وفيت أم سورية في شهور حملها الأخيرة وأطفالها الثلاثة أثناء نومهم، فجر الأحد، بسبب استنشاق أدخنة سامة ناتجة عن حرق الفحم لتدفئة غرفتهم في قرية “الخرايب” جنوبي لبنان.
وقال قائد فرقة الخرايب في جمعية الرسالة للإسعاف، يوسف الدر: “عند الخامسة والنصف فجرا تلقّينا اتصالاً حول وجود حريق، ليتّضح لاحقاً أنّها حالة اختناق، ثمّ تمّ إبلاغنا بأنّه جرى نقل الضحايا بسيارات مدنية إلى مستشفى الفقيه، ولاحقا تلقينا اتصالاً لنقل أربع جثث من المستشفى، والضحايا هم عنود حسن حمدان، وأطفالها عبد الله ماهر العبدالله، ومرام ماهر العبدالله، وروان ماهر العبدالله”.
وأعرب رئيس بلدية الخرايب، حسان الدر، في اتصالٍ مع “العربي الجديد”: “نزحت العائلة إلى منطقتنا منذ بدء الأزمة السورية، والأم حامل بشهرها التاسع، وأطفالها الثلاثة، صبي وفتاتان، جميعهم دون العشر سنوات، والأب يعمل في تأمين عمّال سوريين لأغراض الزراعة، وعاد أمس من عمله متعباً لينام في غرفة محاذية لغرفة أطفاله، ونامت الأم وأطفالها بجانب منقل الفحم الذي أشعلته لتدفئتهم”.
وقال مسؤول بمستشفى الفقيه، إن الأم تبلغ من العمر 31 سنة، وأطفالها أعمارهم 8 و7 و4 سنوات، وكانوا قد ماتوا بالفعل لدى وصولهم إلى المستشفى.
ولفت رئيس البلدية إلى أنّ “التحقيق الرسمي لم يبدأ بعد لحسم الأمر”، منبّها المواطنين واللاجئين إلى “خطورة اللجوء إلى وسائل تدفئة قد تؤدي إلى الاختناق، أو إشعال الحرائق، خصوصاً أنّها ليست الحادثة الأولى، كما أنّ المنطقة تستضيف نحو 3 آلاف لاجئ سوري”.
ويقيم في لبنان، الذي يبلغ تعداد سكانه 6 ملايين نسمة، نحو 1.5 مليون سوري فروا من الصراع المستمر منذ عقد في بلادهم، وغالبا ما يعيش هؤلاء في مخيمات سيئة ومنازل متهالكة.
وفي ظل معاناة لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تعمق الفقر بين اللبنانيين والسوريين على حد سواء، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 90 في المائة من الأسر السورية اللاجئة تعيش في فقر مدقع.