هجمات ضد “فيلق الشام” في إدلب.. استهداف عابر أم يد خفية؟

في ظل ما تشهده محافظة إدلب في الشمال السوري من تطورات متسارعة، خلال الأيام الماضية، تتعلق بمرور الدوريات المشتركة التركية- الروسية لمسافات طويلة على الطريق الدولي (M4) بعد اعتصامات سابقة لمنعها، تتعرض “الجبهة الوطنية للتحرير”، المنضوية ضمن “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، إلى هجمات متفرقة.

وكان لفصيل “فيلق الشام”، المنضوي ضمن “الجبهة”، الحصة الأكبر من تلك الهجمات، التي لم تتبنها أي جهة حتى الآن.

ولم يتضح بعد الهدف من الهجمات، وهل هي ممنهجة ويراد من ورائها إيصال رسائل أم عبارة عن “أذى”، بحسب ما قاله المتحدث باسم “الفيلق”، سيف رعد، لعنب بلدي.

طرف مجهول وتحقيق أمني
رصدت عنب بلدي خلال الأسبوعين الماضيين تعرّض “الفيلق” لعدة هجمات، من بينها محاولة اغتيال القيادي الحاج طالب خطيب، بإطلاق النار عليه بشكل مباشر في تفتناز بريف إدلب، ما أدى إلى إصابته إصابة خفيفة، إلى جانب تعرّض مقر “فيلق الشام” في المدينة نفسها إلى إطلاق نار مماثل، ما أدى إلى إصابة شخصين.

وهاجم مجهولون شخصًا منتسبًا إلى “الفيلق”، وسرقوا سيارته من نوع “بيكاب متسوبيشي” قرب بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي، كما سرقوا “فان” من نقطة تمركز قرب مدينة كفرنبل، إضافة إلى هجوم على مقر المدفعية التابع لـ”الفيلق” غربي بلدة كفريا والفوعة، وسرقة السيارات والسلاح والهواتف المحمولة وتقييد العناصر قبل فرار المجموعة المهاجمة.

وأطلق مجهولون النار على مقر لـ”لواء مغاوير الجبل” التابع لـ”الفيلق” في معربليت قرب أريحا، إضافة إلى سرقة سيارة خاصة لكل من فصيلي “صقور الشام” و”جيش إدلب”، كما لم يسلم فصيل “أحرار الشام” من الهجمات، إذ تعرض مقره في أطراف بلدة الفوعة إلى هجوم باء بالفشل.

وأشار المتحدث باسم “الفيلق”، سيف رعد، إلى أن “عصابة تشليح وأذى بدأت تنشط في المنطقة”، خلال الأيام الماضية، موضحًا أن أكثر من ثماني عمليات تعرضت لها “الجبهة الوطنية” أغلبها ضد “الفيلق”، ثلاث منها نتجت عنها سرقة آليات وسلاح فردي، منها لقيادي ومقر مدفعية.

بينما توجد عمليتان كان الهدف من ورائهما “الأذى” فقط، بحسب رعد، من خلال إطلاق النار على الهدف والهروب، إلى جانب أربع عمليات فشلت وحوصر المهاجمون قبل أن يتمكنوا من الهروب ضمن المنطقة.

وأضاف المتحدث أن جميع الهجمات تركزت في مناطق الفوعة والصواغية (في مخيط الفوعة) وكفريا وتفتناز والنيرب ومحيطها، كما لا توجد أي حالة قتل حتى الآن.

وحول المسؤول عن تلك الهجمات، لم يوجه رعد الاتهام لأي جهة، مشيرًا إلى أن “الجبهة الوطنية للتحرير” تتابع القضية، بينما اكتفى المتحدث باسم “الجبهة”، النقيب ناجي مصطفى، بالقول لعنب بلدي، إن “الموضوع متابع أمنيًا الآن ولا يوجد تصريح حوله”.

ويقوم “فيلق الشام” بدور مساند للقوات التركية بتحركاتها في إدلب، وينضوي تحت “الجبهة الوطنية للتحرير”، وأدى دورًا أقرب للحياد في معظم الاقتتالات الداخلية التي جرت بين “تحرير الشام” وبقية الفصائل في إدلب.

المصدر : جريدة عنب بلدي