أعلنت فعاليات أهلية وناشطون في الداخل الفلسطيني، عن إطلاق العديد من حملات التبرع لإغاثة النازحين السوريين والفلسطينيين في الشمال السوري، وذلك للتضامن مع قاطني الخيام، الذين يتعرضون لظروف مناخية قاسية جراء المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، لاقت تلك المبادرات ترحيباً في الأوساط الثورية السورية.
ويستعد نشطاء وفعاليات في الحراك الشعبي الثوري السوري، لإطلاق حملة بعنوان “الجرح واحد شكراً فلسطين”، على مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن ترحيبهم وامتنانهم لموقف فلسطيني الداخل في الوقوف مع الشعب السوري المهجر في مناطق الشمال السوري، مؤكدين أن الجرح واحد سوريا وفلسطينياً والموقف واحد.
وأطلق الفلسطيني “إبراهيم خليل” ومن خلال حسابه على فيسبوك حملته حملت عنوان “بيت بدل خيمة” لإغاثة ساكني المخيمات في شمال غرب سوريا لإنشاء قرية من المنازل الإسمنتية، حيث لاقت تلك الحملة انتشاراً واسعاً بين الفلسطينيين في القدس المحتلة وعموم الأراضي الفلسطينية، الذين بادروا للتبرع لهذه الحملة.
ووفقاً لإبراهيم فقد وصلت قيمة التبرعات إلى 3 ملايين شيكل (حوالي مليون دولار أمريكي) إذ تبرع رجال بالأموال ونساء بالحلي وحتى الأطفال تبرعوا كذلك، وأوضح إبراهيم خليل، في تصريحات لوسائل إعلام فلسطينية، أن الحملة تهدف إلى إنشاء قرية سكنية مكونة من 270 شقة سكنية، بالإضافة إلى مسجد ومدرسة ومركز طبي ومجمع تجاري، لفائدة العائلات النازحة في الخيام بالشمال السوري.
وعرض الشاب الفلسطيني “إياد زينون” منزلَه للبيع في ضاحية السلام بالقدس بهدفِ التبرع بثمنِه من أجل بناء منازلَ للنازحين في الشمال السوري، وبحسب زيتون فإنه يعتزم بيعَ منزل له بمبلغ 300 ألف شيكل (قرابة 95 ألف دولار) للتبرع بها من أجل نازحي سوريا، حيث سيخصص المال لشراء 35 أو 40 منزلاً للنازحين في مخيمات الشمال السوري، وذلك للتخفيف من معاناتهم والتعبير لهم عن وحدة الألم والمصير الفلسطيني السوري.
أما في مخيم شعفاط بمدينة القدس المحتلة فقد قام أهالي المخيم بجمع ما قيمته 200 ألف شيكل لإغاثة النازحين السورين والفلسطينيين في مخيمات الشمال السوري، وذلك ضمن حملة أنا إنسان التي أطلقها عدد من الناشطين والجمعيات الخيرية، وفق مانشرت “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا”.
وسبقت حملة (بيت بدل خيمة) حملات لإغاثة النازحين السوريين والفلسطينيين في الشمال السوري، أطلقتها منظمات إغاثية إنسانية فلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، حيث أطلقت جمعية “العيش بكرامة” الفلسطينية حملة “الكرامة 6″، وقامت بإرسال 25 شاحنة محمّلة بحوالي 625 طناً من الفحم خلال شهر فبراير/شباط 2020، وقافلة مساعدات إغاثية في شهر يناير/كانون الثاني 2020.
في حين أطلقت جمعية “القلوب الرحيمة” حملة “دفء القلوب الرحيمة” التي جمعت حوالي مليون دولار بعد نحو أسبوع على إطلاق الحملة، فيما جمع أهالي بلدة طمرة الواقعة شمال فلسطين مبلغ 1.2 مليون شيكل تبرع بمعظمه أهالي البلدة لإغاثة أهل الخيام في الشمال السوري، فيما تمكنت الشابة الفلسطينية سيرين حمودة فتمكنت من جمع حوالي 60 ألف دولار من أهالي كفر مندا شمال فلسطين المحتلة، وذلك بهدف نقل العائلات من خيام إلى شقق ووحدات سكنية.
أما أهالي بلدة طوبا الزنغرية، التي تقع شمال شرق طبريا في فلسطين، تمكنوا من جمع تبرعات مالية بقيمة 100 ألف دولار أميركي، وقاموا بإرسالها إلى المحتاجين في مخيمات الشمال السوري، وفي الشهر الثاني من عام 2021، تبرّع الشيخ رائد صلاح بجائزة مالية بقيمة 2800 دولار، كان قد كُرم بها في تركيا تقديراً على جهوده في خدمة قضايا الأمة، للنازحين السوريين.
وضمن مشروع الاستجابة العاجلة لمواجهة فيروس كورونا قامت طواقم جمعية الإغاثة 48، وبدعم من أهل الخير داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بتوفير عدد من المستلزمات الطبية وإرسالها للاجئين الفلسطينيين المهجّرين في الشمال السوري، إضافة إلى مشاريع وحملات إغاثية عديدة قامت بها كمشروع “رغيف الخبز وحملة “فاعل خير” التي أطلقتها الجمعية بالتزامن مع موسم الشتاء”.
وكان نجح “فريق ملهم التطوعي” وخلال أقل من أسبوع، من جمع مبلغ ميلوني دولار أمريكي، كتبرعات لإيواء العائلات المهجرة في مخيمات الشمال السوري ضمن أبنية سكنية، وكانت بدأت المنظمة بعمليات نقل أول دفعة من المهجرين لمساكن معدة مسبقاً في سياق حملة أطلق عليها “حتى آخر خيمة”.
وبدأت حملة “فريق ملهم التطوعي”، بهدف الوصول لمبلغ 400 ألف دولار، لإيواء 100 عائلة ضمن وحدات سكنية مجهزة سابقاً للأيتام، لكن حجم التفاعل الكبير مع الحملة، دفع الفريق لرفع سقفها للمليون دولار، ليتمكن من الوصول للمبلغ المذكور خلال أقل من يومين، قبل أن يمدد التحدي لمليوني دولار، وتمكن من جمعها، وكانت جمعيات وأفراداً فلسطينيين في صدارة الأكثر تبرعاً في الحملة التي أطلقها فريق ملهم.
شبكة شام الإخبارية