توقعت “منظمة الصحة العالمية” استمرار أزمة تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) لفترة طويلة، محذرة من أن معظم سكان العالم لا يزالون عرضة للإصابة بالفيروس.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو عقده، الأربعاء 22 من نيسان، من مقر المنظمة في جنيف، إن “معظم الدول ما زالت في مراحل مبكرة من تفشي الوباء، وبعض البلدان التي تعرضت للتفشي في وقت مبكر بدأت تشهد ظهور إصابات جديدة”.
وأضاف، “لا يخطئن أحد، أمامنا طريق طويل، هذا الفيروس سيكون معنا لفترة طويلة”.
وأشار غيبريسوس إلى أنه في حين بدأ يتجه انتشار الفيروس نحو الاستقرار أو الانحدار في معظم دول غرب أوروبا، إلا أن وتيرة تفشيه لازالت تصاعدية بشكل مثير للقلق في إفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية وشرق أوروبا.
ولفت المسؤول الأممي إلى أن “العناصر الأولية تُبيّن أن غالبية سكان العالم لا يزالون معرضين للإصابة بالفيروس”، محذرًا من أن “الخطر الأكبر الذي نواجهه اليوم هو التهاون أمامه”.
واعتبر غيبريسوس أن إعلان المنظمة حالة الطوارئ الصحية العالمية بسبب تفشي فيروس “كورونا” كان في الوقت المناسب، وأنه أتاح لدول العالم وقتًا كافيًا للاستعداد وإعداد خططها للتصدي له.
وقال في هذا الصدد، “أعلنا مستوى التحذير الأعلى في وقت لم يكن في العالم إلا 82 إصابة مؤكدة ولا وفيات، خارج الصين”، مبينًا أنه في ذلك الوقت “بلغ عدد الإصابات في أوروبا عشرة فقط، منها خمس في فرنسا”.
ويأتي ذلك ردًا على انتقادات وجهها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمنظمة الصحة العالمية عقب إعلانه وقف تمويلها، متهمًا إياها بـ”سوء إدارة شديد وتستر على الصين” في أزمة تفشي فيروس “كورونا”.
واتهم ترامب المنظمة الأممية بالتقاعس عن أداء عملها، والوثوق بتطمينات الحكومة الصينية والدفاع عنها، ما تسبب بانتشار أكبر للفيروس، وارتفاع عدد الوفيات، وأضرار للاقتصاد العالمي.
واعتبر أنه كان من الممكن احتواء تفشي “الجائحة” في مهدها، لو أن المنظمة الأممية أرسلت خبراء طبيين إلى الصين لتقييم الوضع، وفضحت “عدم شفافية” بكين.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بسبب “كورونا”، في 30 من كانون الثاني الماضي، واستخدمت في 11 من آذار مصطلح “جائحة” لتقييم مدى انتشار الفيروس، بعد المستويات المرتفعة لتفشيه، بسبب تقاعس بعض الدول عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهته.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه يُعلن عن الوباء “عندما ينتشر مرض جديد، لا يتمتع فيه الناس بالحصانة، في جميع أنحاء العالم بما يفوق التوقعات”.
وارتفع عدد المصابين بفيروس “كورونا” حول العالم إلى نحو مليونين و500 ألف شخص، في حين بلغ عدد الوفيات نحو 170 ألف شخص، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وبلغ عدد المتعافين من الفيروس حتى اليوم نحو 700 ألف شخص، بحسب موقع “Gis And Data“، الذي تديره جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية للأبحاث والبيانات.
عنب بلدي