قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها اليوم الإثنين، إن قوات النظام تنتقم من المدنيين الذين اختاروا البقاء في المناطق التي سيطرت عليها في إدلب، حيث تظهر صور حصلت عليها المنظمة قوات النظام تطلق النار على المدنيين وتنكل بجثثهم في بلدات سيطرت عليها في محافظتي إدلب وحلب.
وأوضح التقرير أن هيومن رايتس ووتش حصلت على صور تظهر عناصر من الفرقة 25 مهام خاصة التابعة لنظام الأسد والمدعومة من روسيا وكانت تعرف بقوات النمر، يقفون على جثة رجل قتلوه بعد سيطرتهم على مدينة معرّة النعمان.
وأشار التقرير إلى أن ناشطاً إعلامياً زودها بلقطة لقصة فيسبوك لعنصر من قوات النظام، يظهر فيها الجندي وجندي آخر وهما يقفا فوق جثة محترقة جزئياً، وتتبعت المنظمة حساب الجندي الذي يعمل في المخابرات الجوية، ووجدت أن الحساب هو نفسه الذي نشر القصة رغم أنها لم تعد موجودة وتُظهر الصور على الحساب التي يعود تاريخها إلى أيلول 2018 أنه كان في إدلب.
وتحدثت هيومن رايتس ووتش إلى ثلاثة أشخاص حددوا هوية الجثة وقالوا إنها تعود إلى أحمد الجفال، أحد سكان معرة النعمان ممن رفض المغادرة أحدهم كان جار الجفال بينما الآخران كانا جزءا من فريق “الدفاع المدني السوري”. كان الثلاثة يعرفونه وقالوا إن آخر مرة شاهدوه حيا كانت قبل يومين من دخول قوات النمر المنطقة.
وأكد التقرير أن هذا الحادث ليس الوحيد الذي انتقمت فيه قوات النظام من السكان المدنيين في المنطقة، حيث أظهرت تسجيلات فيديو حصلت عليها صحيفة “ديلي تلغراف البريطانية” إطلاق قوات النمر في 11 شباط الماضي النار على نساء مسنات أثناء محاولتهن الفرار من تقدم قوات النظام في غرب حلب.
وقال مايكل بَيْج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “قصفت قوات النظام وروسيا المناطق عشوائيا لإجبار المدنيين على الفرار الجماعي، ويبدو أنها الآن تُروِّع من بقي منهم. ينبغي محاسبة القوات المسيئة وقادتها الذين لم يردعوا تلك القوات”.
وأضاف بيج “أساءت قوات النظام إلى المدنيين لفترة طويلة ولم تُحاسب أبدا. لكن ينبغي أن يحذر أولئك الجنود من أن الذين ينتهكون القانون الدولي سيُساقون إلى العدالة على حين غرّة، حسبما يشهد التاريخ”.
يذكر أن التقرير أشار إلى أن قوات “النمر” بقيادة العميد سهيل الحسن، تتلقى تدريبات ومعدات عسكرية روسية، وتعتبرها القوات الروسية عنصرا أساسيا في عملياتها.
تلفزيون سوريا