أخر الأخبار

10 دروس قاتمة تعلمها العالم بعد عقد من الحرب في سوريا

بعد 10 سنوات من اندلاعها، تلاشت الحرب المروعة في سوريا من عناوين الأخبار، بعد تردد الغرب في التورط بها، وانهماك الروس في مؤازرة الطرف “الآثم”، وتدخل دول إقليمية لخدمة مصالح ضيقة أنانية وقصيرة المدى.

بهذا المدخل بدأ الكاتب المخضرم بصحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية سايمون تيسدال تحليلا استعرض فيه ما آل إليه الصراع الدائر في سوريا، مردفا أن النتيجة هي “حالة من الجمود؛ صراع شبه بارد، يتسم بالعنف المتقطع والألم العميق واللامبالاة الإستراتيجية”.

وذكر تيسدال أن السياسيين الأميركيين والأوروبيين والجمهور الغربي -في الأغلب- أشاحوا بوجوههم بعيدا عن هذا الصراع، في حين لعبت فيه روسيا دورا محوريا داعما للطرف الخطأ، كما تدخلت دول مثل إيران وإسرائيل وتركيا للدفاع أساسا عن مصالحها الخاصة.

ومع ذلك -يقول تيسدال- فإن هذا الفشل الذريع في وقف الحرب لا تزال له عواقب وخيمة بعيدة المدى على الأمن الدولي والقيم الديمقراطية وسيادة القانون، ناهيك عن المواطنين السوريين أنفسهم.

وسواء كانت القضية تتعلق بالمعاناة الإنسانية أو اللاجئين أو جرائم الحرب أو الأسلحة الكيميائية أو الإرهاب، فإن الموروثات المتعددة والسامة لحرب سوريا عالمية وخبيثة ومستمرة، وفقا للكاتب.

وأبرز تيسدال أن حرب سوريا حرب عالمية، مدللا على ذلك بـ10 أسباب قال إنها تظهر أن 10 سنوات من البؤس والفوضى المستمرة ألحقت الضرر بالجميع:

أولا معاناة المدنيين

تختلف التقديرات بشأن عدد المفقودين ومن قتلوا من المدنيين منذ مارس/آذار 2011 إلى الآن اختلافًا كبيرًا، من حوالي 117 ألفا إلى 226 ألفا، لكن النطاق الواسع لميدان القتل الحديث هذا لا جدال فيه، فقد ذكرت الأمم المتحدة هذا الشهر أن “عشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين تعسفا في سوريا ما زالوا مختفين قسرا، في حين تعرض آلاف آخرون للتعذيب أو العنف الجنسي أو الموت أثناء الاحتجاز”، ناهيك عن حالة الخراب التي تعرض لها الاقتصاد والمدن في سوريا وما يواجهه 12 مليون شخص من جوع وفاقة.

وبعد سرده هذه المعلومات يعلق تيسدال “ربما فقدت مثل هذه الإحصاءات القدرة على إحداث الصدمة المرجوة، لكن السؤال الأخلاقي الأساسي الذي لا تزال له أهمية عالمية هو: لماذا يُسمح باستمرار هذه المذبحة؟”

ثانيا اللاجئون

أكثر من نصف سكان سوريا (البالغ عددهم 22 مليون نسمة) نزحوا منذ بداية الحرب، وحوالي 6.6 ملايين منهم لجؤوا إلى الخارج، في حين وجد ملايين منهم أنفسهم محاصرين في إدلب بين القوى المتصارعة هناك، هذا في الوقت الذي يكسب فيه اليمين المتطرف في أوروبا وما يروج له من تحيز ضد المهاجرين تعاطفا متزايدا، ويستمر الموت في الوصول يوميا إلى شواطئ أوروبا. ويتساءل الكاتب: كيف يمكننا الاستمرار في تحمل هذا؟

ثالثا الإفلات من العقاب

يُتهم رئيس النظام السوري بشار الأسد وأعوانه بمجموعة واسعة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؛ إذ استهدفوا بآلات قتلهم المدنيين وعمال الإنقاذ والعاملين في مجال الصحة والمستشفيات بشكل روتيني (وغير قانوني)، لكن المحكمة الجنائية الدولية التي ينبغي أن تحاكمهم مكبلة باستخدام الروس والصينيين حق النقض.

رابعا الأسلحة الكيميائية

إن استخدام النظام المتكرر للأسلحة الكيميائية المحظورة مثّل تحديا للمعاهدات العالمية، وكانت له تداعيات دولية خطيرة، ليس أقلها إضعاف اتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1993 بشكل خطير.

خامسا تنظيم الدولة الإسلامية

المستفيد الدائم من الحرب هو تنظيم الدولة الإسلامية، الذي اجتاح بعض الأراضي في سوريا والعراق عام 2014، ولئن كان تحالف دولي قد سحق التنظيم في نهاية المطاف، فإن هذا الفكر ألهم الجماعات الجهادية المناهضة للغرب في جميع أنحاء العالم، ولا يزال الرد الغربي على عودة تنظيم الدولة مجزأ بشكل خطير.

سادسا روسيا والولايات المتحدة

شكلت الحرب تحولا واضحا في ميزان القوى في الشرق الأوسط من الولايات المتحدة إلى روسيا. بعد أن رفض الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما التدخل عسكريا؛ استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفرصة وهب لإنقاذ الأسد، وبعد أن انهارت عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي يبدو أن بايدن يعتقد أن الوقت قد فات لإنقاذ سوريا، وسيكون من الرائع أن يجد من يصوب له هذا الخطأ.

سابعا الربيع العربي

تعاطفت الدول الغربية في البداية مع محاولات الإطاحة بالدكتاتوريين والأنظمة الاستبدادية في تونس والبحرين ومصر وليبيا واليمن وسوريا بين 2010 و2012، لكن دخول الإسلاميين على الخط جعل الغرب يتراجع، وكانت الديمقراطية العالمية الخاسر الأكبر من ذلك، وسوريا تجسد تلك الخسارة.

ثامنا تركيا

يوجد الجيش التركي في المناطق الحدودية، لمنع المزيد من تدفق اللاجئين، وردع هجوم النظام على إدلب، ولكنه أيضًا لإحباط الحكم الذاتي الكردي مثل ما حصل في العراق وفي شمال شرق سوريا. لقد قوض المستنقع السوري علاقات أنقرة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوروبا؛ مما أثار التساؤل: من خسر تركيا؟

تاسعا إسرائيل في مواجهة إيران

تخشى إسرائيل من حشد قوات الحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة الموالية لطهران في سوريا ولبنان. وشنت مئات الضربات الجوية على أهداف مرتبطة بإيران هناك. وبالنسبة لإسرائيل وإيران، أصبحت سوريا منطقة معركة متقدمة في صراع متعدد الجبهات، ورفاهية الشعب السوري لا تمثل مصدر قلق لأي منهما، وضعف دمشق المزمن يناسب كلا منهما.

عاشرا فشل الأمم المتحدة

لقد ألحق الإخفاق في إنهاء الحرب السورية أضرارا جسيمة بالمؤسسات الدولية؛ فمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة -على وجه الخصوص- فقد مصداقيته بشدة، وكذلك جهود الأمم المتحدة لصنع السلام، ومع ذلك لو أرادت “الدول الخمس الكبرى” في مجلس الأمن حقًا وقف النزاع لأمكنها ذلك، لكنها لم تحاول، وهذا الإرث هو “الأكثر عارًا” للحرب السورية.

المصدر : غارديان+ الجزيرة

مقالات ذات صلة

عن المعتقلين والمفقودين في سجون الطّغيان.. تذكيرٌ ببعضِ الواجبِ الشَّرعيّ

Hasan Kurdi

“الإغاثة التركية” توزع ملابس شتوية على 4 آلاف طفل في إدلب وعفرين

Hasan Kurdi

النظام يطوي ملف درعا: تقاسم نفوذ بين موسكو وطهران

Hasan Kurdi

فريق “تطوعي” يوثق أحداث الشمال السوري بالأرقام

Hasan Kurdi

الائتلاف الوطني يعلن عن إطلاق الهيئة الوطنية للشباب

Hasan Kurdi

على ركام المدن المدمرة وبعد مئات آلاف الضحايا الذين قتلهم.. النظام السوري يحتفل بـ”حرب تشرين”

Hasan Kurdi