عائلات تبحث عن الأكل والتدفئة في مكبات النفايات.. سوء الأحوال الجوية يهدد حياة النازحين السوريين والأمم المتحدة تحذر

قال الدفاع المدني في شمال غربي سوريا إن 3 أطفال أصيبوا في انهيار خيمتهم بفعل الأمطار الغزيرة شمالي إدلب، فيما حذرت الأمم المتحدة من استمرار تدهور الأوضاع بسبب سوء الأحوال الجوية، في حين يلجأ كثير من النازحين إلى مكبات النفايات للحصول على الأكل والتدفئة.

وأوضح الدفاع المدني أنه استجاب لنحو 170 مخيما تضررت بفعل الأمطار.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن برك المياه التي تشكلت بفعل الأمطار داخل المخيمات قطعت الطرق بين الخيام التي حوصر عدد كبير منها.

وأوضح المراسل أن عددا كبيرا من العائلات لا تزال حتى اللحظة تبيت في العراء دون أن تتلقى أي مساعدات.

وأغرقت السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة مخيمات النازحين المكتظة في شمال غرب سوريا، فحولتها إلى مستنقعات ضخمة وفاقمت معاناة الآلاف من قاطنيها.

وحذرت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء من “ظروف مأساوية” في المخيمات التي “أغرقها الفيضان” في إدلب ومحيطها.

وفي مخيم الحاسوب ببلدة معرة مصرين قال النازح محمود العليوي (24 عاما) -الذي يعيش مع عائلته المؤلفة من 10 أشخاص- إنه “لا كلمات تعبر عن 5% من المعاناة التي نعيشها، نحن منذ 3 أيام غارقون في المياه”.

وأضاف بحرقة “لم نترك جهة إنسانية أو منظمة أو جمعية إلا وناشدناها، وحدها فرق الدفاع المدني لبت النداء اليوم وأخرجت الأطفال من المخيم بعدما بات عبارة عن بحيرة كبيرة حوصرت فيها الخيم وسكانها”.

مكب النفايات

وعمل نازحون على انتشال مقتنياتهم المبللة من سجاد وأغطية وأوان منزلية، فيما انهمكت نسوة في إفراغ الخيم من المياه بوسائل تقليدية.

وفي الخارج، رفعت جرافة تابعة لفرق الدفاع المدني -التي تنشط في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة- كميات كبيرة من الأوحال التي خلفتها الفيضانات.

وحُرم النازحون من النوم لليال عدة بسبب تضرر خيمهم، وقال أبو قاسم -وهو أب لـ8 أطفال- “دخلت المياه إلى الخيم، والناس يقفون على أقدامهم منذ 3 أيام”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أنه في مدينة المالكية في شمال شرق سوريا يهرع رجال ونساء وأطفال فور وصول أي شاحنة إلى مكب للنفايات، حيث يبحثون عن عبوات بلاستيكية لبيعها وثياب لارتدائها أو حتى بقايا طعام يسدون بها جوعهم.

وفي المكب تبحث امرأة عجوز تلف نفسها بشال من الصوف يقيها البرد بين أكوام النفايات المحترقة لعلها تجد ما يمكن إنقاذه.

وتجمع امرأة أخرى بقايا أرغفة خبز في كيس من القماش المهترئ علقته على خاصرتها، وتتناول ثالثة من على الأرض ما تبقى في كيس معكرونة.

الأمطار أغرقت خيام النازحين وتهدد حياة كثير منهم (الجزيرة)

ويبتسم طفل وكأنه حقق انتصارا بعدما وجد سروال جينز، فيما يجد أحدهم حذاء أسود اللون في علبة.

وتستعين فتاة صغيرة بعصا حديدية خلال بحثها عن عبوات مشروبات غازية تضعها في كيس تحمله على كتفها، وكلما كانت الكمية أكبر كان المردود المالي من بيعها أفضل.

وأثناء انهماكهم في البحث يعمد بعض الأهالي إلى حرق ما يمكن حرقة بهدف التدفئة.

ونقلت الوكالة عن سيدة سورية قولها “نعيش من قلة الموت، فالموت أفضل من هذه الحياة”.

تحذير أممي

بدورها، حذرت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء من أن تدهور الأحوال الجوية قد “يزيد الأوضاع سوءا مع تساقط الثلوج وانخفاض الحرارة إلى ما دون 3 درجات مئوية في الأيام المقبلة”.

وكتب مارك كتس نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا أمس الاثنين على تويتر “تضرر ما لا يقل عن 4 آلاف شخص في شمال غرب سوريا بشدة بسبب الأمطار والرياح العاتية التي دمرت أو خربت أكثر من 800 خيمة”.

وتضاعفت أسعار المواد الغذائية -وفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة- 3 مرات، في وقت يعاني نحو 9.3 ملايين سوري من انعدام الأمن الغذائي.

المصدر : الجزيرة + وكالات