أخر الأخبار

لاجئون سوريون في الأردن يستبعدون العودة إلى “حضن الوطن”

تزامنا مع انتشار العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي أظهرت الازدحام الكبير على دائرة الهجرة والجوازات في العاصمة دمشق، بغية حصول المواطن السوري على جواز سفر يغادر من خلاله البلاد في ظل غياب جل مقومات الحياة، صرَّح ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن “دومينيك بارتش” بأن 5500 لاجئة ولاجئ سوري غادروا الأردن وعادوا إلى بلادهم في عام 2021. مؤكدا أن عودة هؤلاء كانت “طوعية”.

ونقل موقع قناة “المملكة” عن بارتش خلال لقاء صحفي مصغر، القول إن استطلاعات رأي أجرتها المفوضية أظهرت أن أغلبية اللاجئين يرغبون بالعودة إلى بلادهم لكنهم غير قادرين بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة في سوريا، إضافة لأسباب تتعلق بالتجنيد الإلزامي للشباب، وأخرى تتعلق بالأوضاع المعيشية هناك.

ليظهر بارتش بعدها في مقابلة له مع وكالة “الأناضول” التركية، نشرت في 13 من كانون الثاني ويقول إنه “لسوء الحظ، لا يبدو ممكنا عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم في المستقبل القريب”.

وحسب استطلاعات رأي أجراها موقع تلفزيون سوريا مع العديد من السوريين الموجودين على الأراضي الأردنية، يرى البعض أن هذا التصريح فيه الكثير من التناقض فهذا الرقم بالنسبة لعدد السوريين في الأردن لايعتبر كبيرا وأن الأوضاع المعيشية في سوريا لاتشجع أبدا على العودة وشكك البعض أنه لابد أن المفوضية اعتبرت أن الحاصلين على موافقة خروج وعودة قد سجلوا من ضمن هذه الإحصائية التي يكاد عدد الأرقام المسجلة فيها لايذكر نسبة إلى عدد السوريين الموجودين في الأردن بحسب ناشطين سوريين.

إذ يمكن للمستثمرين والطلاب والحاصلين على تصاريح عمل وغيرهم من العائلات الحصول على موافقة طلب الخروج والعودة إلى الأردن عن طريق وزارة الداخلية الأردنية.

ووثقت منظمة العفو الدولية، في أيلول عام 2021، انتهاكات بحق عدد من اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى وطنهم حيث تعرضوا للاعتقال والاختفاء والتعذيب والاغتصاب على أيدي قوات النظام السوري، ما يثبت أنه لا يزال من غير الآمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وانتقد تقرير المنظمة الذي حمل عنوان “أنت ذاهب إلى الموت“، الدنمارك والسويد وتركيا، لتقييد الحماية والضغط على اللاجئين السوريين للعودة إلى ديارهم.

أحد الناشطين العاملين في إحدى منظمات العمل الإنساني، (طلب عدم ذكر اسمه)  يقول لـ موقع تلفزيون سوريا إنه حاول على مدار شهرين كاملين الوصول إلى حالة فرد أو عائلة  تنوي العودة إلى سوريا  ليكمل من خلالها إعداد أحد أبحاثه الميدانية لكن دون جدوى، موضحا: “كل محاولاتي كانت يائسة باستثناء حالة واحدة تعود لعائلة في مخيم الزعتري أرادت العودة قبل فصل الشتاء بعد أن تم تأمين منزل لهم من قبل أقاربهم في محافظة درعا”.

عدد اللاجئين السوريين العائدين ضئيل

وهذا ما أكده الصحفي “يزن توركو” لـ “موقع تلفزيون سوريا” أن غالبية هذا العدد المتواضع كان من مخيم الزعتري أما الطلاب والمستثمرون الذين حصلوا على مذكرة خروج وعودة فعلى الأرجح  أن أسماءهم غير مدونة  ضمن  الإحصائيات التي تحدث عنها ممثل الأمم المتحدة بما يخص عام 2021″.

ويضيف: “أن الحياة في سوريا حاليا لاتقل صعوبة عن الوضع في المخيمات خاصة للأشخاص الذي هجروا  من مناطقهم  سابقا خلال العمليات العسكرية لجيش الأسد وحلفائه، وغير قادرين على تأمين أجرة سكن يؤويهم، نحن هنا لانشكك بالأرقام التي أعلنت عنها مفوضية الأمم لكننا نقول إن تلك الأرقام ضئيلة جدا مقارنة بأعداد السوريين في الأردن والذي يتجاوز المليون، وبالتالي نحن لانعرف ظروف الناس وما الدوافع التي جعلتها تقدم على اتخاذ خطوة العودة إلى سوريا لكن مانعرفه أن تلك الأعداد لا يجب أن تكون حجة للترويج من قبل الإعلام الروسي وإعلام النظام بأن سوريا آمنة للعيش وأن السوريين يرغبون بالعودة”.

ويتابع توركو الموجود في العاصمة عمان حديثه لـ “موقع تلفزيون سوريا”: “على الأرض نجد العكس تماما، تصلنا مكالمات شبه يومية من الداخل السوري تحمل استفسارات وأسئلة عن إمكانية دخول السوريين للأردن، ولا ننسى الأعداد التي وصلت إلى مصر في الأشهر الأخيرة الماضية، ولايزال البعض يسعى للحصول على فرصة يغادر فيها الأراضي السورية، يضاف إلى ذلك السوريون الذين ضاقت بهم الأحوال في دول الجوار كيف فكروا في  اللجوء عبر الطرق المليئة بالمخاطر والصعوبات وتحمل مشقات السفر والبرد كالتوجه إلى بيلاروسيا وتعريض حياتهم للخطر على أن يعودوا إلى سوريا التي يروج النظام وحلفاؤه للعودة إليها”.

وعن مغادرة اللاجئين السوريين من الأردن إلى دول أوروبية وتقطع السبل بهم عند الحدود البيلاروسية، أوضح بارتش أن المفوضية تجري حملات توعية للاجئين غير المغادرين وإبلاغهم بالمخاطر التي تعرض لها اللاجئون هناك  وعن الأوضاع المعيشية الصعبة.

وأضاف، “شاشات التلفزة والأخبار تظهر حجم المعاناة والمخاطر التي يتعرض لها اللاجئون”، موضحا أن “المفوضية  لن تمنع أي شخص يريد مغادرة البلاد، لكن نعمل على توعيتهم بمناطق قد تعرضهم للخطر”.

وأشار إلى أن “عددا كبيرا من اللاجئين حصلوا على ميزة إعادة توطين في بلد ثالث لتخفيف الضغوط على الخدمات في البلد المستضيف”، موضحا أن “أغلب اللاجئين الذي حصلوا على هذه الميزة غادروا إلى كندا وبعض الدول الأوروبية”.

الأزمة الاقتصادية في سوريا

خلال العام الماضي أقدم محمد جمال، (اسم مستعار) على زيارة سوريا مرتين بعد الحصول على موافقة خروج وعودة من الجانب الأردني بهدف تقديم امتحانات فصله الدراسي الأخير بكلية الحقوق في جامعة دمشق، وعبر لـ “موقع تلفزيون سوريا” عن استيائه من الوضع المعيشي في دمشق، قائلا :”لولا تعلق الأمر بامتحانات تخرجي لما فكرت بالعودة مطلقا، أنا لا أريد العودة بنية الاستقرار خاصة بعد ما رأيته في زيارتي الأخيرة، مجرد دخولك للأراضي السورية يقابلك الفساد مباشرة، رشوة مالية تغنيك عن إثبات فحص الكوفيد، ورشوة أخرى تجنبك الانتظار الطويل وثالثة لاتعرف سببها تحت مسمى حلوان، هذه الكلمة متداولة في معظم قطاعات الدولة السورية تسمعها منذ دخولك وحتى مغادرة البلاد”.

ويضيف: “كيف للسوريين أن يفكروا بالاستقرار وهم محرومون من جميع حقوقهم المدنية والحياتية؟ قضيت كل فترة الامتحانات من دون كهرباء ولاتدفئة، تمنيت لو اكتمل شحن هاتفي مرة واحدة فقط خلال الأسابيع الثلاثة التي قضيتها بسبب انقطاع الكهرباء. دول اللجوء نعمة كبيرة مهما كانت مصاعبها مقارنة بحجم الحرمان والصعوبات هناك، عدة تفاصيل تجعلك تفقد صبرك وأعصابك وتعيش في وضع صحي ونفسي صعب يجعلك تشك ولو لحظة واحدة أنه من المستحيل لسوري عاقل أن يرغب بالعودة طواعية لحضن وطن بارد بائس غير قادر على حماية أبنائه”.

صحيفة الغد الأردنية نقلت عن دومينيك بارتش ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن قوله خلال لقاء صحفي مصغر إن “قرابة 41 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلدهم منذ عام 2018، موضحا أن هذا العدد قليل ولا يشكل سوى 5 في المئة من إجمالي اللاجئين السوريين الموجودين في الأردن”.

وأشارت الحكومة من جهتها، إلى وجود 1.3 مليون لاجئ سوري في الأردن نحو نصفهم غير مسجل لدى المفوضية.

كما لفتت المفوضية إلى أن الأردن واحد من أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية، متحدثة عن إدخال الأردن للاجئين في برنامج التطعيم ضد فيروس كورونا.

وفي آخر إحصاء لعدد اللاجئين في الأردن بلغ عدد اللاجئين السوريين 1.3 مليون لاجئ، ومن بين 672952 لاجئا مسجلا في الأردن، هنالك 19.5% يعيشون في المخيمات (أي 131300 لاجئ) غالبيتهم يعيش في مخيم الزعتري (81 ألف نسمة)، وأزرق (43934 نسمة).

أما البقية التي بلغ عددها 542 ألف نسمة فيعيش معظمها في المناطق الحضرية بالأردن، ويتركزون في عمان (26%)، وإربد (18%)، والمفرق (12%). بلغ عدد البالغين منهم 314 ألف نسمة، ينقسمون بالتساوي بين الرجال والنساء، وهنالك 332 ألف طفل، ويشكل من تجاوزوا 65 من العمر (وبلغ عددهم 27 ألف نسمة) 4.1% من تعداد اللاجئين الذي يزداد بصورة شهرية، حيث يبلغ عدد الولادات شهرياً 2000 مولود جديد.

تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

ترامب: “واشنطن لم تقدم التزاما للأكراد من أجل حمايتهم مدة 400 عام”

Hasan Kurdi

راقصو “العرس الوطني” السوري… المزايدة بالتشبيح

Hasan Kurdi

صحيفة إسرائيلية: روسيا تتفهم مصالحنا في سوريا وتدعم النظام بأسلحة قديمة

Hasan Kurdi

مفخخات الشمال أحجية الموت السوري

Hasan Kurdi

مقتل 11 عنصراً لـ”قسد” بمواجهات مع الجيشين التركي والوطني شماليّ سورية

Hasan Kurdi

خارجية النظام: سوريا ترفض افتتاح تركيا كلية الطب في ريف حلب

Hasan Kurdi