برلماني فرنسي داعم للأسد: سياسات ماكرون تجاه سوريا تضر بالمصالح الفرنسية

اعتبر النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي وعضو حزب “التجمع الوطني الفرنسي”، تيري مارياني، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما سلفه فرانسوا هولاند، يتخذ مواقف تجاه سوريا تضر بالمصالح الفرنسية.

وفي لقاء مصوّر أجرته معه صحيفة “الوطن” المحلية خلال زيارته التي يجريها حالياً إلى سوريا، وصف السياسي الفرنسي سياسات ماكرون في سوريا بأنها “خطأ استراتيجي، خاصة أن نظام الأسد كسب الحرب، واستعاد السيطرة على معظم الأراضي السورية”.

ودعا مارياني حكومة بلاده، وحكومات دول الاتحاد الأوروبي، إلى إعادة العلاقات مع نظام الأسد، مشيراً إلى أن رؤية رئيس النظام، بشار الأسد، تجاه ملف إعادة الإعمار “ذكية جداً”، وفق تعبيره.

وقال السياسي الفرنسي إن “العقوبات تضر مباشرة بالشعب السوري، وتجعل حياة السوريين أكثر صعوبة”، مضيفاً أنه “من الممكن أن نفهم وجود عقوبات على أشخاص وأسماء محددة -حتى ولو كان ذلك خطأ- لكن لا يمكن أن نفهم عقوبات جماعية على شعب بأكمله، حيث يصبح هذا الأمر جنائياً عندما تلتقي أشخاصاً ويقولون لك إنه لم يعد لديهم ما يكفي من الطعام وحتى الحليب لأطفالهم، فتكتشف أن الأمر لم يعد سياسياً بل جنائياً”.

ويجري النائب الفرنسي والعضو في حزب “التجمع الوطني الفرنسي” اليميني الفرنسي المتطرف زيارة إلى سوريا، على رأس وفد من حزبه، التقى خلالها رئيس النظام بشار الأسد، السبت الماضي.

وقالت صفحة “الرئاسة السورية”، في تغريدة على “تويتر”، إن الأسد “أجاب عن أسئلة أعضاء الوفد المتعلقة بالوضع على الأرض والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب السوري نتيجة العقوبات والحصار الجائر المفروض عليه”.

أنكر مجازر الأسد واستخدامه السلاح الكيماوي

وسبق أن زار النائب الفرنسي، تييري مارياني، سوريا عدة مرات خلال السنوات الماضية، للتأكيد على دعم حزبه لنظام الأسد ومحاربة “الجماعات التكفيرية”، وفق تعبيره خلال تصريحاته للإعلام الفرنسي.

وبالإضافة إلى ذلك، أنكر السياسي الفرنسي، في مناسبات عديدة، استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيماوية، وأنكر المجازر التي ارتكبها بحق السوريين، معتبراً أن ذلك من فعل “الجماعات الإرهابية”، ما جعله عرضة للسخرية من وسائل الإعلام الفرنسية، التي وصفته بأنه “المغفّل المفيد”.

وفي زيارته إلى سوريا، في أيلول من العام 2019، كثّف مارياني من نشر الصور والفيديوهات عبر حسابه على تويتر، موثقاً لقاءاته مع شخصيات النظام ورأس النظام نفسه، مبدياً استعداداً للتوسط بين نظام الأسد وفرنسا للتحاور نظراً “للتاريخ والأهداف المشتركة بين البلدين”.

وفي كانون الثاني الماضي، وقّع تييري مارياني، مع 95 شخصية سورية وعربية وأوروبية، على رسائل وجِّهت إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وغيرهم من القادة الأوروبيين، يطالبون فيها برفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن نظام الأسد.

ويعتبر حزب “الجبهة الوطنية الفرنسية” من الأحزاب اليمينية المتطرفة، ويُعرف عنه دعم القومية الفرنسية وتشجيع الكراهية ضد الأجانب ومعاداة السامية، أسس في العام 1972، من قبل فرانسوا دوبرات وفرانسوا برينيو، وتزعمه السياسي الفرنسي المتطرف، جان ماري لوبان، حتى العام 2011، ثم خلفت رئاسة الحزب ابنته مارين لوبان.

تلفزيون سوريا