نشرت “جامعة إدلب” السورية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، مساء أمس السبت، صوراً للعملية الامتحانية في كلياتها، وظهر فيها رجل ستيني، نازح في المدينة منذ سيطرة قوات النظام على بلدته التمانعة جنوبي المحافظة في أواخر شهر أغسطس/ آب عام 2019.
وتواصل “العربي الجديد” مع نجل عبد الكريم البكري إبراهيم، الذي قال إن والده يحضّر لتقديم آخر مادة امتحانية، وقد ابتعد عن وسائل التواصل حتى نهاية الامتحان. وأشار إبراهيم إلى أن والده محب للعلم ولديه مكتبة نقلها من بلدته إبان هجوم النظام عام 2019، ودائماً ما يحثنا على متابعة التعليم الذي حرم من مواصلته أيام شبابه.
وتأسّست جامعة إدلب أواخر عام 2015 بعد خروج المدينة عن سيطرة قوات النظام، وتضم 12 كلية وسبعة معاهد، ووصل عدد الطلاب فيها إلى أكثر من 15000 طالب، وبلغ عدد الكادر التدريسي من حملة درجتي الماجستير والدكتوراه نحو 250 والكادر الإداري يزيد عن 170.
الصورة لاقت تفاعلاً على مواقع التواصل، وأبدى المتفاعلون إعجابهم بهمة الحاج عبد الكريم البكري (63 عاماً) الذي اضطّر إلى ترك الدراسة في شبابه، ومن ثمّ عاد إليها بعد أن تجاوز الستين من العمر.
وقال الناشط الإعلامي من إدلب بلال بيوش في تغريدة، إن كل الصفات تجتمع في الحاج عبد الكريم البكري، العزيمة والإصرار والنجاح معاً، رغم تقدمه بالعمر يجلس على طاولة الامتحان ويكون من المتفوقين، أتمنى له التوفيق.
أما الصحافي عدنان الحسين فقال: “تواصلت مع الحاج عبد الكريم صاحب الصورة أمس وقلت له، يدور في بالي سؤال لماذا عدت للدراسة، قال كان أبي مريضاً وأخي في العسكرية فتركت الدراسة لإعالة العائلة فكانت حسرة كبيرة بقلبي، فقررت العودة للجامعة تحفيزاً للشباب وتحقيقاً لرغبتي، همم كالجبال، بهؤلاء لا يموت العلم”.
وبدوره قال أحمد محمد حمود خرمه إن الحاج عبد الكريم البكري طالب في كلية الآداب قسم التاريخ سنة ثانية بجامعة إدلب، رجل قارئ من الطراز الأول، أهدى مكتبة كلية الآداب ما يزيد عن 120 كتاباً، ومعظم علاماته بين الـ 80 والـ90.
وقال الناشط الإنساني في إدلب ظلاب قطيع مشجعاً، لا شيء سيقف بينك وبين حلمك إن امتلكت العزم، الحاج عبد الكريم البكري. وعبّر الناشط أنس المعراوي عن إعجابه بإنجاز البكري فقال: “ونعم الطالب يا عماه أحد طلاب كلية الآداب بجامعة إدلب اليوم يقوم بتقديم الامتحان”