غارات روسية وقصف واشتباكات في شمال سورية

تتصاعد في الشمال السوري الاشتباكات والهجمات المتبادلة بين القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني السوري” من جهة و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) من جهة أخرى، وقد حصدت قتلى وجرحى من الطرفين في الساعات والأيام الأخيرة.

كما تواصل قوات النظام والطيران الحربي الروسي استهداف محافظة إدلب، ومناطق شمال غرب سورية في مؤشر على نية بالتصعيد العسكري، لاكتساب مناطق جديدة، أو الضغط لتهجير ما تبقى من سكان جنوب إدلب.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية وفصائل الجيش الوطني قصفت بعشرات القذائف المدفعية مواقع انتشار “قسد” في قرى تل شنان ودردارة وأم الكيف القريبة من القاعدة الروسية، إضافة إلى مواقع أخرى تتمركز فيها قوات النظام في ريف تل تمر بريف الحسكة، حيث تواصل القصف حتى فجر اليوم السبت، ما أسفر عن إصابة عنصر في قوات النظام. من جهتها، قصفت “قسد” مناطق سيطرة الجيش الوطني في الشمال السوري.

وكانت “قسد” أعلنت عن مقتل القيادي فيها صلاح الدين سعيد شهابي الملقب بـ”ريناس روج ” وهو إيراني الجنسية إثر استهداف سيارته يوم أمس من طائرة مسيرة تركية على طريق القامشلي – عامودا عند مفرق علي فرو شمالي الحسكة، فيما قُتل جندي تركي و3 عناصر من “الجيش الوطني” جراء استهداف عربتهم الخميس الماضي بعبوة ناسفة بالقرب من عالية بريف رأس العين.

وسبق ذلك مقتل 9 من قادة وعناصر “قسد”، بينهم قيادية وإصابة أكثر من 10 آخرين، جراء قصف طائرة تركية مسيرة لمقر مكتب العلاقات العسكرية لمجلس تل تمر العسكري تحت قيادة “قسد”، وذلك خلال اجتماع لقيادات عسكرية.

ووفق المرصد، فقد استقدمت قوات “قسد” تعزيزات عسكرية كبيرة إلى أبو راسين (زركان)، تتألف من 60 سيارة مزودة برشاشات ثقيلة، إضافة إلى عربات ومصفحات ومقاتلين، حيث انطلقت تلك التعزيزات من رميلان، والقحطانية.

وفي شمال غرب البلاد، قصفت قوات النظام السوري مجدداً مناطق جنوبي إدلب، فيما شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على المنطقة.

وذكر الناشط الصحافي محمد المصطفى لـ”العربي الجديد” أن الطائرات الروسية قصفت صباح اليوم بقذائف المدفعية بلدة إبلين في جبل الزاوية جنوبي إدلب، وبلدة حميمات شمالي محافظة حماة. من جهتها، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة حرش جوزف جنوبي إدلب، وبلدة تقاد غربي حلب.

وكانت الطائرات الحربية الروسية شنت أمس غارات على محيط بلدة قورقينا، والغابات الحراجية بالقرب من قرية عين شيب غربي مدينة إدلب، ما أدى لاندلاع عدد من الحرائق فيها. وأسفر قصف قوات النظام على جنوب إدلب خلال الـ48 ساعة الأخيرة عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص، معظمهم أطفال، بعد هدوء نسبي في المنطقة.

 وفي تقرير لها أمس الجمعة، ذكرت فرق الدفاع المدني العاملة في منطقة إدلب، أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها وروسيا، شنت ما يزيد عن 430 هجوما منذ بداية يونيو/ حزيران الماضي حتى يوم 19 أغسطس/آب، ما تسبب في مقتل وجرح العشرات من المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.

وأشار التقرير إلى توسع دائرة قصف نظام الأسد وروسيا من ريف إدلب الجنوبي والغربي إلى مناطق ريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 107 أشخاص، من بينهم 35 طفلاً و19 امرأة، ومتطوعان اثنان في صفوف الدفاع المدني السوري، وجرح خلال ذات الفترة أكثر من 277 شخصاً نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 69 طفلاً.

وذكرت إدارة الدفاع في بيانها، أن آلاف المدنيين عادوا إلى قرى وبلدات جبل الزاوية رغم استمرار عمليات القصف والخرق الدائم لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في السادس من مارس/ آذار عام 2020، بعدما كابدوا الويلات من النزوح في المخيمات، وفي سعيهم لجني محاصيلهم الزراعية لتأمين لقمة عيشهم، حيث يحاول النظام وروسيا حرمانهم منها عبر القصف والقتل والتهجير.

وأوضحت أن أهالي الشمال السوري مهددون الآن بنزوح جديد، فيما يهدد استمرار التصعيد العسكري حياة 4 ملايين مدني في شمال غرب سورية.

ويرى محللون أن التصعيد العسكري المركز على قرى وبلدات جبل الزاوية منذ مطلع  يونيو/ حزيران الماضي، يهدف إلى تهجير السكان من المنطقة وعدم السماح لمن هاجروا بالعودة إلى منازلهم من خلال القصف الجوي والبري المستمر على المنطقة.

العربي الجديد