أكثر من 2,8 مليون طفل سوري لاجئ يخسرون حق التعليم

قال السيد أنتوني ماكدونالد، مدير مكتب اليونيسف بالدوحة إن الازمات في العديد من دول العالم تؤثر على الأطفال بشدة، مشيرا إلى الأزمة السورية المستمرة منذ نحو 10 سنوات تركت أربعة من كل خمسة أطفال بحاجة إلى المساعدات الأساسية كالصحة والملابس الدافئة والتعليم والغذاء.
وأشار أنتوني في مقابلة خاصة مع مجلة “غراس” التي تصدرها قطر الخيرية إلى أن أكثر من 2.8 مليون طفل سوري يخسرون تعليمهم مع احتمالات ضئيلة لمستقبل أفضل مما يتطلب توفير دعم أكبر لهم.

فيما يلي النص الكامل للحوار:
العديد من دول الشرق الأوسط مثل اليمن وسوريا تمر بأزمات مستمرة تؤثر على الأطفال بشدة من نواح كثيرة. ما الأضرار التي لحقت بهذه الشريحة خصوصا مع تواصل هذه الأزمات رغم مضي عقد من الزمن على بعضها؟

النزاعات في العديد من البلدان لها تأثير مركب على الأطفال حيث يُحرمون من حقوقهم الأساسية، مثل العيش في أمان، والحصول على التعليم، وتلقي الخدمات الصحية، والنمو وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.

في سوريا، تركت الأزمة المستمرة منذ نحو 10 سنوات أربعة من كل خمسة أطفال بحاجة إلى المساعدات الأساسية كالصحة والملابس الدافئة والتعليم والغذاء، وقبل كل شيء الحاجة إلى الأمان. تسببت الأزمة في أكبر عملية نزوح حيث فر أكثر من 5 ملايين طفل ما بين نازح داخل سوريا أو لاجئ خارجها،
(2.6 مليون طفل داخل سوريا و2.5 مليون في الدول المجاورة) واضطرت عائلات بأكملها إلى الفرار تاركة وراءها كل ممتلكاتها، وتقول الإحصاءات إن ما يقارب حوالي 6 ملايين طفل لا يعرفون شيئًا سوى النزاع، كما أن حوالي 4.8 مليون طفل في سوريا ولدوا في ظل الأزمة بالإضافة إلى أكثر من مليون طفل ولدوا كلاجئين.
كما تواجه الأسر السورية التي لجأت إلى البلدان المجاورة أوضاعاً اقتصادية متدهورة وتمويلًا ضئيلا لا يلبي احتياجاتها. ويخسر أكثر من 2.8 مليون طفل سوري تعليمهم مع احتمالات ضئيلة لمستقبل أفضل مما يتطلب توفير دعم أكبر لهم.
أطفال اليمن
أما أطفال اليمن فيكافحون للبقاء على قيد الحياة في أسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم. وبعد خمس سنوات من أزمة اليمن هناك نحو أربعة من كل خمسة أطفال – 12.3 مليون – بحاجة ماسة إلى المساعدة. لقد مات عشرات الآلاف كنتيجة مباشرة للقتال، وأسباب غير مباشرة مثل المرض وسوء التغذية. وأُجبر أكثر من 1.7 مليون طفل على الفرار من منازلهم ليعيشوا في مخيمات أو أماكن مؤقتة.
وتسببت الأزمة في اليمن في جعل مليوني طفل خارج المدرسة، وجاءت جائحة كورونا لتضاعف هذه الأزمة حيث أغلقت المدارس في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى أن هناك نحو 5.8 مليون طفل إضافي خارج التعليم، وأن معظم المعلمين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأصبحت 2000 مدرسة غير صالحة للاستخدام إما أنها مدمرة أو تم الاستيلاء عليها كمأوى للنازحين.

أما بالنسبة للنظم الصحية في اليمن فقد كانت قبل جائحة كورونا لا تعمل بكفاءة وتعمل بنصف طاقتها والتي كانت قيد التشغيل تواجه نقصا حاداً في الأدوية والمعدات والموظفين.
أثرت جائحة كورونا على تعليم الأطفال عبر العالم بشكل عام ولكنها أشد تأثيرا على أطفال الدول الفقيرة…ما هي أبرز هذه المخاطر وكيف يمكن التقليل منها؟
خلال عمليات الإغلاق التي فُرضت في وقت مبكر للحد من انتشار الفيروس، تعطل تعليم 110 ملايين طالب في جميع البلدان في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب في التعليم بشكل مباشر إلى إعاقة تعلم الأطفال، وسيترجم هذا إلى خسائر عبر الاقتصادات والمجتمعات لسنوات قادمة.
وأشارت بيانات اليونيسف إلى أن طفلين من كل خمسة أطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (38 مليون طفل) لم يتمكنوا من الوصول إلى التعلم عن بعد أثناء إغلاق المدارس في وقت انتشار جائجة كورونا.

بشكل عام، لم تصل الخيارات البديلة للتعلم خلال الجائحة إلى جميع الأطفال، بسبب التفاوتات بما في ذلك الوصول إلى الأجهزة وتغطية الإنترنت. هذا أمر مقلق لأن الأطفال في العديد من البلدان لم يتلقوا تعليما جيدا في البداية. ففي العديد من البلدان، لا تزود المدارس الأطفال بالمهارات الأساسية الضرورية مثل القراءة والكتابة والرياضيات.
وعند انحسار هذه الجائحة من الضروري منح الأطفال فرصا لتعويض ما فاتهم أثناء الإغلاق، حتى لا يتخلفوا أكثر. وفي المستقبل القريب، يجب أن تكون هناك استثمارات حقيقية لسد الفجوة الرقمية لزيادة وتحسين وصول الأطفال إلى أدوات التعلم عن بعد بما في ذلك عبر التلفزيون والراديو ومنصات الإنترنت.
تقديم الدعم النفسي من المشاريع التي تنفذها اليونيسف.

ما هي أهمية هذا الجانب خاصة في المناطق المنكوبة بالأزمات وفي ظل جائحة فيروس كورونا؟

كان لوباء جائحة كورونا تأثير مركب على رفاهية الأطفال وصحتهم العقلية.
ففي أحدث استطلاع أجرته اليونيسف وشركاؤها شمل حوالي 7000 أسرة في سبعة بلدان، وغطى ما يقرب من 13000 طفل، ذكر أكثر من نصف المستطلعين أن أطفالهم يعانون نفسياً وعاطفياً، وأن النصف الآخر قالوا إن أطفالهم محرومون من اللعب في الخارج والتفاعل الاجتماعي، ونتيجة لذلك يعانون من القلق والملل والتوتر. وأصبح من الضروري تقديم خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي لمعالجة تأثير جائحة COVID-19، وخاصة على الأطفال في البلدان المنكوبة بالصراعات.
تربط قطر الخيرية شراكة مميزة مع اليونيسف من خلال تنفيذ العديد من المشاريع ممكن تحدثنا عن هذه الشراكة وافاقها المستقبلية؟
أود في ختام حديثي أن أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن تقديرنا للشراكة الاستراتيجية لقطر الخيرية مع اليونيسف عبر العالم ونعترف بأننا، من خلال جهودنا المشتركة، تمكنا من العمل معا لدعم الأطفال الضعفاء في جميع أنحاء العالم.. كما أود أن أنوه بشكل خاص بالدعم السخي الذي قدمته قطر الخيرية لليونيسف في سوريا والأردن هذا العام. ونتطلع إلى مواصلة توسيع تعاوننا المشترك في تركيا لدعم الأطفال اللاجئين السوريين وأسرهم.

 

الشرق القطرية