شهد نيسان الماضي افتتاح مشفيين يقدمان خدماتهما مجانًا بعدة اختصاصات طبية، في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
افتُتح مشفى متخصص للأطفال والنسائية في مدينة اعزاز شمالي حلب، مع بداية نيسان الماضي، بينما افتُتح مشفى في مدينة حارم شمال غربي إدلب أواخر الشهر نفسه باختصاصات طبية أوسع.
وتعاني مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وأرياف حلب وحماة من نقص في القطاع الطبي، فمن المفترض أن يوجد 83 مشفى لتغطية الاحتياجات، لكن حاليًا يوجد 65، حسب بيانات صادرة عن “الحكومة السورية المؤقتة” لتقييم الواقع الطبي في شمال غربي سوريا بالنسبة لعدد السكان (أربعة ملايين و178 ألفًا و480 شخصًا حسب إحصاء برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية التابع للأمم المتحدة)، واعتمادًا على إحصائيات نظام المعلومات الصحي (HIS).
وسجلت “الحكومة” وجود 600 طبيب، أي إن كل عشرة آلاف شخص لديهم 1.4 طبيب، وبلغ عدد الأسرّة في المشافي ثلاثة آلاف و65 سريرًا، أي إن كل ألف و363 شخصًا لديهم سرير واحد، وعدد أسرّة العناية المركزة 201 سرير، بمعدل سرير عناية واحد لكل 20 ألفًا و788 شخصًا.
حارم تُدعم بمشفى متعدد الاختصاصات
في أواخر نيسان الماضي، افتُتح مشفى في مدينة حارم يحوي اختصاصات الجراحة العظمية والعامة، ومخبرًا للتحاليل الطبية، وقسم أشعة للتصوير، وقسمًا للولادة الطبيعية (الجراحة العامة تشمل القيصرية)، إضافة إلى قسم العيادات الذي يحوي أقسام العيادات الداخلية والقلبية والعظمية، كما جُهّز المشفى بـ12 سرير استشفاء.
ويستقبل المشفى نحو 100 مريض وسطيًا باليوم في مختلف الاختصاصات، بحسب ما أفاد به مسؤل التواصل والتنسيق في مشفى حارم، عبد الهادي كردي، لعنب بلدي.
وتتفاوت الخدمات الطبية في منطقة حارم مع نظيرتها في مناطق أخرى، رغم أنها تحوي تجمعًا سكانيًا كبيرًا. وأوضح مدير مديرية صحة إدلب، الطبيب منذر خليل، في حديث سابق لعنب بلدي، أن وجود “بعض التفاوت” في مستوى الخدمات الطبية المقدمة بين المناطق، يعود إلى ارتباطه بالدرجة الأولى بتوفر البنية التحتية المناسبة، كتوفر أبنية فارغة مناسبة لاستقبال المنشآت الطبية التي نُقلت من جنوبي إدلب إلى الشمال نتيجة الحملة العسكرية الأخيرة.
وقصفت قوات النظام وحليفها الروسي خلال حملاتها العسكرية البنى التحتية، وبشكل أساسي المشافي الميدانية، إذ استهدفت 31 مشفى و64 مركز “دفاع مدني” منذ نيسان 2019 حتى توقيع اتفاق “موسكو” بين روسيا وتركيا، في 5 من آذار الماضي، الذي قضى بوقف إطلاق النار، حسب “الدفاع المدني السوري”.
وتسعى المديرية لتعويض التفاوت، بحسب خليل، من خلال تخديم المناطق المحتاجة بالعيادات المتنقلة ودعمها بنظام الإحالة، وكذلك استمرار الجهود لتأمين أبنية في المناطق التي تفتقر للخدمات، سواء كانت أبنية عامة أو أبنية خاصة.
كما أن إمكانيات القطاع الصحي صارت متواضعة نتيجة التدمير الذي تعرضت له خلال السنة الأخيرة، ومعظم المنشآت صغيرة تخدم المجتمعات المحلية الموجودة فيها، وهي إحدى السياسات الدفاعية التي انتهجها قطاع الصحة لحماية نفسه، باعتماد منشآت صغيرة وموزعة على كل الجغرافيا، وذلك لتسهيل وصول الناس من جهة، ولتفادي خسارات كبيرة جدًا في حال استهداف المنشأة الطبية.
لكن المديرية مع شركائها (المنظمات) تغطي معظم الاحتياجات الأساسية للمواطنين في المنطقة، ويوجد ضمن محافظة إدلب 46 مشفى و38 مركزًا طبيًا تخصصيًا و65 مركز رعاية صحية أولية وأكثر من 70 عيادة متنقلة وحوالي 220 سيارة إسعاف وإخلاء، وتقدم هذه المنشآت والسيارات حوالي 500 ألف خدمة طبية مجانية شهرية للأهالي في المحافظة، بحسب خليل.
مشفى نسائية وأطفال في اعزاز
بدعم من منظمة “بنفسج”، افتُتح مشفى اقتصرت مهامه على تخصصي النسائية والأطفال في مدينة اعزاز شمال حلب مطلع نيسان الماضي، ليقدم خدمات الرعاية الصحية للأطفال والنساء، وخدمات الولادة الطبيعية والقيصرية للنساء الحوامل، والعمليات الجراحية النسائية، كما يضم جناحًا خاصًا لحواضن الأطفال حديثي الولادة والخدج، وجناح إقامة للأطفال والنساء، بـ12 سريرًا لكل جناح.
ويستقبل المشفى المرضى على مدار 24 ساعة بشكل يومي، عبر ثلاثة أفواج من المناوبات للكوادر الطبية، وتتوفر فيه خدمات التحليل المخبري وصيدلية لصرف الدواء بشكل مجاني، إضافة إلى سيارة إسعاف لتقديم أي خدمة طارئة.
وتنتشر العديد من المشافي والمراكز الطبية في الريف الشمالي والغربي لحلب، وتتبع لوزارة الصحة التركية، فالمشافي الكبيرة تتركز في المدن الرئيسة وتحوي غالبًا مختلف الاختصاصات.
كما تدعم المنظمات عدة مشافٍ في أرياف حلب، منها مشفى الهلال الأزرق في معبر باب السلامة ومشفى النسائية والأطفال في الغندورة شرق حلب، بدعم من منظمة الأطباء المستقلين (IDA)، وتتبع لها أيضًا مراكز صحية في صوران والمخيمات الحدودية، بينما تدير منظمة “الأمين الإنسانية” مراكز صحية بريف عفرين، وتدعم منظمة “SRD” مشفى اخترين وعدة نقاط طبية أخرى في الريف الحلبي.
عنب بلدي