النظام يقصف إدلب… و”تحرير الشام” تؤجل فتح معبر تجاري إثر ضغط شعبي

عدنان أحمد
18 أبريل 2020
قصفت قوات النظام السوري مجدّداً، صباح اليوم السبت، عدة مناطق في ريف إدلب الجنوبي شمالي غرب البلاد، وذلك بعد ساعات من صدّ الفصائل المسلّحة محاولة تسلل لتلك القوات. فيما قررت “هيئة تحرير الشام” تأجيل فتح معبر تجاري مع النظام بالقرب من مدينة سراقب، اليوم السبت، إثر تصاعد الرفض الشعبي.
وذكرت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، أن قوات النظام قصفت بالمدفعية اليوم بلدتي كنصفرة والبارة بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، مضيفة أن ذلك يأتي بعد ساعات من وقوع اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الفصائل وقوات النظام على محور قرية الرويحة في ريف معرة النعمان. فيما استهدفت قوات النظام المتمركزة في مدينة سراقب كلا من بلدة النيرب وآفس شرق مدينة إدلب، إضافة إلى قرية الصالحية في ريف إدلب.

كما تصدّت الفصائل المسلحة، مساء أمس الجمعة، لمحاولة تسلل من قبل قوات النظام على محور قرية بينين في جبل الزاوية، لتندلع إثر ذلك اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

من جهة أخرى، جرى مساء أمس اغتيال قيادي في “تحرير الشام” ومسؤول عن القوى الأمنية في ريف حلب الغربي، بإطلاق النار تجاهه على طريق الأتارب ــ السحارة في ريف حلب الغربي، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

في غضون ذلك، أعلن مكتب العلاقات الإعلامية في “هيئة تحرير الشام” أن الهيئة قررت عدم فتح المعبر التجاري الذي كان مقرّراً اليوم السبت إلى حين انتهاء أزمة وباء كورونا أو تغيّرِ الخريطة الجغرافية لانتشار المرض إيجاباً، أو إيجادِ منطقة أخرى يمكن أنْ يفتح بها منفس تجاري للمنطقة.

ويأتي قرار الهيئة بعد ضغوط شعبية وتوافد المئات من المدنيين والنشطاء، صباح اليوم السبت، إلى موقع المعبر على الطريق الواصل بين سرمين وسراقب في ريف إدلب الشرقي، وذلك للاحتجاج على قرار فتح معبر تجاري مع مناطق سيطرة النظام.

وقالت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، إن مسلحين من “تحرير الشام” انتشروا اليوم على الطرقات المؤدّية إلى موقع المعبر الجديد، وهددوا المحتجين بالاعتقال حال توجههم إلى مكان فتح المعبر.

ويرى ناشطون أنه في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها ملايين المدنيين تخوفا من وباء كورونا وتأثيراته الاقتصادية على حياتهم تزامناً مع حالة النزوح والبطالة، فإنّه من غيرِ المقبول أن تقدم “الهيئة” على افتتاح المعبر، والذي لن يعود بالنفع إلا على “هيئة تحرير الشام” والنظام السوري وبعضِ التجار المتنفذين.

وبحسب ما ذكر مسؤول إعلامي في “الهيئة” يُدعى تقي الدين عمر، في وقت سابق، فإن نية افتتاح المعبر جاءت رغبة لتجار إدلب، الذين اشتكوا للهيئة من كساد المنتجات والمحاصيل الزراعية.

وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على معظم محافظة إدلب، وكان لديها عدة معابر تصل مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة النظام قبل الحملة العسكرية الأخيرة، لكنها أغلقت بسبب تقدّم النظام وارتفاع حدة التوتر.

واستنكر بيان باسم أهالي مدينة معرة النعمان، أمس، نية افتتاح المعبر، واعتبروا هذه الخطوة “طعنة للثورة وخيانة لدماء الشهداء، وشريان حياة للنظام للتخفيف من آثار أزماته الاقتصادية، وتهديدا لمناطق المعارضة بانتقال فيروس كورونا إليها”.

 

العربي الجديد