كنصفرة والفطيرة في جبل الزاوية.
وذكرت المصادر أن الطيران الحربي الروسي حلق فوق المنطقة من دون تنفيذ غارات، كما شهدت سماء المنطقة تحليقا مكثفا من قبل طيران الاستطلاع التابع للنظام.
وتحدثت المصادر عن جرح شخصين من جراء انفجار لغم أرضي بسيارة على الطريق الواصل بين مدينة إدلب وبلدة كفريا، مشيرة إلى أن مجهولين زرعوا اللغم في المكان.
في غضون ذلك، سيّر الجيش التركي دورية مراقبة مشتركة مع القوات الروسية في محيط مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تجولت الدورية المشتركة في العديد من القرى بناء على تفاهمات روسية تركية حول مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” في شمال سورية.
وفي دير الزور، أصيب شخص بجروح خطرة جراء هجوم بالسلاح الناري من قبل مجهولين بالقرب من مسجد سليمان المخلف، وسط مدينة الشحيل بريف المحافظة الشرقي الخاضع لسيطرة “قسد”.
من جانبها، جلبت القوات الأميركية قافلة جديدة من التعزيزات العسكرية اللوجستية إلى قاعدتها في مدينة الشدادي بريف الحسكة، شمال شرقي سورية، وقالت مصادر مقربة من “قسد”، لـ”العربي الجديد”، إن القافلة ضمت 24 شاحنة محملة بالمواد العسكرية واللوجستية، ترافقها سيارات دفع رباعي، دخلت من معبر الوليد مع الأراضي العراقية.
وترافق دخول التعزيزات مع تحليق مكثف من الطيران الأميركي فوق المنطقة، فيما يبدو أن القوات الأميركية تسعى إلى تعزيز القاعدة في المنطقة، حيث توجد إلى جانب مليشيات “قوات سورية الديمقراطية”.
وكانت القوات الأميركية قد عززت القاعدة سابقا، كما عززت قاعدة كونيكو في ريف دير الزور، في إطار وجودها تحت راية التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” في سورية.
النظام يشارك في الغارات على البادية
إلى ذلك، حصل “العربي الجديد” على معلومات من مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة لـ”المعارضة السورية”، تُفيد بأن طائرات حربية تابعة للنظام السوري شنت، اليوم الاثنين، ما يزيد عن 17 غارة جوية مستهدفةً مواقع وكهوف لخلايا تنظيم “داعش” ضمن البادية السورية، الممتدة من مدينة البوكمال شرقي محافظة دير الزور وصولاً إلى بادية السخنة بريف حمص الشرقي. من جهة أخرى، دفعت قوات “الفيلق الخامس”، المدعومة من روسيا، بالمزيد من التعزيزات العسكرية من جبهات القتال في محافظة إدلب إلى مناطق متفرقة من البادية السورية.
وأكدت المصادر أن ثماني طائرات حربية من طراز “سوخوي 22، و24″، و”ميغ 23″، أقلعت جميعها من مطاري “حماة العسكري، و T4” التابعين للنظام، قصفت في 17 غارة جوية، بصواريخ شديدة الانفجار، كهوفا ومواقع لخلايا تنظيم في مناطق الرصافة وصفيان غربي محافظة الرقة، و كباجب جنوبي محافظة دير الزور، و طريق “أثريا – خناصر” جنوبي حلب وشرقي حماة، ولفتت المصادر إلى أن الغارات لم تسفر عن وقوع أي قتيل من عناصر التنظيم.
وأضافت المصادر أن الطائرات الحربية الروسية، التي أقلعت من قاعدة “حميميم” الجوية، شنت أيضاً ما يزيد عن 12 غارة جوية استهدفت منطقتي كباجب والرصافة في ريفي دير الزور والرقة شرقي البلاد.
ولم تشارك طائرات النظام الحربية منذ فترة طويلة في الطلعات الجوية وتنفيذ الغارات، سواء على مواقع تنظيم “داعش” في البادية السورية أو على منطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها) التي تُسيطر عليها المعارضة السورية، لكن يبدو أن روسيا والنظام، إلى جانب المليشيات التي يدعمانها، يجهزان للبدء بالحملة العسكرية ضد “داعش” في البادية، وذلك بعد عجزهم لفترة زمنية تجاوزت 6 أشهر عن تمشيط البادية للقضاء على خلايا التنظيم.
كما أن روسياً كلفت في وقت سابق كلا من “لواء القدس” الفلسطيني، و”الفرقة 25 مهام خاصة”، و”الفيلق الخامس”، و”الدفاع الوطني”، المدعومة من روسيا، بمهمات عسكرية لتمشيط البادية ومساندة النظام، بعد مقتل العشرات من عناصر النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا، من دون تحقيق أي نتائج أو كبح نشاط خلايا التنظيم الموجودة في أرياف حماة وحمص ودير الزور الشرقية، وحلب الجنوبية، والرقة الغربية.
إلى ذلك، قُتل عنصران من مليشيا “لواء القدس” الفلسطيني، المدعومة من روسيا، فجر اليوم الاثنين، وذلك إثر كمين نصبه عناصر “داعش” استهدف سيارة عسكرية لها على طريق قصر الحير الشرقي بريف منطقة السخنة، شرقي محافظة حمص. كما اندلعت اشتباكات متقطعة استمرت مدة ثلاث ساعات بين عناصر التنظيم من جهة و”الفرقة 25 مهام خاصة” و”الفيلق الخامس” من جهة أخرى، على طريق “أثريا – خناصر”، من دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر من الطرفين.
في غضون ذلك، أشارت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية لـ”العربي الجديد” أن قوات “الفيلق الخامس”، المدعومة من روسيا، أرسلت صباح اليوم الاثنين رتلاً عسكرياً ضخماً، قوامه 60 آلية عسكرية، من مدينتي معرة النعمان وسراقب، جنوب شرقي محافظة إدلب، إلى محيط مدينتي السخنة وتدمر شرقي محافظة حمص.
وأكدت المصادر أن التعزيزات ضمت 6 دبابات من طرازات مختلفة، ومدافع ميدانية، و راجمتين من نوع “غراد”، ومدافع هاون، وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة. ولفتت المصادر إلى أن ما يزيد عن 200 عنصر من القوات الهجومية التابعة لملاك الفيلق رافقوا الرتل لتأدية مهام عسكرية قتالية هناك.
ورجحت المصادر أن الحملة العسكرية ستبدأ خلال الأيام القليلة الماضية، عقب الانتهاء من الحملة الجوية على مواقع التنظيم وتدمير الكهوف والأوكار التي كانت نقطة انطلاق للهجمات والكمائن، التي استهدفت الأرتال العسكرية والشحنات النفطية التابعة للنظام على طول البادية الممتدة من مدينة البوكمال شرقي محافظة دير الزور، وصولاً إلى بادية السخنة شرقي محافظة حمص، شرقي البلاد.
وكانت “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري، قد أرسلت، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ستة أرتال عسكرية من بلدة قلعة المضيق (مقرها الرئيسي بريف حماة الغربي) إلى باديتي تدمر والسخنة شرق حمص، بالإضافة لما يزيد عن 13 رتلاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية لقوات “الفيلق الخامس”، و”الفرقة 25 مهام خاصة”، و”الدفاع الوطني”، و”الحرس الجمهوري”، و”لواء القدس”، توجهت من جبهات إدلب وحلب إلى مناطق متفرقة من البادية السورية، أبرزها طريق “أثريا – خناصر”، الذي شهد مقتل العشرات من عناصر النظام منذ بداية العام الجاري وحتى اللحظة.
العربي الجديد