جدد الطيران الإسرائيلي غاراته على مواقع عسكرية جنوبي سورية تابعة للنظام، ويعتقد أنه استهدف كذلك مواقع أخرى تخضع لسيطرة مليشيات إيرانية، في حين تصدت المضادات الأرضية لقوات النظام للغارات التي استهدفت بعضها مواقع في دمشق.
وذكرت وكالة أنباء النظام، “سانا”، أن “عدواناً إسرائيلياً استهدف المنطقة الجنوبية” من البلاد، مشيرة إلى أن “الدفاعات الجوية تصدت لصواريخ العدوان الإسرائيلي في سماء محافظة القنيطرة”. كذلك أشارت إلى أن الأصوات التي تُسمع في محيط دمشق تعود لتصدي دفاعات قوات النظام الجوية لعدوان إسرائيلي، بحسب المصدر ذاته.
وأظهرت صور ومقاطع مصورة بثتها الوكالة ووزارة إعلام النظام، انطلاق مضادات أرضية في محيط دمشق، دون التأكد فيما إذا كانت أصابت هدفها أم لا. ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، عن مصدر عسكري من قوات النظام قوله إنه في “تمام الساعة 10:42 من مساء الأربعاء نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل برشقات من الصواريخ جوــ أرض ــ وأرض ــ أرض مستهدفاً بعض الأهداف في المنطقة الجنوبية”، مضيفاً: “وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي للصواريخ المعادية وأسقطت معظمها، واقتصرت الخسائر على الماديات”.
ودأب نظام بشار الأسد على القيام بإخفاء أو التقليل من حجم خسائره الحقيقة في كل مرة يتعرض لها لهجوم إسرائيلي، وكذا عدم ذكر اختصاصات المواقع والقطعات المستهدفة.
وكثف الطيران الإسرائيلي غاراته في الآونة الأخيرة على سورية، مستهدفاً مواقع لقوات النظام، وتحديداً تلك التي تتشارك فيها الانتشار والتمركز مع الميليشيات المدعومة من إيران، و”الحرس الثوري الإيراني”، وبشكل مركز جنوب سورية وشرقها ووسطها.
وتتركز الغارات على مواقع حيوية للنظام والانتشار الإيراني، كمراكز البحوث العلمية التي يعمد النظام من خلالها لترميم ترسانته الكيماوية، فيما تشير تقارير إسرائيلية وغربية إلى أن إيران تستخدم بعض هذه المواقع لتطوير أسلحة وبرامج صاروخية.
وفي 22 من الشهر الماضي، كان آخر استهداف للطيران الإسرائيلي لمواقع وسط البلاد وتحديداً في محافظة حماة، حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات طاولت 5 مواقع على الأقل، ينتشر فيها عناصر من المليشيات الموالية لإيران و”حزب الله” اللبناني ضمن قطعات النظام العسكرية، ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل.
وسبق ذلك بأيام غارات كانت الأعنف استهدفت مواقع للنظام والانتشار الإيراني شرقي البلاد، وتحديداً في محافظة دير الزور، ما أوقع عدداً كبيراً من القتلى في صفوف قوات النظام والميليشيات. حينها قال مسؤول استخباراتي أميركي بارز على علم بالهجوم، لوكالة “أسوشييتد برس”، إن الضربات الجوية نُفِّذت بناء على معلومات استخبارية قدمتها الولايات المتحدة واستهدفت مستودعات في سورية كانت تُستخدم كجزء من خط الأنابيب لتخزين وتجهيز أسلحة إيرانية.
وفي وقتٍ سابق من الشهر الماضي، قالت وسائل إعلام، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، “إن تل أبيب تنوي تكثيف القصف بمعدل ثلاث غارات كل عشرة أيام بدلاً من واحدة كل ثلاثة أسابيع في سورية”، ما يعني أن الانتشار الإيراني جنوبي البلاد وشرقها، بما يحميه من قطعات عسكرية للنظام، باتت تحت برنامج استهداف مدروس من قبل الطيران الإسرائيلي.