عبسي سميسم
15 مارس 2020
انقضى العام التاسع من عمر الثورة السورية ليكشف عن جرائم جديدة مخيفة ارتكبها نظام الأسد بمساندة كل من روسيا وإيران بحق السوريين، وسط عجز دولي عن إيقاف نزيف الدم السوري.
وكان هذا العام هو الأكثر قساوة؛ بسبب موجات النزوح والتهجير التي حدثت في شمال غرب سورية، حيث تحولت حواضر لمدن أشباح بقيت أنقاض منازلها شاهدة على وحشية النظام، ومدى وحشية آلة الحرب الروسية التي دفنت عائلات بأكملها تحت الأنقاض.
وأوضحت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير، اليوم الأحد، أنّ “نحو ربع مليون شخص قتلوا في سورية منذ مطلع الثورة عام 2011، بينهم 29257 طفلاً، إضافة إلى نحو 28816 امرأة”، حسب التقرير.
وأوضحت الشبكة أنّ نحو 1.2 مليون سوري تعرضوا لتجربة الاعتقال والتعذيب، لكن قرابة 147 ألف شخص لا يزالون قيد الاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري.
ومع انتشار فيروس كورونا الجديد “كوفيد -19″، أخيراً، فإنَّ عشرات آلاف المعتقلين مهددون بخطر الإصابة والعدوى، وإنَّ الغالبية العظمى منهم في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري أو إنه قد قام بقتلهم، وفق التقرير.
وبحسب قاعدة بيانات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فإنّ “هناك ما لا يقل عن 129989 ألف شخص لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى النظام السوري، بينما يعد تنظيم داعش مسؤولا عن اعتقال واختفاء 8668 شخصاً، أما قوات سورية الديمقراطية (قسد) فمسؤولة عن اعتقال واختفاء 3087 شخصاً”.
أما فصائل المعارضة المسلحة، حسب التقرير، فمسؤولة عن اعتقال نحو 3044 شخصاً، وبالنسبة للتنظيمات الإسلامية المتشددة، بما فيها هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” سابقاً، تعد مسؤولة عن اعتقال واختفاء 2057 شخصاً.
وحسب الشبكة، فإنّ 14391 شخصاً قضوا تحت التعذيب في سورية، يعد النظام السوري مسؤولاً عن 99% منها، وقتل في سجون النظام ومعتقلاته نحو 14221 شخصاً، بينما قتلت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) 50 شخصاً تحت التعذيب، أما فصائل المعارضة السورية فمسؤولة عن مقتل 43 شخصاً تحت التعذيب، بينما قتل تنظيم داعش 32، أما “هيئة تحرير الشام” فتعد مسؤولة عن قتل 25 شخصا تحت التعذيب، بينما أكدت الشبكة أنّ 20 شخصاً قضوا على يد جهات أخرى.
ووفق التقرير، فقد استخدمت الذخائر العنقودية في سورية في ما لا يقل عن 492 هجوماً منذ مارس/ آذار 2011، منها 248 على يد قوات النظام السوري، و236 هجوماً على يد القوات الروسية، وثماني هجمات سورية- روسية، في حين سجَّل التقرير إلقاء سلاح الجو التابع للنظام السوري قرابة 81916 برميلاً متفجراً منذ أول استخدام موثق لهذا السلاح في 18 يوليو/ تموز 2012، حتى مارس/ آذار 2020.
موجة نزوح هي الأكبر
وتسببت قوات النظام وروسيا بموجة نزوح هي الأكبر من نوعها منذ بدء الثورة في سورية عام 2011، حيث وصل عدد النازحين في منطقة شمال غرب سورية إلى نحو 1.7 مليون شخص حسب “فريق منسقو استجابة سورية”، نزح نحو 400 ألف منهم خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي بدأتها قوات النظام في يناير/ كانون الثاني عام 2019.
وصل عدد النازحين في منطقة شمال غرب سورية إلى نحو 1.7 مليون شخص
بينما أحصى الفريق استهداف نحو 83 منشأة طبية و17 منشأة تعليمية و36 مخيما للنازحين و29 فرنا ومخبزا و33 سوقا شعبيا و20 مركزا للدفاع المدني و98 منشأة خدمية و131 دارا للعبادة، و14 سيارة إسعاف. وهذه الإحصائية ما بين إبريل/ نيسان 2019 و21 فبراير/ شباط من عام 2020.
وحسب الفريق تجاوز عدد المخيمات في شمال غرب سورية 1259 مخيماً تضم نحو مليون نازح، حيث وصل عدد المخيمات العشوائية إلى نحو 348 مخيماً، بينما وثق الفريق 9 حالات وفاة بسبب البرد في العام التاسع للثورة.
وكانت العمليات العسكرية للنظام قد تسببت بنزوح نحو 6.2 ملايين شخص داخلياً في سورية، بينما لجأ 5.7 ملايين لدول مجاورة، إضافة إلى أن موجات النزوح الداخلي رفعت عدد سكان محافظة إدلب السورية من 1.5 مليون شخص لنحو 4 ملايين شخص، وذلك حسب “فريق سوريون من أجل العدالة”.
ولا تزال مخاوف السوريين قائمة مع عام جديد تدخله الثورة السورية، تقلصت فيه المساحة الجغرافية التي كانت بيد قوات المعارضة السورية، مع ضعف في الموارد وواقع معيشي صعب يعانيه الأهالي في شمال غرب سورية.
العربي الجديد